الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقارب ما بين الشعري والصوري

ملك مصطفى

2014 / 10 / 15
الادب والفن


الإسباني جوان بروسا:

من كان على معرفة بموجات الطليعية الشعرية في إسبانيا سيعلم تماماً مكانة الشاعر الكاتلاني جوان بروسا(برشلونة 1921)، وما يعني موته سوى رحيل آخر رواد الحداثة الشعرية ومدرستها المسماة بالشعر البصري، حيث بقي إسمه متفرداً، وعصياً على الجمع بأية أنتولوجيا شعرية في الوقت نفسه. وإذا كانت إحالات النقاد إلى كون عمله الشعري غير خالص البنية، تدخل فيه عوامل البصر والصورة واللون، فإن بروسا كان يجد فيها من مكونات التقارب الشعري للنفس البشرية، لاسيما وإن العالم قد تداخل بفنونه وتراكيبه المختلفة إلى درجة يصعب فيها الفصل أو المعايرة الشكلية و التقريبية.ولعل موته ، كان بحد ذاته تذكرة منه بأن قدمه قد وصلت مشارف الألفية الثالثة، كما أن موته الغريب سقوطاً من إحدى درجات السلم مسبباً رضوض في الرأس يعد هو الآخر من بُناه القصية على الفهم كحال قصائده البصرية وعناوينها الدالة.
في مرات عديدة وفي مناسبات مختلفة كان يُسأل فيما لو صنف نفسه رساماً ،كان يجب بلا ولكنه فنان شاعر . لقد ظهر بروسا في أوقات كان مجمل أبناء جيله يكتب ما هو مألوف من القصيدة الإعتيادية، وقد إعترف بروسا بأن وضعه بالنسبة لهم كان شاذاً، فأن تكتب شعراً إعترافيا ،عن الحال و لواعج الذات وإلا فأنت لست منهم، لذا كان عليه أن ينفرد ويخلق لجدران جسده واقيات من صفائح مختلفة كحال قصائده التي كان يجد في تمايز فهمها من ناقد لآخر خطوة متميزة في داخله الذي شكل منذ الخمسينات علماً محورياً في الشعر البصري ومدارسه المختلفة التي ستمتد فيما بعد في أشكال أدبية مختلفة مثل المسرح والرواية، لعل أهمها تجربة الروائي خوليان ريوس في رائعته ( لاربا ).لقد كان بروسا طوال حياته منكباً على استظهار غزارة التقابل ما بين الكلمة ومقابلها البصري، حتى إن محاولة التفريق بين الهيئة البصرية والمحتوى الكلامي للقصيدة يكاد يكون عبثاً، فالواقع إنهما شيئان بجذر وحيد في رأي بروسا وصياغتها (أي القصيدة ـ اللوحة) تنبع من الرؤية الأولى وهي لا تنجرف إلى أبعاد أخرى أكثر من فيزيائيتها الخاصة. وانفرادية الكلمة في مواقع تالية في قصائد أخرى تثبت لونيتها وصوريتها النافذة كشكل لوحة مفصلة بالحرف. لقد ترك بروسا أكثر من خمس مجاميع شعرية،آخرها كان من المؤمل تقديمها في منتصف الشهر الأول من العام الجديد، ومنها هذه القائد المنتخبة …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?