الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنوعه الأيديولوجي هو سر قوته

أسعد الخفاجي

2002 / 12 / 14
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


 

د. أسعد الخفاجي ـ اكاديمي وكاتب مقيم في شيكاغو

 

يسعدني ان اكون احد القراء المواظبين على قراءة هذا الموقع الكبير الخلاق الذين يطلب منهم ابداء رأيهم فيما تنشره هذه الصفحة المتميزة.  وكما سبقني زملائي الكتاب المخضرمون فيما ذهبوا اليه من تقييم وتثمين عال للحوار المتمدن واشادوا بهذا الموقع العراقي الشامل فأني لن استطيع اضافة شئ آخر ذي نوعية جديدة!   وفي اطار علاقتي الحميمة  بأصدقائي (وما اطيبهم واكثرهم!)  يعرفونني جيداً انني (ضعيف) في أدائي اذا انا أثنيت على احدهم أو انتقدته على فعل ما!   فلغة الأرقام والأفعال وحدها هي المقياس والحكم.  وانطلاقاً من هذا المبدأ سوف احاول جهدي ان يكون تقييمي موضوعياً ومفيداً.

 

الحوار المتمدن ومن اسمه موقع ينتهج التمدن والأبتكار في ادارة النقاش والحوار والصراع  بين الأفكار والمبادئ المتضادة تارة والمتصارعة تارة أخرى.  وخاصية التمدن هنا تكمن في ابقاء تلك العملية ضمن حدودها التحاورية السلمية الهادئة والبناءة.    فمن دون ايجاد الأرضية التمدنية التي يقف عليها المتحاورون لن يكون الحوار مثمراً وتتغلب حينئذ عناصر الفوضى على عناصر النظام.  من ناحية اخرى فأن الحوار بين عناصر المبدأ (الواحد) ليس حواراً بل مبايعة ساذجة!   واذا تصفحنا "الحوار المتمدن" نجد الأضداد في الفكر وفي العقيدة وفي اسلوب الطرح تتصارع سلمياً وبنمط متمدن ومتحضر.  فعلى سبيل المثال نقرأ على صفحات هذا الموقع الممتاز مقالات مغرقة في النهج اليميني وأخرى مغالية في اليسارية!!   نقرأ افكاراً لكتاب كرسوا حياتهم وجهدهم وسخروا اقلامهم بكل التزام وتفان من اجل تكفير اليسار وتهميشه وتكفيره وتدعو الى تضييق الفسحة التعددية ومصادرة الحرية الممنوحة لكل الأفكار التي تتعارض مع اليمين التقليدي   بينما نجد في الوقت عينه العديد من الأفكار التي تنصف اليسار وتعطيه حقه دون دجل او مبالغة وتثمن مواقف الحركات السياسية اليسارية والديمقراطية المتعددة من قضايا العصر والمنطقة والوطن.

 

ان هذه التشكيلة المتمدنة من تعايش الأفكار التقدمية والمحافظة والرجعية على هذا الموقع المتمدن ذي الساحة الفسيحة الرحبة تكسب الأتجاه التقدمي واليساري والوطني والديمقراطي الذي يتحلى به الموقع نكهة خاصة ميزته عن اقرانه.  ولطالما زاد افتخاري بالأفكار التقدمية التي ضمنتها مقالاً منشوراً على موقع الحوار المتمدن لدى قرائتي مقالاً منشوراً جنب مقالي يدعو كاتبه بكل ما اوتي من قوة الى تصفيتي سياسياً وتهميشي وطنياً بينما لم يشر ولو بمثقال ذرة الى خطورة الأعداء الحقيقيين للجميع!!  ان هذا الكسر الحاد والتضاد الساخن المستمر  في المواقف بين ما يكتبه كتاب اليسار والديمقراطية و الوطنية اللبرالية وبين ما يكتبه كتاب اليمين من حاملي لواء  العداء لليسار والديمقراطية هو الذي ينقل بكل سلاسة فاعلة الى جماهير القراء من المستقلين الرسالة الواضحة عن اخلاص البعض وتفانيه لجبهة الشعب المتوحدة الرصينة  واخلاص البعض الآخر الى جبهات أخرى لا تخدم الشعب  بل  تضعف وحدته  و تضر بتحقيق مطالبه المشروعة!!

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و