الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أُعْلِنُ إِلْحَادِي

جان برو

2014 / 10 / 17
الادب والفن


أُعْلِنُ إِلْحَادِي

هَذَا أَنَا أَيَّتُهَا السَّمَاءْ..
أَنَا هُنَا.. أَرْفَعُ فِي وَجْهِكِ السَّيْفَ،
وَأُعْلِنُ بِكِ عَلَى المَلَإِ إِلْحَادِي،
سَفَكْتِ بِمَا يَكْفِي مِنَ الدِّمَاءْ،
وَلَنْ أَسْمَحَ لَكِ البَتَّةَ،
أَنْ تَقْتُلِي بِخُزَعْبَلَاتِكِ أَوْلَادِي،
لَنْ أَقْبَلَ أَنْ تُهِينِي العَقْلَ فِينَا،
لَنْ أَسْمَحَ لِلْدَّمْعِ أَنْ يَغْزُوَ مَاَقِينَا،
فَتَكْفِينِي آهَاتُ وَطَنِي،
وَتَكْفِينِي فَجِيعَتِي المُرَّةَ بِأَجْدَادِي..
هَذَا أَنَا.. وَمُلْحِدٌ أَنَا،
وَجِئْتُكِ بِالذَّبْحِ..
يَا مَصْدَرَ الشُّرُورِ فِي الإِنْسَانْ،
يَا مَنْ أَضْحَيْتِ لِلجَرِيمَةِ عِنْوَانْ،
يَا مَنْ مَزَّقْتِ بِالسِّكِينِ بِلَادِي،
أَزْهَقْتِ أَرْوَاحَاً كَثِيرَةْ،
وَسَفَكْتِ دِمَاءً كَثِيرَةْ،
وَإِنْ كَانَ لَابُدَّ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءْ،
فَدَمُكِ أَوْلَىَ بِالسَّفْكِ،
مِنْ دَمِ أَحْفَادِي،
لَمْ نَعُدْ نَهْتَشْوا لِجَحِيمِكِ المُسْتَعِرَةْ،
وَلَا لِرُوحِكِ الشِّرِّيرَةِ المُحْتَضِرَةْ،
وَأَنْتِ لَسْتِ إِلَا وَهْمٌ،
إِخْتَرَعَتْهُ الحَاجَةُ فِي العُصُورِ الشِّدَادِ،
وَأَنْتِ خُرَافَةُ الأَمْسِ،
وَأَنْتِ الشَّيْطَانَةُ الَّتِي إِبْتَزَتْ حَاجَتُنَا لِلأمَانْ،
أَنْتِ مَحْكُومٌ عَلَيْكِ بِالمَوْتِ،
بِلَا تَشْيعٍ أَوْ حِدَادِ،
جِئْتُكِ بِالذَّبْحِ..
وَهَذَا هُوَ يَومُ الحِسَابْ،
فَقَدْ أَشْرَقَ نُورُ العِلْمِ فِي عُقُولِنَا،
وَأَشْرَقَ الصُّبْحُ،
وَإِنْقَشَعَ عَنْ دَرْبِنَا الضَّبَابْ،
وَإِنْتَهَى عَصْرُ الظُّلْمِ إِلَى غَيْرِ رَجْعَةٍ،
وَإِنْتَهَى عَصْرُ الخُرَافَةِ،
وَعَصْرُ الظَّلَامِ، وَعَصْرُ الإِنْحِطَاطِ،
وَأُغْلِقَتْ فِي وَجْهِكِ جَمِيعَ الأَبْوَابْ،
أَنَا هُنَا.. جِئْتُكِ بِسَيْفِ العِلْمِ،
كَي أَثْأَرَ لِضَحَايَاكِ الأَبْرِيَاءْ،
كَي أُصَحِّحَ مَجْرَى التَّارِيخِ،
وَأُحَرِّرَ مِنْ بَرَاثِنِكِ مَعْشَرَ الفُقَرَاءْ،
هَذَا هُوَ يَومُ الحِسَابْ..
وَخَصْمُكِ العَقْلُ، وَجُرْمُكِ القَتْلُ،
فَأَينَ المَفَرُّ مِنْ قَبْضَةِ الإِلْحَادِ،
أَنْتِ فِي قَبْضَةِ العَدَالَةْ،
وَهَا أَنَا ذَا، سَعِيرٌ فِي دَاخِلِي يَشْتَعِلُ،
سَأَصْلِيكِ بِهِ، أَنَا جَهَنَّمُكِ،
وَلَنْ يَنْفَعَكِ أَبَدً كَثْرَةُ الأَغْبِيَاءِ،
وَلَنْ يُطِيْلَ فِي بَقَائِكِ كَثْرَةُ الأَوْغَادِ،
لَنْ تَقُومَ لَكِ قَائِمَةْ،
سَأَدْفِنُكِ فِي مَزْبَلَةِ التَّارِيخِ،
مَعَ ذُيُولِكِ مِنَ الفِئْرَانِ وَالجَرَادِ،
أَنَا العَقْلُ..
أَنَا الحُبُّ، أَنَا الإِنْسَانْ،
أَنَا مَنْ صَنَعْتُ مِنَ الحَيَاةِ ضِحْكَةْ،
أَنَا مَنْ يَتَغَنَّى العِلْمُ بِأَمْجَادِي،
مُلْحِدٌ أَنَا..
وَهَذَا هُوَ عَصْرُ النُّجُومْ،
عَصْرُ الحُرِّيَّة، عَصْرُ الحُبِّ،
وَثَورَةُ الإِلْحَادِ،
هَذَا أَنَا أَيَّتُهَا السَّمَاءْ..
أُعْلِنُ بِكِ حُكْمَ الإِعْدَامِ،
وَأُعْلِنُ بِكِ تَحْتَ نُورِ الشَّمْسِ إلْحَادِي.

جان برو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر.. -سوق أزمان- في تلمسان رحلة عبر التاريخ والفن والأد


.. المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها




.. هاجر أحمد: بوعد الجمهور إنه هيحب شخصيتى في فيلم أهل الكهف


.. حاول اقتحام المسرح حاملاً علم إسرائيل فسقط بشكل مريع




.. لماذا غنت كارلا شمعون باللهجة الجزائرية؟.. الفنانة اللبنانية