الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن الإنقلابات قادم

حمزة الشمخي

2005 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن ساد في الأعوام الأخيرة ، ما نطلق عليه بمشروع عملية الإصلاح والإنفتاح الديمقراطي وإنتقال السلطة بالطريقة السلمية على الصعيد العالمي، وعدم الإعتراف بشرعية الإنقلابات العسكرية ، وخاصة في منطقتنا العربية صاحبة التاريخ المتميز بإنقلابات الدبابات والعسكر .
حيث إستغلت بعض الأنظمة العربية هذه الظروف ، وتحديدا الأنظمة التي جاءت على ظهر الدبابات لإستلام السلطة بقوة السلاح وبالضد من إرادة الشعوب ، بحيث إستثمرت هذه الحالة لصالحها ، من أجل البقاء للأبد في الحكم ، بإسم التعكزعلى الشرعية والإستفتاءات الشكلية ، على الطريقة العربية 99، 99 من الأصوات للرئيس الواحد الوحيد .
ولكن بنفس الوقت ، لن تحسب هذه الأنظمة الإستبدادية حساباتها بالشكل الصحيح ، حيث نسيت أن بعض الدوائر والجهات الدولية الداعية للديمقراطية وحقوق الإنسان ، بإمكانها التخلي عن أقرب المقربين لها بسهولة ، من الأنظمة والمنظمات والأشخاص من أجل ضمان مصالحها الخاصة أولا ، والأمثلة كثيرة على ذلك .
حيث إعترف المجتمع الدولي ، بالإنقلاب العسكري بقيادة عمر حسن البشير الذي أطاح بالحكومة السودانية الشرعية المنتخبة بزعامة الصادق المهدي ، وتكرر هذا المشهد مع الإعتراف بالإنقلابيين العسكر الذين أسقطوا الحكومة المنتخبة في باكستان ونصبوا العسكري برويز مشرف رئيسا للبلاد ، بدلا عن رئيس الوزراء نواز شريف المنتخب شعبيا .
وهذا ما يتكرر اليوم في موريتانيا ، مع الفارق طبعا ما بين نظام مورتانيا السابق ، وحكومتي الصادق المهدي ونواز شريف المنتخبتين ، حيث تم الإعتراف بالإنقلاب العسكري على العقيد معاوية ولد سيدي الطايع من قبل أقرب الحلفاء له بالأمس القريب ، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ، وكذلك بادرت جامعة الدول العربية والإتحاد الإفريقي للترحيب بهذا الإنقلاب العسكري ، الذي قام به بعض المقربين من الرئيس المخلوع معاوية ولد سيدي الطايع ، الذي جاء هو كذلك للحكم عن طريق إنقلاب عسكري في عام 1984 .
أيها الرؤساء العرب .. أنتم اليوم أمام صورة الأمس الإنقلابية ، والتي جاء أغلبكم للحكم عن طريقها ، فلا حماية إقليمية أو دولية لكم بعد اليوم ، لأن المصالح الدولية أصبحت سيدة الموقف قبل هذا النظام أو ذاك ، وليس عمق إرتباطاتكم ومتانة علاقاتكم ، مع من يحميكم من الدول الكبرى .
والدليل على ذلك ، ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إتجاه حليفهما في منطقتنا وفي إفريقيا ، الرئيس المخلوع معاوية ولد سيدي الطايع ، والذي كان له أمتن العلاقات مع هذين البلدين ، ولكنهما تخليا عنه بسهولة بعد الإطاحة به من قبل العسكر .
هذا ما أكده الناطق بإسم وزارة الخارجية الأمريكية آدم إيرلي حيث قال ( أن هؤلاء القادة الجدد يمشون في الإتجاه الصحيح ، ونحن سنتعامل معهم حسب وعودهم ، حيث قالوا إنهم سيحترمون شرف كلمتهم بالإبقاء على العقود النفطية والمسار الديمقراطي ) !! .
هكذا تتعامل بعض الدول وفق إستقرار وبقاء مصالحها وتطويرها ، حيث تكون هي في مقدمة علاقاتها مع الآخرين ، وليس علاقاتها مع هذا الرئيس أو ذاك ، والرئيس المخلوع معاية ولد سيدي الطايع ، خير مثالا لهذه العلاقات ، حيث تركوه الحلفاء ، من الأمريكيين والإسرائيليين ، في يوم الشدة وهو يواجه من إنقلبوا عليه لوحده ، حفاظا على مصالحهم أولا وأخيرا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة