الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس تحرير وهابي ارهابي متعجرف

الشربيني عاشور

2005 / 8 / 23
الصحافة والاعلام


ماذا تفعل إذا ساقك الحظ العاثر ووجدت نفسك تعمل تحت إمرة رئيس تحرير وهابي إرهابي إقصائي متعجرف .. ماذا تفعل عندما تجد هذا الرئيس تحرير يكيل قيمتك كصحفي كما يكيل الباذنجان .. بطول السبحة التي تحملها أو اللحية التي تطلقها أو سجادة الصلاة التي تتأبطها أو الثوب الذي تقصره .. أما معايير المهنة لديه فلا شيء منها يجوز إذا لم تجتز أنت هذه العتبات المقدسة أولا !!

فأنت صحفي همام لمجرد أنك حنبلي وأنت صحفي مهم إذا أظهرت ولاءك وانتماءك لابن تيمية أو ابن قيم الجوزية حتى لو كنت تكتب عن فيلم سينمائي مثل ( الباحثات عن الحرية ) . أو عن لوحة مثل ( الجيوكنده ) .

أما أن تتحدث عن سبينوزا أو سارتر أو البير كامي أو بيكاسو أو سلامة موسى أو طه حسين أو نزار قباني فأنت واحد من عتاة الزنادقة وستقترب من الانحراف والكفر بالله إذا كتبت عن مادونا أو إيناس الدغيدي كتابة تحليلة جادة وستهوي في النار أربعين أو سبعين خريفا إذا أنت نشرت صورة لإحداهن .. فحضرة الرئيس تحرير الوهابي لا يعترف بالكتابة عن هؤلاء إلا إذا كانت كتابة صفراء تهتم بتشويهم وتسفيه أعمالهم الإبداعية فكرية كانت أو فنية .

ماذا تفعل عندما تعمل مع رئيس تحرير يرأس الجريدة من منظور أيدلوجي سلفي رجعي يرى أن كل أقسام الجريدة يجب أن تدمغ بأفكاره الظلامية . ومن يرفع رأس قلمه بغير ذلك فلن يكون مصيره سوى الإقصاء والتهميش وممارسة الضغوط للرحيل أو التفنيش .. وليس مهما أنه يقطع عيشك أو يجوَع أولادك أو يقضي على مستقبلك المهني . وليس مهما أن الصحيفة يجب أن تخاطب القاريء بما يحب القاريء ذلك أن الصحيفة في عرف هذا الرئيس تحرير منبر دعوي ملاكي وملكية خاصة لعقله الظلامي وما يجود به من درر العماء في طريق الغباء

كل ذلك ليس مهما مادام حضرة الرئيس تحرير الوهابي قد أرضى ضميره المتشدد وأعطى عقله المتعجرف حقنة مورفين إسلامية بأنه إنما يسعى في الأرض صلاحا وبأنه إنما يخدم الرب خالقه والتعاليم التي قولبه عليها السادة الأساتذة العظام من أمثال محمد بن عبد الوهاب وأبو الأعلى المودودي الذين ولوا أنفسهم أوصياء على فكر الناس ومعتقداتهم والذين يعتبرون أنفسهم نوابا عن الله في الأرض .

ماذا تفعل عندما تجد نفسك أنت الذي تربيت على حرية الفكر والمعتقد ، وأنت الذي قرأت ما لم يقرأ وعرفت ما يعرفه هو من دينه وما لم يعرف ، ثم اخترت طريق الحرية والنور والانتماء للحياة .. للثقافة والفن وقيم العدل والمساواة واحترام الآخر ماذا تفعل إذا وجدت نفسك والحال كذلك مطلوب منك أن تخون ذاكرتك وفكرك وانتماءك وحريتك من أجل أن هذا الرئيس تحرير يملك فقط أن يقطع عيشك وليس ثمة بديل آخر أمامك .. لكي تترك له صحيفته وتخرج من شرنقته الخانقة وتهرب من عجرفته التي تبدأ من عدم إلقاء السلام على من يصادفه وتنتهي بتوقيع قرارات الفصل والإبعاد في لمح البصر .

ماذا تفعل مع رئيس تحرير يهرول للصلاة عند كل آذان ليضرب الركعتين أو الأربع أو الثلاث ركعات ثم يعود إلى كرسيه منتفخا كالديك الرومي مستريح الضمير بعدما أرضى ربه وحصل منه على صك التعالي والعجرفة وقتل عقول الناس ومسخ إنسانيتهم بلا أدني رحمة وهو القاريء في كل ركعة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) دون أن يعرف لماذا اختار ربه هاتين الصفتين ( الرحمن الرحيم ) لكي تلتصقان باسمه الجليل .

ماذا تفعل حيال هذا التطرف سوى أن تتطرف .. وأن تتطرف يعني أن تغرس قلمك في عينه .. أو في قلبه أو في فكره أو حتى في مؤخرته !! ولما لا .. ألا يتيه مثل هذا الرئيس تحرير برموزه الدموية الإرهابية الزرقاوية والبنلادنية .. أليس هو واحد منهم وان اختلف ميدان القتال .. هؤلاء يقتلون الناس بقطع الرقاب وتفجير السيارات وهو يقتل الناس بقطع العيش وتفجير الأدمغة بضغط الدم . ثم انه لمستريح إلى السيارة الفخمة والى الراتب الخرافي والمنصب الخرافي والسكن الخرافي .. والنوم قرير العين بعد أن قرأ على نفسه آية الكرسي والمعوذتين .. وليس مهما أن عيونا أخرى ساهرة بدمعها ودماها وحيرة أصحابها ماذا يفعلون لإطعام أطفالهم دون أن يخونوا أنفسهم .. أو ماذا يفعلون ليخرجوا من هذه الأرض التي تحمل أمثاله من القتلة الناعمين . وأمثال أقرانه من القتلة الوحشيين !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر