الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقعية الهوية السحرية في زمن العولمة

ملك مصطفى

2014 / 10 / 15
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



التشوش الفكري، أمر حياتي يولد مع الإنسان ولكنه بدأ يتفاقم ويقلق لدى ولادة العولمة . العولمة التي تحمل في ظاهرها الوعود الإنسانية المتمثلة بإزالة الحواجز والفوارق والحدود بين بني البشر، إلا أن المعاش الحقيقي يقول عكس ذلك ، فالعولمة تمثل هيمنة سياسية ، اقتصادية وثقافية تكمن خطورتها في تأثيرها على الهوية ،أذ تعمل على إلغاءها ، أو تذويبها تحت أسماء كثيرة ومتنوعة، غرضها تنميط العادات والثقافات بما يخدم النخبة .

في هذا العالم الذي يزداد عولمة يوما بعد يوم حيث تُفرض أساليب واتجاهات وإيديولوجيات جاهزة للعمل بها من قبل النخبة على شعوب العالم .

أمريكا الجنوبية لم تفلت من هذه الهيمنة وقد تكون أكثر المعانين منها ، لهذا قامت مجموعة من المصورين الفوتوغرافيين ، بالتجوال في أوروبا حاملة معرضا تحت عنوان " خرائط مفتوحة " ، ينقل هذا المعرض ، رهافة الحس الإنساني بالمعاناة التي تعيشها شعوب الحضارات والثقافات ، قلقا على هويتها وانتماءها الجغرافي .

إن معرض الصور الأمريك-لاتيني هذا، مبني على فكرة الانتماء والملكية الجغرافية ، إذ يعرض الواقع الاجتماعي ، السياسي والثقافي الذي يلعب دورا أساسيا هاما في تحديد الهوية .
الصور تمثل نقوشا بارزة ومجسمة على الأجساد التي تبين خريطة جغرافية للتضاريس الهندية الكاريبية وللمثلث المخروطي الجنوبي ، وبنفس الوقت فهي تمثل قمة المدنية والتحضر برموزها الشخصية الإنسانية .

البوتقة ، التي هي أمريكا اللاتينية ، فيها تتصرف كل الأفعال و اللغات مجتمعة ، هذا المجمع اللغوي ،اللهجي والعرقي ، إذا ما قارناه بقارات أخرى ، نجد فيه الأشكال والأساليب الثقافية أكثر تجانساو تفاعلا ،إذ يترك للآخر الباب مفتوحا للولوج فيه داخل النظام الذي تعمل من خلاله المجتمعات وسمات هويتها، ونقطة الانطلاق تكون، عمق الاحساس بالتعامل مع الأشياء لأن رهافة الحس وعمقه، هي التي تؤثر على ضيق حدقة العين واتساعها.

فمنذ الأزل كان الاعتماد على التصوير الفوتوغرافي في عملية تنظيم الرؤية المتكاملة التي تعبر عن حقيقة و واقع ، فالتصوير يبرز الانفعالات الداخلية والخارجية للشخص أو للحدث ، موضع البحث . إنه استحضار ذهني ناتج ، كما قلنا ، عن انفعال حسي خارجي أو داخلي ، مختلف في ملامحه وخصائصه باختلاف صاحبه والحالة المسيطرة عليه ، ومتنوع حسب رهافة الحس ،أو عمق الثقافة، أو حدة الخيال التي يتميز بها صاحبه.

ولذلك فإن مجموعة الفنانين المصورين هؤلاء أرادوا تمثيل الواقع وترجمته عبر الخطوط والرموز ، أرادوا أن يعرفوا العالم على سمات هويتهم من خلال الصورة وقد نجحوا في ذلك إلى درجة أصبحت فيها الصورة استعارة للواقع ، واقع أمريكا اللاتينية السحري .
في عالم تمددت فيه العولمة على اتساع الكون ، الحل الوحيد يكون بالتمسك بالهوية وبالحفاظ عليها بتقبل الثقافات الأخرى لا بالاضمحلال فيها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبرز القضايا التي تصدرت المناظرة بين بايدن وترامب


.. الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه ترامب يتبادلان الاتهامات بع




.. هل يتنحى بايدن؟ وأبرز البدلاء المحتملين


.. توثيق اشتباكات عنيفة في رفح جنوبي قطاع غزة




.. آيزنكوت: يجب على كل الذين أخفقوا في صد هجوم السابع من أكتوبر