الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يستمر العبادي في ادارة الدولة بنفس كوادرالمالكي

فيصل خالد

2014 / 10 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


أن البيئة المحلية والدولية الملائمة التي تهيأت لحكومة العبادي بفعل المستجدات والظروف التي رافقت احتلال داعش لثلث الاراض العراقية لا تعني تلك البيئة أن الظروف ستكون متهيئة بالضرورة لنجاح حكومة العبادي، فاذا ظلت الاخيرة تعمل بنقس اسلوب عمل حكومة المالكي وتعتمد على نفس الكوادر والمستشارين ، الذين كانوا يعملون مع المالكي والذين اختارهم على اسس الولاء الحزبي اولا والطائفي ثانيا وليس على اسس الكفاءة والنزاهة وحسن التنظيم والادارة فأن هذا التأييد سيتأكل تدريجيا وستجد نقسها في نهاية المطاف في بيئة معادية لا تختلف عن البيئة التي عاشها المالكي في اواخر ايامه
فالادارة الناجحة تقتضي اولا وجود ارادة والارادة تحتاج فعل يحركها والفعل لا يتحقق الا بالتغيير والتغيير لا يمكن ان يتحقق ما دام الحرس القديم يسيطر على الجهاز الاداري والتنفيذي في جميع مفاصل الدولة ، فمعظم من وضعهم رئيس الوزراء السابق على راس تلك الاجهزة ربما هم عقائديون وحزبيون مخلصون لكنهم اثبتوا فشلهم الذريع وفسادهم في الادارة ، وان وجد مخلص ونزيه من بينهم فتجده يفتقر الى الرؤيا والعقل الاداري المتفتح والديناميكي القادر على طرح الحلول والبدائل ومواجهة المستجدات والمتغيرات فكيف سيتمكن العبادي تنفيذ برنامجه الضخم والمعقد بهذا الكادر شبه المشلول ، أن الاصرار على بقاء هؤلاء لا يعني سوى شيء واحد ان هذا البرنامج سيتحول في نهاية المطاف الى مجموعة من الشعارات الفارغة
فاذا كان العبادي جادا ومخلصا في تنفيذ برنامجه الذي اعلنه امام البرلمان فعليه الاستعانه بالكفاءات المستقلة المغيبة والمهمشة والتي لم تأخذ فرصتها في المشاركة في بناء البلد لحد الان لا لشيء الا لكونها مستقلة وترغب بالمحافظة على حياديتها ولا ترغب بالارتباط بالأحزاب
وهو على علم بمخاطر تهميش وتغييب الكفاءات في المؤسسات الحكومية الذي تفاقم بسبب اعتماد التوجهات الطائفية والحزبية في التعيين الى الحد الذي جعل اسلوب عمل هذه المؤسسات يوحي بأنها تخضع لنظام المافيات، وليست لمعايير وقوانين وحقوق، وانها تعرض الجهاز الاداري والتقني في العراق الى مخاطر كبيرة منها ضعف الاداء واستشراء المحسوبية والمنسوبية ، وانتشار الفساد.
ان مواجهة هذه الظاهرة ينبغي ان لا يتوقف عند تخفيفها وتقليصها، لان ذلك يؤدي الى استمرارها وتفاقهما وانما المطلوب القضاء عليها من خلال اعتماد هيئات وصيغ مركزية، تمتلك ادق المعلومات عن الكفاءات واختصاصاتها، ويكون اختيار وتعيين الكوادر الادارية من خلال هذه الكفاءة والنزاهة وليس من خلال التوجهات الحزبية والسياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا