الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدلية الحضور والغياب في شعر فليحة حسن

زيد مظفر الحلي

2014 / 10 / 15
الادب والفن


لم تعد المرأة قادرة على استيعاب الخطاب النقدي العربي بعدما مارس دوره الاقصائي , ولهذا لجأت إلى الكتابة كونها فعل خلاص من الامتحان الوجودي (كونها أما زوجه , أو اخت أو بنت) , ولكسر قيد الاختلاف التشريحي والبيولوجي مع الرجل , وممارسة فعل اللغة كونها حلا من حالة الدونية المجتمعية , والاقصاء الذي مارسه الدين/العقيدة, والخطاب النقدي العربي كون فعلها الابداعي لا يختلف من الناحية الفنية والجمالية عن الابداع الذكوري أو ابداع سيرذاتي بسيط , وفعل اللغة فعل وجودي/ مجتمعي ؛ لأن اللغة ليست اداة حيادية وإنما هي نظام رمزي مشكل للواقع , لا يمكن ادراك هذا الواقع إلا عن طريق اللغة لأنها الوحيدة التي يمكن انشاء علاقة بينها وبين عالم الوعي في ابعاده الذاتية وعالم اللغة , وعن طريق تأويل الرموز والدلالات التي يشكلها الوعي يمكن فهم عالم الذات والعالم , واللغة هي ( بيت الوجود) و (مسكن العالم ومأواه) ولهذا سعت المرأة إلى تحطيم الثالوث المحرم عن طريق فعل اللغة :
الجنس/الجسد

الكتابة /المرأة
الدين/العقيدة السلطة/السياسة
وفعل الكتابة فعل تمردي غايته تجلي المسكوت عنه , واظهار الحضور , وعن طريق الكتابة اظهرت المرأة هويتها كونها مسكنها الوجودي ومأواها الابداعي .
لكن بقى الخطاب النسوي / النسائي / الانثوي يتأرجح بين القبول والرفض وسط المجتمع العربي كونه من جهة مستعار من الخطاب النقدي الغربي , ومن جهة لم يدرك نشوء وارتقاء الخطاب النقدي الغربي الذي مر بمراحل طويلة , وفعل الاستعارة جعله يتأرجح بين القبول والرفض , ومن جهة اخرى سؤال وجودي ما وجه التمييز بين الخطاب النسوي/ الانثوي والخطاب البطرياركي/الذكوري , والقراءة الدقيقة في الخطاب الادبي العربي البرطرياركي والانثوي تتجلى هناك ثلاثة اتجاهات :
الاتجاه الاول: كون اللغة هي الاداة التي يمتلكها الرجل والمرأة , لكن هناك اختلاف من الذات الكاتبة/ المتلفظة ذات بعد ميثلوجي . الاتجاه الثاني : يرفض هذا الاختلاف على أنه كون اللغة واحدة والمجتمع واحد . الاتجاه الثالث: الذي يرى هناك هاك اختلاف لكنه غير ثابت , لأنه يتعلق بظروف اجتماعية وتاريخية وميثيولوجية .
وعلى الرغم م امتلاك المرأة فعل اللغة إلى انها لا زالت تعاني من الغياب , ولهذا نراها دائماً عكس هذا الغياب عن طريق فعل الكتابة كونه فعل وجودي . والشاعرة فليحة حسن استطاعت من خلال اللغة ممارسة فعل الحضور واستلاب وجود الرجل من خلال قصيدتها (عمر):
وأقسم ايامي /نصف لبنات لم تعرف بعد العد على إصبعها /أو المشي حاسرة القلب/ ونصف للرجل القابع فوق العمر ثقيلاً كالحرب/أو كالكف بلا شهقة عطر/وما يبقى اصيره اطياراً حبلى بالأبيض/ونوارس هاربة ..واقاصيص عن الجان / وعن المرجان / يسكن في اعماق المحكي من الجدة/ وهي تحذرني /ان ابتعدي / كيما يبرد قلب البحر / وانسى التحذير.. فأعود... / اقسم ايامي / نصف /لبات لم تعرف القفز اعلى من حبل الغسيل..ونصف للرجل الجالس في الصمت/بعيدا /يمتص رحيق الماضي/ويلعن مر المستقبل.
اعادت ترتيب الاوراق عن طريق فعل اللغة الذي عكس الاجراء السردي الشفاهي الذي طالما وصمها الخطاب البرطرياركي به , كوها لا تجيد غيره ,لكن الاجراء السردي الذي مارسته يعطي سيادة اللغة لها والدلالة الاخرى غياب/موت لغة الرجل في الفعلين الفعل الاول عندما كان البنات لم يعرفنّ العد على اصابعهن , والفعل الاخر لا يستطعن القفز اعلى من حبل الغسيل والفعل السردي الممارس هو فعل وراثي عن الجدة وهذا الفعل يبعث على النشاط والحركة , وإضافة إلى الدلالة الاخرى الذي عكسها النص (نصف لبنات لم تعرف بعد العد على اصابعها) و(لبنات لم تعرف بعد القفز لأعلى من حبل الغسيل)هو فعل التربية بينما الرجل جالس في الصمت , فالجملة الاسمية (للرجل الجالس في الصمت /بعيداً /يمتص رحيق الماضي)فهذه الدلالة السلبية التي وصمت الرجل تؤدي به الى فعل الاكتئاب نتيجة قلة النشاط . والنص يحتوي على عدة دلالات الدلالة الاولى: الفعل السردي , امتلاك اللغة الموروثة بينما الرجل لا يجيد اللغة ولا الكتابة. الدلالة الثانية: فعل الولادة (لبنات) مثلما تملك الانوثة اللغة الموروثة تمتلك فعل الخصب والنماء واعادة بناء الحياة مثلما ترغب عن طريق نشاطها الدلالة الثالثة : الرقة التي تملكها(وفراشات تلثغ بالسحر)بينما الرجل ثقيل لا يجيد الحركة والنشاط (القابع فوق العمر ثقيلاً كالحرب) .الدلالة الرابعة تود التخلص منه لثقله لذلك غيبته في النص ولا يملك أي دلالة سوى الصمت ولم تكتف بزمن وانما الغت حضوره في جميع الأزمنة .


المرأة فعل الدلالة
تربية البنات (نصف لبنات ......)
علامات للدهشة والمرح
السرد امتلاك اللغة الموروثة (واقاصيص عن الجان...)
الرجل الاكتفاء بالصمت و(يمتص رحيق الحاضر)
القصيدة الاخرى (اينانا والرماد):{مدخل اولي}/لست في نقطة الاختيار/ فأينما تبرك الناقة /ثمة منفاي.النايات المتصاعدة من رئة الرجل الشرقي/تحكي قصة/شر_ وطأ الارض السمراء/وشر_ طي الكتمان.
النص مقسم إلى مدخلين , المدخل الاول: لا يوجد هناك صوت للآنا المؤنث , ففعل الغياب مارس دوراً فاعلاً , وهذا ما اعطى لصوت ضمير المذكر الحضور المكثف وممارسة دلالة واسعة على نطاق الكون النصي فنلاحظ هو الذي يملك فعل السرد وفعل القوة, بينما موت المؤنث لا يملك حتى فعل الخيار أو اختيار المكان لأنه متعلق بحركة الناقة فأينما تبرك ولا تجيد الحركة بسبب التعب عندها تماك المكان وهذا المكان بارد لذلك عليها التكيف معه.
{مدخل ثاوي} /هكذا قررت ان اغدوا اميرة /غير ان المملكة لم تشأ ذلك /فاخترت اسيرة.
المدخل الثانوي قررت ان تكون اميرة إلا ان سرعان ما اصبحت اسيرة , نلاحظ ان المدخل الثانوي يملك فعلين متضادين الفعل الاول(قررتُ)بصيغة الماضي , والفعل الاخر (اخترت ) الصيغة ذاتها . من خلال هذين الفعلين ارادت ان تمارس فعل الحضور وان يكون لها صوت عالٍ جدا إلا ان سطوت الرجل وحضوره الطاغي وامتلاكه لفعل السرد العملي (يحكي قصة / شر_ وطأ الارض السمراء / وشر_ طي الكتمان) جعلها ان تكون اسيرة له ولا تملك أي فعل خياري , صوت الانا العليا والنرجسية دعاها تختار وتقرر ولا تصرح بسلبها لحريتها ومكانها. فالنص يقف على دلالة مكثفة غير موحية , الاولى :انها مسيرة بحركة الناقة, والثانية : عدم امتلاكها اللغة التي تجعلها تمارس حضورها الفعال , الدلالة الثالثة ارتفاع الصوت الانثوي إلا انه صوت نرجسي لا يستطيع اداء أي فعل.
الدلالة الفعل الدلالي

الرجل النايات المتصاعدة من رئته
تحكي قصة /شر _ وطأ الارض.وشر_ طي الكتمان

المرأة لا تملك الخيار
قررتُ ان أغدوا اميرة... / فاخترت اسيرة
الدلالة المفارقة للبعوض مملكة وهي لا تمتلك مملكة , وحضور الدلالة البطرياركية بشكل فعال وغياب الدلالة الانثوية فالدلالة التي تمتلكها دلالة سلبية على عكس الدلال الذكورية دلالة ايجابية فهذه التضادية بين الفعل الدلالي مارس غيابها بشكل فعال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??


.. فيلم -لا غزة تعيش بالأمل- رشيد مشهراوي مع منى الشاذلي




.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط