الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يحدث ؟ و ما هو الحل .. ( رأي مطروح للنقاش امام اليسار العراقي ) - 1 -

مناضل البصري

2014 / 10 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


في المقالة المنشورة لي على الحوار المتمدن بتاريخ 8 / 10 / 2014 و التي تمثل دعوة لليسار العراقي بكل تنظيماته و مثقفيه و بمختلف اتجاهاتهم للدخول في حوار و نقاش من اجل وضع صيغة و برنامج نضالي لقيادة الشعب العراقي في المرحلة الحالية و مستقبلا و ترسيخ المفاهيم اليسارية و مد جذورها بالمجتمع العراقي ليأخذ اليسار العراقي دوره الحتمي في الوقوف و افشال المخططات الامبريالية و احداث التغيير الذي نسعى اليه للوصول النظام الذي يحقق الحرية و العدالة الاجتماعية .
و مساهمة مني كمثقف يساري اؤمن بالفكر الماركسي كمنهاج عمل علمي يسعى لتحقيق مجتمعات عادلة تنعم بالسلام و الرفاهية لعموم البشرية و كعراقي اشعر بما يعانيه ابناء وطني و احس بالكوارث الذي يمر به الوطن و المنطقة بالاضافة الى كل ما يجري على وجه الكرة الارضية اود ان اطرح بعض الافكار و التحليلات حسب وجهة نظري لتكون افكارا للنقاش و الحوار للوصول الى قناعات مشتركة تؤدي الى وضع منهاج عمل يوحد اليساريين العراقيين ليأخذ دوره التاريخة بالرغم من صعوبة الضروف و الوضع العام , فمهما تكون صعوبة العمل علينا ان نخلق لنا دور و نضع بصمتنا و نتحدى اي ضرف كان في سبيل القضية العادلة و هي قضية جميع الكادحين الذين يرسخون الان تحت اسوء ضروف يمكن ان يمروا بها تاريخيا حيث كشرت الامبريالية عن كامل انيابها لتغرسها في اجسادهم المنهكة و تمتص ما تبقى فيها من دماء .
في المقالة السابقة شرحت بشكل مختصر عن ما يجري في العراق و المنطقة و اسبابه و يشكل مختصر و اود بهذه المقالة ان ادخل بموضوع مفاصل و الادوات المستخدمة من قبل الامبريالية العالمية لتنفيذ مخططاتها في المنطقة لنفصل بين العملية ككل و بين المتضرر الفعلي و الذي هي شعوب المنطقة و بالاخص الكادحين منهم باعتبار ان اليسار هو من يدافع عن الكادحين و يمثلهم و يهدف الى اقامة المجتمع الذي يمثل العدالة الاجتماعية و الحرية .
في العراق بعد الاحتلال سنة 2003 اسست الامبريالية الامريكية لعملية سياسية جميعا متفقين على انها وجدت لتنفذ دور مرسوم لها لتحقيق اهداف الامبريالية و ان رجال هذه العملية بما ما يمثلوه من كتل و احزاب لا يخرجون عن الاتجاه العام لهذه العملية بحيث اصبحت العملية السياسية محصنة برجالها و لا يمكن ان نتأمل من احداث اي تغيير جذري يهدف لخدمة جماهير الشعب من داخلها و شرحت بمقالات سابقة عن هذا الموضوع شرح وافي , كذلك ان كل ما حدث بعد الاحتلال من مقاومة مزعومة و من نشوء منظمات ارهابية و ميلشيات مسلحة و اخرها داعش ماهي الا منظمات اوجدتها الامبريالية بشكل مباشر او غير مباشر لتنفيذ اجنداتها لتمسك الامبريالية (بمختلف ما تمثله من دول رأسمالية كبرى أو حلفائهم من انظمة دول المنطقة ) الارض و تدير هذه العملية موزعة الادوار ( و هنا نتكلم عن العراق موضوع مقالنا ) بين الحكومة و الكتل السياسية بكل مؤسساتهم من برلمان و جيش و قوات امنية و ميلشيات موالية و بين المنظمات الارهابية و من ضمنهم في الفترة الاخيرة داعش التي تضخمت لتتحول الى شبه دولة لها مؤسساتها الاقتصادية و جيش منظم يمتلك دبابات و اليات ليدخل بعدها عامل اضافي و هو تحشيد دولي ليكون اللاعب المناور الذي يمسك العصا من الوسط ليحقق التوازن المطلوب حسب السيناريو المرسوم من قبل الامبريالية و حسب مصالح الدول الكبرى و اتفاقياتهم .
باختصار هناك مظومة عالمية و اقليمية و محلية كاملة تنفذ سينوريوهات في المنطقة و العراق تظم الدول الامبريالية المختلفة و المتفقة على رأسها الامبريالية الامريكية و اوربا و روسيا و حتى الصين و ان لم تدخل اللعبة لحد الان بشكل علني و كامل و دول اقليمية مثل تركيا و السعودية و قطر و ايران و غيرهم و الحكومة العراقية و الكتل السياسية بمختلف اتجاهاتهم و المستفيدين اقتصاديا من فاسدين من هذه الاوضاع و منظمات ارهابية و ميلشيات و اخيرا داعش المستحدث الجديد و هناك تمويل ضخم و مستمر لهذا كله سواء كان تمويل دول و حكومات أو تمويل مصدره خزينة الدولة العراقية , هذه المنظومة لها حاضنة محلية الا و هو الجهل و الظلام الذي يعيشه الشعب العراقي و الذي ترسخ و عشعش عبر عشرات السنين عبر اجندة نفذت باتقان ليصل الى هذه الحالة ليكون هذا الشعب الضحية بما يعانيه من قتل و تهجير و نزوح و سرقة لثرواته ليعش حالة الاقسى و الابشع من تردي اقتصادي و انساني و هو يمثل صاحب الارض و الثروة الحقيقي .
بالمقابل هناك شعب كما شرحنا اعلاه الذي يمثل صاحب الارض و الثروة و صاحب المصلحة الحقيقية في افشال هذه المخططات ليمسك ارضه و يدير ثرواته بما يحقق له تطور اقتصادي و اجتماعي و ثقافي و في كل المجالات الاخرى و المفروض ان يكون القاعدة الحاضنة للتيار اليساري و الداعم له و الممول بشباب واعي مكافح مناضل ليقوده لتحقيق النصر على جميع اعداءه , هذا الشعب للاسف يعيش بأتعس حالاته الثقافية و الاجتماعية حيث الجهل و اللاوعي و خضع و بشكل لا يتصوره العقل لثقافة رسخها المحتل بمساعدة التيارات السياسية و الدينية التي سيطرة على الساحة و بمساعدة التحريض الاعلامي المحلي و الاقليمي فبالرغم من نشوء وعي بمظلوميته و استغلاله من قبل السياسيين و الفاسدين لا يتعدى بتعبيره عن هذا الرفض سوى بالبكاء و العويل و الشكوى لله عبر صوت مبحوح لا يسمعه سواه و حتى المثقفين منهم موزعين بين نفاق التيارات السياسية و الارتزاق من القلم و الكلمة و حتى المخلصين منهم نراهم ذوي نفس قصير لافتقارهم للنظرية الثورية .
اذا الارضية الثقافية المفروض ان تكون حاضنة و مساعدة لنشوء تيار يساري فاعل ضيقة جدا و ان المفاهيم و العناوين اليسارية لا يوجد ارضية لها للانتشار اجتمعيا و سياسيا حيث هناك شروط يجب توفرها للمتلقي اهمها الوعي و المستوى الثقافي و التحرر من كل قيود التخلف التاريخي و الاجتماعي لذلك نلاحظ ان دور اليسار العراقي على الساحة السياسية شبه معدومة و ان افكاره و تحاليله تتداول بين مجموعة قليله من مثقفين و تيارات و لم تستطع ان تقوم باي خطوة عملية لها صدى بين جماهير الشعب بالرغم من دور اليسار العراقي التاريخي الكبير في منتصف القرن الماضي .
و حيث ان لتحقيق الهدف المنشود في الوقوف امام الهجمات الامبريالية و اعوانهم الشرسة و تحقيق الحرية و اقامة العدالة الاجتماعية و لا بديل في ذلك الا بنشوء طليعة يسارية ثورية ( ماركسية ) ....... ما الحل ؟
قال لينين (حتى تنجح هذه الشعارات في قيادة العمال يجب ان تكون الشعارات متوافقة ليس فقط مع المسار العام للحركة الثورية لكن ايضا مع المستوى العام لوعي الجماهير ) اي ان طروحاتنا يجب ان تتوافق مع المزاج العام للجماهير لذلك على اليسار العراقي الان و في هذا الوقت المحرج و الذي كل يوم يمر يزاداد فيه بؤس الجماهير و يستطيع العدو ان يرسخ لاجنداته اكثر على حساب شعبنا و ارضنا و ثروتنا ان يبحث بموضوع مهم جدا في اعتقادي هو التعامل مع مزاج الجماهير لاختيار شعاراته و اسلوب نضاله مع هذه الجماهير ليستطيع ترسيخ وجوده و فرض نفسه على الساحة و بالتالي قيادتها نحو غدا افضل رغم صعوبة الوضع و حالة الجهل و الظلام علينا التعامل مع هذه الجماهير و رفع وعيها .
علينا مراجع التجارب الثورية عبر التاريخ ... الثورة الروسية , الكوبية , الفيتنامية و الحركات الثورية التاريخية في العالم و في المنظقة و العراق و اساليب تعاملها مع الواقع نجاحاتها و اخطاءها علينا مراجعة نظريا لكل شئ لنصل الى وضع منهاج عمل و نخرج من القوقعة و نغادر الواحة التي حصرنا انفسنا فيها فالمثقف التظري لا يمكن ان يكون ثوريا الا اذا خاض معاركه العملية لنساهم جميعا كل حسب قدرته النظرية و العملية في طرح افكار للنقاش ........

يتبع .......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة