الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب من اليمنيين اليوم

عارف علي العمري

2014 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


يمر الوطن اليوم بلحظات عصيبة خوفاً على مستقبله السياسي الذي يمر بمرحلة انتقالية بالغة الصعوبة والتعقيد, ويقف اليوم على مفترق طرق من شأنها أن تحافظ على وحدته الوطنية أو أن تمزق كيانه وتهدد بنسف مستقبل أبنائه.
الوطن اليوم لم يعد يحتمل مزيداً من النزق السياسي والمراهقة الثورية التي ترعب صنعاء وتخيف نسيمها العاطر, وتحول عبير الصباح إلى رياح بارود منتنة, وتغير موازين القوى لتقلب الطاولة على الجميع, اليمن بحاجة إلى فكر راشد وطرح حصيف واجتهاد وطني يقدم المفسدة الصغرى على الكبرى, وفقه عصري يستند إلى أصالة الطرح النبوي وأبجديات الواقع المعاش, واستلهام العبر من جراح الحاضر القريب المحيط بواقعنا السياسي, ومن مأساتنا الضاربة في جذور الزمن التي لا يجهلها أحد.
كل لحظة أمن واستقرار ينعم بها الوطن من أقصاه إلى أقصاه, وكل دقيقة عنف وترويع تحدث في أي بقعة على ارض اليمن الطيبة هي ساعة حزن وترقب وخوف وانتظار للمجهول يتأثر بها العامي القاطن في جزر سقطرى وكمران كما يتأثر بها السياسي المقيم في قلب الحدث, فلحمة الدم وعقيدة الانتماء وشعور الوطنية عوامل مشتركة بين جميع أطياف المجتمع, وقليل من يغادر وطنيته ويتخلى عن كرامته ليبيع وطنه في سوق العمالة, ومتاجر الزيف والظلال.. لا ينكر أحد حرمة الدم وعظم المتاجرة به, ولكن هناك من بني جلدتنا من يرخص دماء اليمنيين في أهداف خسيسة وينظر إلى الدماء الزكية كما لو كانت بقايا طعام ملوث يجب التخلص منه, متناسياً أن دماء اليمنيين يجب أن ترخص في سبيل الدفاع عن تراب الوطن, لا أن تهدر في تمزيقه وتفتيته والقضاء على ما تبقى له من عافية يجود بها على أبنائه.
جميع الهيئات والنقابات والمنظمات تخلت عن شرفها المهني وواجبها الوطني وفضلت الصمت على الكلام لتصبح في مصاف الشياطين الخرساء والأكواز التي لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً, كم كنت أتمنى أن تدعو نقابة الصحفيين اليمنيين إلى مؤتمر عام لأعضائها لتحديد نوع الخطاب المسئول الذي يبني ولا يهدم ويجمع ولا يفرق في الصحف والمواقع الإليكترونية والقنوات التلفزيونية والذي يجسد المحبة ويحث على الأخوة ويجعل شعار “اليمن أغلى” فوق كل الاعتبارات الحزبية والطائفية والمناطقية والجهوية, وكذلك الحال في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذين ينتظر اليمن برجاله ونسائه دورهم الأدبي الذي يتغنى بقيم الوطنية ويشدو بألحان الحب والسلام.
ثمة مصفوفة طويلة جداً من المنظمات والاتحادات والكيانات الشبابية التي يجب أن تجسد دورها الوطني اليوم قبل أن تتوسل تلك المنظمات السفارات الأجنبية والمنظمات المانحة والهيئات الدولية في مساعدة النازحين وإيواء المشردين وسد رمق العيش للجوعى الذين ستطالهم نيران الحرب لا قدر الله.
هيئة علماء اليمن هي الأخرى يجب أن نرى لأعضائها نزولاً ميدانيًا ومحاضرات توعوية في المدارس والمساجد والمعسكرات والنوادي العامة, فهذا زمن الكلمة الصادقة ووقت الموعظة الحسنة, وفي هذه المرحلة يتجسد دور العلماء والمصلحين الذين يرون الفتنة إذا أقبلت خلافاً عن أولئك الذين لا يرون الفتن إلا بعد أن تأكل الأخضر واليابس, نريد اليوم محاضرات تحرم الدم وتدعو إلى الشعور بالمسؤولية والابتعاد عن العنف والفوضى وكل ما يخالف تعاليم الإسلام وأهدافه السامية.
ومن هذا المنبر الإعلامي يجب أن نطلق حملة اليمن أغلى فاليمن اليوم بحاجة إلى التعالي على الجراح والانطلاق نحو آفاق المحبة, والعمل على إزالة عوامل العنف والشحن الطائفي, نحن بحاجة إلى إلقاء سلاح الكراهية وامتشاق سلاح المحبة والتصالح.
المرحلة اليوم هي مرحلة شراكة وطنية تتم عبر الحوار الذي سيظل هو الخيار الأول والأخير الذي لن تحل مشاكل الوطن برمتها إلا من خلاله, ومن يقدم اليوم تنازلات لن يقدمها من أجل ذاته بل من أجل الوطن ومصلحته, ومستقبل أبنائه وأحفاده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها