الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستعانة بقوات امريكية.. لدحر داعش ضرورة وطنية...

طلال شاكر

2014 / 10 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


الاستعانة بقوات امريكية.. لدحر داعش ضرورة وطنية...

الامور في بلادنا تتعقد والدماء تسيل في كل يوم والاوضاع في المناطق الغربية وبخاصة الانبار تسير نحو التدهور والتفكك في مختلف المجالات ولم يعد الحديث عن مقدرة القوات الامنية والحشد الشعبي والعشائر مجدياً في تغيير تناسب القوى في تلك الارض الملتهبة لصالحها، بعد الانكسارات والهزائم المؤلمة التي حلت بتلك القوات على يد قوى داعش الارهابية. ان فكرة بناء قوات جديدة كحرس وطني اوقوى عسكرية جديدة في ظل ظروف مضطربة يعاني منها البلد كمساهمة في كسر المعادلة يحتاج الى ىتنظيم وفهم سياسي موحد ووقت وهذا ليس في صالح تحريرالمناطق الغربية والموصل كما هو مؤمل،ضف الى ذلك وهو الاخطر انقسام المجتمع السني الى مؤيد لداعش وداعم له وموقف سلبي من قوى عشائرية اخرى ازاء مايجري وهنالك مناطق مختلفة منخرطة في اعمال حربية ارهابية الى جانب داعش اوهي جزء من قوته المسلحة. وكل هذه الاسباب تعرقل بناء قوى فعالة في مواجهة هذا الوحش المنفلت.
وهنا يمكن القول ان وجود حكومة جديدة تمتلك برنامجاً يختلف عن سابقتها كما هو معلن في ظل تأييد اقليمي وعالمي لها سيمنحها المزيد من المرونة السياسية في خياراتها المختلفة، وهي تواجه تحديات كثيرة وسيكون الملف الامني في مقدمة هذه التحديات المصيرية .لقد جربت حكومة المالكي مختلف الاساليب في التعامل مع الاوضاع المضطربة في المحافظات الغربية لكنها فشلت فشلاً ذريعاً ،وطيلة سنوات عديدة كان الارهاب يفتك ببغداد و بقية المحافظات الجنوبية دون تمكن حكومة المالكي من تطويقه او الحد منه وهو مستمر الى حد هذه اللحظة، وهذا الدرس القاسي والبليغ ينبغي وضعه امام رئيس الوزراء الجديد وحكومته.فالعراق الان امام مفترق حاسم ،فاما موت متواصل وتشريد مواطنين وخراب مدن وهدر اموال وتراكم للمشكلات في حال اصرار الحكومة الجديدة على مواجهة داعش بذات الاساليب السابقة اعتماداً على قوات متخلخلة هشة ونهج طائفي طافح سيكون بلا شك تواصلاً واستمراراً لسياسة فاشلة كلفتنا الكثير وسيكون الثمن اكثر من باهض . ومايجري الان على الارض يؤكد ذلك بلا لبس، فمرارة تلك الانكسارات ونتائج تلك السياسات الخرقاء ستخلق تداعيات خطيرة تدوم سنيناً طويلة ومعاناة لاحصر لها.. في ظل هذه الاوضاع الملتهبة وتفاقم المخاطر في كل اتجاه يصبح الاستعانة بقوات برية امريكية ضرورة وطنية ملحة لمساعدة قواتنا في تحرير المناطق المحتلة من قبل داعش وهذا سيقلص التضحيات ويفتح الطريق امام حلول سياسية منتظرة. ان هذا الموضوع الشائك بالتاكيد سيخضع تناوله لثقافة المؤامرة وسيفلسف بوصفه جزءاً من المكائد الامريكية ومخططاتها لتمزيق وحدة العراق وسيتذرع امراء المليشيات وبخاصة الشيعية بالسيادة والكرامة الوطنية اذامادخلت قوات برية أمريكية الاراضي العراقية لمحاربة داعش. لقد شبعنا الى حد التخمة من تلك الشعارات المضللة التي يرفعها امراء المليشيات الذين هم من اهانوا السيادة الوطنية ومرغوا كرامة الشعب العراقي بالوحل والدم ولم يسلم منهم السني والشيعي ولاالمسيحي ولاالايزيدي قتلاً وابتزازاً ونهباً ويتحمل زعماء تلك الميلشيات الارهابية وزر ومسؤولية الكثير من دماء الضحايا العراقيين التي سفكوها، وهاهم يهددون ويتوعدون دون حس اوشعور بالمسؤولية الانسانية على الاقل في هذا الظرف العصيب والمصيري من دخول قوات برية اجنبية بوصفه