الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو سقطت كوباني

عارف آشيتي

2014 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


احتلت قوات داعش في طريقها إلى كوباني عددا من القرى. لم نسمع عن حلول الكوارث الفظيعة بسكانها، حتى تصم آذاننا هذه الضجة الإعلامية المدوية، من قبل وسائل الإعلام الحالي، بجميع أشكالها وألوانها ومشاربها. هذا لا يعني أننا نقول أن داعش لا يقيم المجازر الكارثية للسكان أو نبرئه من البربرية والوحشية المتصفة بها. ما نريد ذكره هنا أن وراء هذا التضخيم الإعلامي غاية، ليست لصالح الكرد. فالحديث، مؤخرا، عن عودة سكان تلك القرى الفارين، إليها، لا ينم عن حدوث كوارث مفظعة لهم. هنا، تساؤل يطرح نفسه بإلحاح علينا: ما الهدف من هذا التضخيم؟

كان حريا بمثقفي وكتاب غربي كردستان طرح هذا التساؤل والبحث، بِهَمٍّ وجدٍ، عن الإجابة عليه. إلا أن شيئا من هذا القبيل لا وجود له! من ثنايا التغاضي عنه يبرز تساؤل آخر فحواه لماذا التغافل؟ كي لا نذهب بعيدا، ونثقل ذهن القارئ الكريم بالإيحاءات والإيماءات والإشارات، نتطرق بشيء إلى الواقع القائم، حسب استنتاجاتنا، المتواضعة، لهذا التضخيم الإعلامي القائم.

تحاك ضد الكرد شراك وأحابيل في الخفاء، ليست على مستوى الدول المقتسمة لكردستان فحسب، بل تشاركها القوى الدولية المعنية بالمنطقة، وبشكل يضلل وعي وإدراك الكرد. فاختاروا لها التضخيم الإعلامي وحسب. وكان أنْ الْتَهَمَ الكردُ الطُعْمَ. وفرحوا بتصدرهم عناوين الأخبار المقروءة والمسموعة والمرئية. وهذا طبيعي؛ لأن الكرد مهمشون منذ الحرب العالمية الأولى وإلى الآن، فيكفيهم أن تتحدث وسائل الإعلام العالمي عنهم، كي لا يسبرون غور المقاصد والنوايا من ورائه.

إذا صمدت كوباني ولم تسقط؛ ستكون السيطرة لحزب الاتحاد الديمقراطي بالمطلق. ستجرى الأمور، حسب المعهود، كما كان قبل الصمود. وفي الحالة المعاكسة تكون وسيلة من وسائل النظام قد أزيحت من أمام القوى الوطنية لغرب كردستان، وحينها عليها أن تؤدي دورها كما يجب؛ لكونها ادعت وتدعي بوقوف تلك الوسيلة عائقا في طريقها.

تتلقى الوسيلة الدعم الكامل والشامل من شقي الإقليم الكردستاني في العراق الفدرالي، منذ البداية وإلى اليوم، رغم تظاهر أحدهما بمحاربتها والوقوف بجانب القوى الوطنية لغرب كردستان مع صرف الأموال وتدريب المقاتلين وغيرها من هذه الأساليب لذر الرماد في العيون. ولا يخفى على أحد منا أن الإقليم بشقيه له علاقات وطيدة مع الأنظمة المقتسمة لكردستان، وله ممثليه لديها، إن لم تكن له مكاتب هناك.

الفئة المثقفة والمتنورة والكتاب في جزئنا الغربي لم تتوسع آفاقهم إلى ذلك الحد لِتُعِيْنَهُم على توجيه الطليعة السياسية وقوى الشعب إلى ما ينفع القضية، ويقوِّم اعوجاج الساسة والمناضلين أو تنبيههم إلى ما يغفلون عنه. فهي منذ البداية تسعى إلى بروز ذاتها، إما بمهاجمة الساسة أو الأحزاب أو المناضلين أو تتودد إليهم بحق أو بغير حق. معظم نتاجها السياسي من هذا الصنف. والحالة هذه أنّى لشعب هذا الجزء إدراك الطريق السليم. خاصة القوى الإقليمية تعمل دون كلل أو ملل لمحو معالم الكرد ودفعه إلى المهالك لتتخلص منه.
--------------------------------------------
عارف آشيتي [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح