الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يحدث ؟ و ما هو الحل ؟ .. ( رأي مطروح للنقاش امام اليسار العراقي ) - 2 –

مناضل البصري

2014 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


في هذه المقالة اود التطرق بشكل مختصر جدا لموضع التحليل الاجتماعي و النفسي لعموم الشعب العراقي و العوامل المتحكمة فيه للوصول الى منهاج عمل مناسب بين صفوف الجماهير لقيادتها بما يتناسب مع مزاجها دون الابتعاد عن المسار العام للحركة الثورية التي تفرضها علينا نظريتنا الثورية.

لا يخفى علينا ان الشعب العراقي ترسخت لديه و منذ الاحتلال و لغاية الان مفاهيم جديدة تتحكم بسلوكه و مزاجه العام نتيجة فرض الثقافة الطائفية و الاثنية عليه من قبل الاحتلال و عملاءه من تيارات دينية و اثنية ليتصدر الصراع الطائفي و الاثني بين مكونات الشعب العراقي على الصراع الطبقي و ليقود هذا الصراع القيادات المذهبية و الاثنية ممولة من خزينة البلد و من دول اقليمية لتبث سمومها و تزيد من هذا الصراع بمختلف الاساليب الثقافية و الاعلامية و المسلحة عبر ميلشيات و منظمات مذهبية ارهابية لتتحول جماهير الشعب العراقي الى مجموعات من القطيع تقاد من قبله يساعدهم بذلك الاحتلال و دول اقليمية متنافسة , اما ثروات العراق فيتوزع الجزء الاكبر منها بين الفاسدين و تمويل هذه القيادات و تمويل ميلشياتها و المنافقين و الموالين لهم و الجيش و القوات الامنية الرسمية الاخرى ولا يذهب سوى الجزء البسيط الى الخدمات و رواتب موظفي الدولة

ان غياب الوعي الطبقي عن الطبقة العاملة و عموم الكادحين من الشعب العراقي و تصدر بدله صراعات اخرى مشكلة كبيرة تواجه اليسار العراقي باعتباره صوت هذه الجماهير و اساس وجوده و برامجه تهدف لتحقق مصالح هذه الجماهير باقامة النظام الاشتراكي من خلال تأجيج الصراع الطبقي اعتمادا على وعي الطبقة العاملة و عموم الكادحين .

لذا الخطوة الاولى التي يجب ان نخطوها هي البحث عن اسلوب تعامل مع هذه الجماهير و التركيز على خلق تقاليد نضالية لها تتناسب مع درجة وعيها الحالي مع التركيز على رفع هذا الوعي ليستوعب البرامج الثورية التي يطرحها اليسار و هذا يدعونا الى التركيز لخلق تيار اجتماعي بضم منظمات مجتمع مدني و نقابات مستقلة و التركيز اكثر على المجالس الشعبية في جميع محافظات العراق و اقضيته و نواحيه و يتم التنسيق بينهما من خلال اتحاد ليكون بمثابة برلمان شعبي يتم انتخابه من الاسفل ليغطي جميع مساحات القطر تكون له مهمات و دور تنظيمي شعبي ليكون صوت هذه الجماهير في المطالبة بحقوقها .

ان ما يحرك الجماهير مهما كان درجة وعيها هو احساسها بالظلم و الاستغلال و تدني المستوى المعيشي و تدني الخدمات فاذا اتخذت هذه المجالس الشعبية و منظمات المجتمع المدني الشعارات المناسبة و المعبرة عن هذه الاحاسيس ستأخذ دورها التنظيمي الشعبي في قيادة هذه الجماهير خصوصا ان هذه الجماهير لا تمتلك الوعي السياسي الكافي لفهم الجمل السياسية الثورية .

ان خلق تيارا اجتماعيا و باشراف اليسار بمسميات غير سياسية يستطبع الوصول الى هذه الجماهير و رفع من درجه وعيها تدريجيا بخلق اساليب نضالية دون ان يترك هذا اليسار الاساليب النضالية الاخرى سواء النظرية و الاعلامية و التنظيمية بل تستمر باعتباره الطليعة الحقيقية لهذه الجماهير .

و في هذا الضرف هناك عمل مضاعف خصوصا في المناطق التي ترزخ تحت الارهاب و اقصد نينوى و صلاح الدين و الانبار و غيرها من المناطق علينا خلق طلائع مقاتله ايضا تنظم من قبل مجالس شعبية تؤسس للدفاع عن ارض و العرض و المصالح , ان مثل هذه الطلائع ستكون لها ارضية شعبية لانها بزغت من هذه الجماهير و بشعارات و عناوين تعبر عن مصالحهم , و هناك مثال على ذلك حيث ظهرت مثل هذه الطلائع في نينوى الان لكن بشكل محدود و ضعيفة لعدم وجود دعم لوجستي لها حيث يعتمدون على وسائل قتالية ضعيفة و على اسلحة شخصية و اسلحة يغتنموها بعد قتل الارهابيين الدواعش .

ان مثل هذا العمل التنظيمي الهائل يحتاج الى جهود كبيرة و فترة زمنية طويلة و تمويل و علينا البدأ بالخطوات الاولى و الاعتماد على التمويل الذاتي فقط و ان اليسار كما هو معلوم دائما فقير بموارده المالية , و هذا يدعونا الى دراسة تاريخ الحركات الثورية التي نشأت في امريكا اللاتينية و حتى اوربا و كيف كانت تمول نفسها حيث في العراق الان ارض مستباحة من قبل الارهاب و السراق و القاسدين

باختصار ان اي عمل اجتماعي نضالي او عمل مسلح سيأخذ بنظر الاعتبار ضروف كل محافظة او منطقة و حسب كل فترة زمنية ,

ان خلق تيار اجتماعي و وطني من شأنه ان يؤدي الى خلق ثقافة جديدة تكون ارضية مناسبة لتوسع اليسار افقيا ليكون الطليعة الفعلية و العملية للجماهير .

كما هناك اراء و مقترحات كثيرة ستبرز عند وجود حوار واسع مباشر و حتى غير مباشر بين تنظيمات و مثقفي اليسار من اجل الوصول الى برنامج عمل يوحدها دون فرض اجندة فصيل على الاخر كما نقرأ الان بيانات لكثير من الفصاءل اليسارية و الشيوعية في العراق يطالبون التوحد على برنامجها دون برنامج تنظيم او فصيل اخر .

ليكون تيار موحد يحتوي على اكثر من منبر تتناظر بينها مع سير برنامجها الموحد دون عائق خصوصا اذا كان هذا البرنامج يهدف خلق تيار تطغي عليه الصبغة الاجتماعية كمجالس الشعب و منظمات المجتمع المدني و نقايات مستقلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما شكل المقاربة الأمريكية للدفع باتفاق سياسي لإنهاء الحرب في


.. خلافات معلنة بين بايدن ونتنياهو.. ما تأثيرها على الانتخابات




.. واحات جنوب المغرب -الساحرة- مهددة بالزوال!! • فرانس 24 / FRA


.. السفينة الأميركية -ساغامور- تحمل أولى شحنات المساعدات من قبر




.. #متداول.. مستوطنون يقطعون الطريق بالحجارة أمام شاحنات المساع