مساً وتجاوزًاً على سيادة العراق كما يزعمون ،وهم يراهنون كعادتهم على بقاء الخطر الامني المتفاقم لتنفيذ اجنداتهم من خلال ابتزاز الحكومة والمواطنين كما عودونا . من المفيد الاشارة هنا الى فكرة السيادة كما يفهمها هولاء الدواعش من اللون الشيعي وقولهم بأن وجود قوات اجنبية على ارض العراق يعد اختراقاً للسيادة الوطنية متجاهلين اومتغابين بأن الغارات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف في اجواء العراق في المعيار الذي قدموه تحسب خرقاً للسيادة لان المجال الجوي والارضي والبحري هو ضمن مفهوم السيادة الوطنية وفقاً للقانون الدولي والوطني وبديهياً يترافق مع العمليات الجوية الجارية ضد داعش دعماً لوجستياً ارضياً يقوم به مئات الجنود والضباط والمستشارون الامريكان يستخدمون معدات عسكرية وارضاً يتحركون عليها ضمن قواعد للطائرات المقاتلة والهليكوبترات بالتنسيق مع ضباط عراقيين، وهنا اتساءل لماذا لايحتجون على وجود قوات اجنبية وقواعد عسكرية في كردستان اليس قانونياً هي جزء من العراق ورئيس جمهورية العراق هو كردي عراقي ومعلوم ان هذه القوات طلبتها قيادة اقليم كردستان بعد ان واجهت خطر داعش على مدنها دون شعارات جوفاء كما يتشدق بها امراء الميليشيات..؟ لماذا لم يجر الاعتراض على مشاركة قوات ايرانية ساهمت في فك الحصار عن امرلي والكثير منها يرابط في سامراء واماكن اخرى انه جدل مشروع ازاء رؤى متهافتة تلوذ بالسيادة والوطنية زوراً وبهتاناً والعراق يحترق بابنائه ومدنه. ولااعرف من سيخلص الموصل من براثن داعش على سبيل المثال لا الحصروانا اشك هنا في قدرة اية قوة عراقية قادرة على انجازمثل هذه المهمة الشاقة بمفردها دون مساعدة قوات برية امريكية وطيرانها وكمثال اخر هو مانراه حالياً من عجز تلك القوات العسكرية والحشد الشعبي من تخليص جرف الصخر من ارهابيي داعش وهي قرب الحلة رغم كل المحاولات الكثيرة والتضحيات الكبيرة لتحريرها...ختاماً اقول ونحن نواجه خطاب الابتزاز والتخوين الذي يلوح به من يحسب نفسه على اليسار ومن ثوار القنوات الفضائية بوجه من يطرح رؤية عقلانية تتجاوز سقم الايدلوجيات واجندات امراء الحرب والظلام بحس وضمير حي على اهله ووطنه وهي تجد بمشاركة قوات اجنبية على ارض العراق نستعين بها لمواجهة التحدي الارهابي المتوحش هي ضمانة لبقائه حياً وامناً ،هذا ما حالف شعبنا الحظ ووافقت امريكا على هذا الطلب المشروع والضروري بالنسبة لبلادنا وهي تواجه مصيراً مظلماً....ً
طلال شاكر كاتب عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ طلال شاكر المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 10 / 16 - 05:59 )
تحية طيبة
لقد كان في العراق اكثر من نصف مليون عسكري اجنبي بكل تجهيزاتهم و هناك عشرات القواعد الجوية و الاقمار الاصطناعية و هناك قوة نار ربما تغيير الحياة على الارض
ماذا كانت النتيجة و ماذا حصل؟؟
الم تحصل الحرب الطائفية التي سحقت الشعب... الم يحصل ما حصل في الفلوجة
هل هناك امكانية لدخول اكثر من نصف مليون عسكري اخر للعراق؟
ان دخولهم سيلهب العراق ليشتعل من جديد بحجة غزو و احتلال جديد
من يمنعهم الان من التواجد؟...امامهم الموصل و تكريت و الانبار فلينزلوا و يقيموا قواعدهم و يطردوا داعش منها
القواعد التركية قريبه و القطرية و السعودية و الكويتية و ليتفضلوا بانزال جوي في الموصل و تطهيرها
ثم بعد الدخول و هزيمة داعش هل تبقى القوات ام تنسحب؟... و ماذا سيحصب بعد انسحابها او تقليصها؟ ...ستعود دورة العنف ان توقفت و ستطالب العشائر و المدن كما حصل بعد عام 2011
اكرر التحية


2 - لا حياة لمن تنادي
أحمد عبدالله ( 2014 / 10 / 16 - 08:20 )
تحية للكاتب الوطني القدير الأستاذ طلال شاكر. إن أمراء الحروب الذين أشرت إليهم هم من عملاء إيران، وهناك عملاء السعودية وتركية وقطر، وهؤلاء من مصلحتهم تدمير العراق بحجة الكرامة والسيادة . وفي هذا المجال التقى اليساري مع الإسلامي مع البعثي اليميني و لديهم مختلف الحجج وها هو المعلق الأول ينفي قدرة أمريكا على سحق داعش بأن الإرهاب كان موجوداً بوجود قوات التحالف. ولكن يتناسى أنه عند رحيل القوات الأمريكية كان الإرهاب بلغ حده الأدنى، ثم تصاعد بعد رحيل القوات الأمريكية إلى أن بلغ الأمر باحتلال الموصل وصلاح الدين والرمادي ويهدد بالمزيد من الدمار. هؤلاء هم ثوار القنوات الفضائية الداعشية


3 - لا حياة لمن تنادي
أحمد عبدالله ( 2014 / 10 / 16 - 08:20 )
تحية للكاتب الوطني القدير الأستاذ طلال شاكر. إن أمراء الحروب الذين أشرت إليهم هم من عملاء إيران، وهناك عملاء السعودية وتركية وقطر، وهؤلاء من مصلحتهم تدمير العراق بحجة الكرامة والسيادة . وفي هذا المجال التقى اليساري مع الإسلامي مع البعثي اليميني و لديهم مختلف الحجج وها هو المعلق الأول ينفي قدرة أمريكا على سحق داعش بأن الإرهاب كان موجوداً بوجود قوات التحالف. ولكن يتناسى أنه عند رحيل القوات الأمريكية كان الإرهاب بلغ حده الأدنى، ثم تصاعد بعد رحيل القوات الأمريكية إلى أن بلغ الأمر باحتلال الموصل وصلاح الدين والرمادي ويهدد بالمزيد من الدمار. هؤلاء هم ثوار القنوات الفضائية الداعشية


4 - وقفة تأمل
طلال شاكر ( 2014 / 10 / 16 - 20:05 )
الاستاذ عبدالرضا حمد جاسم المحترم لااستطيع تغيير قناعاتك لكنني ادعوك الى تقديم رؤية اخرى تأملها وهي كيف نحمي اهلنا من خطر محدق ونحن في ظل الاوضاع المزرية التي نعيشها ااقترح شيئاً عملياً وانا على استعداد لتأييد فكرتك ونشرها اذا كانت بديلاً مقنعاً لدحر داعش والارهاب مع تقديري ووافر واحترامي لكم...


5 - اعتذر
طلال شاكر ( 2014 / 10 / 16 - 20:27 )
اعتذر للاستاذاحمد عبدلله لوصول ردي مشوشا لسبب فني في جهاز الكوبيوتر شكراً على تعليقك اني اتفق معك فيما ذكرته والموضوع محط اختلاف والتاريخ من سيحكمم على صحته مع تقديري وشكري...ب


6 - الاستاذ طلال شاكر المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 10 / 17 - 13:56 )
تحية و تقدير
اجبتني على ما طرحته عليكم من اسئلة بسؤال و جواب السؤال واضح في تعليق رقم 1 و كانت رؤيتي واضحة فيما طرحت و فيها اشياء عملية عديدة ...ربما لم تنتبهون اليها
و للتوضيح لو ارادت امريكا ان تمنع الماء على نبتة داعش التي زرعتها ماذا سيحصل او هل يكلفها ذلك اكثر من مكالمتين هاتفيتين الى تركيا و السعودية و ربما تحتاج الى ان تكلف امر قاعدة السلية ان يقرص اذن الامير في قطر...و كلها لا تستغرق اكثر من عدة دقائق بعد تلك المكالمات لا تحتاج امريكا الى تحالف و لا يحتاج العراق ان تعود بعض جحافلها التي ستعني القضاء عليها بالكامل هذه المرة و طمر امريكا في العراق
اما صاحب التعليق رقم2 رغم عدم الصعوبة و هو يعرف في معرفة ما يرى و ما ارى فاقول له هل استطاعت امريكا سحق طالبان
ام هل كان العراق يتمتع بالامان في عام 2011 و ماهو مقدار الحد الادنى عند رحيل القوات الامريكية في ديالى!!!!!!!...او لنَقُل في الموصل
سنعود للموضوع بتفصيل اكثر في رد خاص
اكرر التحية

اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو