الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيرة الرجل الذي خذل المدينة

ناصر ثابت

2014 / 10 / 17
الادب والفن


من سيرة الرجل الذي خذل المدينة
شعر ناصر ثابت

1-
لا أحتاجُ إلى الحب
الحبُّ هو الْيحتاجُ إليّ

2-
أهمي في وطنٍ صعبٍ كالمطر الصوفي

3-
لا أتبادر في أذهان المارّة
مثل التمثال النائم فوق رصيفِ النسيان
على الحجر الفضي

4-
أغرقُ في المدن الحمقاءْ
مثل خيوطٍ الظل الميتِ في زاوية اللوحة

5-
تغرقني هذي المدن المزروعة بالبلوط وبالفولاذ

6-
أكتبُ بالماء على الثلج
"سأظلُّ عصاميَّاً في الحب"
وأنامُ على الدربْ

7-
أتخبطُ في النص قليلاً
أحلمُ: "هل هذي سخرية، وبياض فكري؟"

8-
في هذا الملل الناعم
لا تشغلني الكلماتُ الرعوية
تسقطُ مني الفكرة، مثل الورق النقدي
وسرابُ السردِ يذوبني في كل الأنحاءْ

9-
ينعسُ قصرُ فراشاتٍ فوق غيومي
فأرشُّ هدايا النور عليه
تنعتقُ القبلاتُ من السيرةِ
فأقول: "لا أحتاجُ إلى هذي الرؤيا"

10-
أتجرع من قلقي مثل نبيذ الشهوةِ
باستمتاعٍ
ويفضُّ الليل بكارة فكرتِه
بين يدي
فأقول: "شرَّدني الحبُّ الماضي"

11-
يخضدني القهرُ
وشمعٌ عاديٌّ يسرقُ أنظار اللؤلؤِ مني.
لا أهتمُ به، وأحومُ على لهبٍ يتلونُ بصهيلِ الحزن
أنوي: "سأهشم كل زجاج الأحلام، لأدخلَها بمكابرة المهزوم"

12-
أختارُ الكلماتِ بشيءٍ من خجلٍ لا يعنيني
تجرحني لغةُ الخوفِ العادي

13-
أنأى بالقلبِ بعيداً،
وأنادي من فوق جبال القسوةِ
ينكمشُ الهمسُ، فألقيه على الجدران
مثل شعاراتِ الأطفال
تومضُ بعضُ الرهبةِ
والشوقُ يظللني بقصيدة عشقٍ أربكها الوقت

14-
ينبلجُ الشعرُ أمامي
ككلام عاجي
أمضغُ احزاناً جففها القلبْ
بطريقةِ ربٍّ يتسلى بكتابِ الغيبْ
وأنقبُ في ذاتي، في كل صفاتِ الذاتِ المتروكةِ فوق الأنديز

15-
أتداخلُ مع رقرقةِ النور
فكأن القيظَ يعلمني أن أخرجَ من ألم المعنى
يتقاطرُ دمعُ القلمِ السائلِ
فوق زجاج الدفترِ
يحفرُ ألفاظاً باردةً، في معدنِ روحي
وأكرر قولي الأول: "لا أحتاجُ إلى الحب –
الحبُّ هو اليحتاجُ إلي"

12-10-2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع