الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المستفيد لما يجري في كوباني

عارف آشيتي

2014 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ما يجري في كوباني يقوده حزب الاتحاد الديمقراطي. وهذا الحزب لا زال اسمه قائما على لائحة الإرهاب الدولية. وهو يحارب طرفا معادلا له بالإرهاب. وهذا بحد ذاته خطير بالنسبة لقضية شعب تتقاسم أرضه أربع دول، وهو لا وجود له كدولة على خارطة دول الأرض. وإعارة الانتباه إلى هذه الناحية واجب على كل كردي ملم بقضيتة، ويرغب في نيل حقوق شعبه المشروعة.

قبل الخوض في إعارة الانتباه للواردة أعلاه، علينا أن نتذكر الثورة السورية المجيدة، وباقتضاب شديد.

كانت الثورة سلمية، ثم بدأ النظام بقتل المتظاهرين، وبعده ظهرت كتائب بأسماء إسلامية آتية من عهد الرسول، صلوات الله عليه وسلامه، فحملت السلاح في وجه النظام مدافعة عن المتظاهرين، مخالفة بذلك شعاراتهم القائلة: "نستقبل بصدورنا العارية رصاصات النظام". تلك الشعارات السلمية، التي طالما هزت بشهدائها مشاعر العالم أجمع، وبشكل خاص العالم الغربي. على إثرها تيقن المتظاهرون أنهم سيسقطون النظام قريبا، لما لاقوه من تعاطف عالمي محموم.

لم يكن النظام غبيا حتى يدع الفرصة للصدور العارية تسقطه، وهو الذي رحب بالمواجهة حين تفاقم أزمة أطفال درعا. بعد تزايد الشهداء والدفاع الناجح من قبل تلك الكتائب ضاعت شعارات المتظاهرين السلميين، وواجه الرصاص الرصاص. فتراجع التعاطف وتضاءل أمل إسقاط النظام إلى أن تم وصم المتظاهرين بالجهاديين. وحلت الوعود الكاذبة محل التطبيق الصادق. فاضطر قادة المقاومة الحقيقيين الاستقالة والإعلان أن العالم يكذب ويضحك عليهم. واليوم تعتبر المعارضة السورية جهادية محضة، ويبحث أصدقاء! سوريا عن معارضة سورية معتدلة! إن دل هذا على شيء؛ إنما يدل على استعداد النظام منذ البداية. فالوقائع تشير إلى انتصاره لا انتصار المعارضة.

ما كانت المعارضة تصبح جهادية لولا إشادة زعمائها أنفسهم بتلك الجبهات والكتائب والألوية المقاتلة، ومن ثم الانضواء تحت لوائها أو الاشتراك معها. مثالا، لا حصرا تصريح الشيخ أحمد معاذ الخطيب بشأن جبهة النصرة، عندما اتهم بالإرهابية.

واليوم تعيد كوباني نفس سيناريو المعارضة السورية السلمية بداية والجهادية نهاية. يُدفع الحراك الكردي على أن يكون إرهابيا. هذا الحراك الذي حافظ طيلة مدة الثورة السورية المجيدة بثوريته وعدم انجراره إلى أي طرف متطرف، وأيضا عدم خضوعه لأموال الخليج أو التبعية للدول المقتسمة لكردستان. لا بد أن تكون نهايته في كوباني، ويلحق هو الآخر بمصير الثورة السورية المجيدة، طالما الإقليم الذي ما استطاع محو اسمه من تلك القائمة، ولم يستطع حضور اجتماع في واشنطن، بسبب وجوده على تلك اللائحة، واليوم يحض الحراك على الانضواء تحت لواء من هو على قائمة الإرهاب الدولية.
----------------------------------------------
عارف آشيتي [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا