الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يسمع من في بئر الفخ العراقي في ضياع الشباب العراقي 2 & 3

مثنى ابراهيم اسماعيل

2005 / 8 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تعبر قصة فيلم ارثر ميللر التي اخرجت كفيلم اهتز له العالم في مطلع العقد الستيني للقرن الماضي عن ضياع الانسان في المجتمعات الراسمالية وحقوقه المنتهكة وعلى راسها في ان يكون انسان اذا ما حقق انسانيته ومارسها
في المجتمع الذي يحيا فيه دون أي تعطيل لمقدراته وابجدية كينونته في هذه الحياة ليؤسس لنفس مكانا مناسبا لاستمراره تحت هذه الشمس وبصورة صحية . ان مشكلة الانسان في فقدان الانتماء الى شئ تقف على قمة تسلل
اولويات المشاكل التي تهدد بانهيار المجتمعات او تراجعها متخلفة في مجتمعات راح حكامها يستهلكون الاقتصاد
والثروات والانسان في مغامراتهم غير ابهين ان العلماء والمنظمات وما اكثرها لم تنجح بالشكل المطلوب لمعالجة هذه المشكلة التي تشعبت وزادت اسبابها مع التقادم الانساني في هذه الحياة وفي هذا الزمان خاصة حيث
التكالب وشراسة الصراع والعنف الذي تبديه الولايات المتحدة ودولها الغربية الحليفة في الاستحواذ على ثروات
الشعوب وانتهاك حرماتها راجعة لتقول ساحارب الارهاب الذي هي اوجدته وابنتها المدللة اسرائيل من لف لفهم
واعلانها تداعيات احقاق حقوق الانسان في الديمقراطية والحرية وفيدرالية الاقليات والقوميات لتقسم البلدان وتجزءها لكي تتناحر وتتصارع على الارض والثروات فيما بينها ليخلى لها الجو لتلعب وتمتص وتجتر على
راحتها واقل من مهلها. ابطال الفيلم الاربعة يعانون من مشكلة فقدان الانتماء الى شئ ...بيرس...ابوه مات وامه
تزوجت من رجل دمر ونهب ثروة الاب المتوفي فظل الشاب ضائعا له اسرة ينتسب لها لكنها متفككة منهارة غارقة كالمركب الغارق وسط بحر هادئ لا توجد مبررات لغرقه غير التسويف والاهمال والتمادي انها اسرة
مهشمة مهمشة همشها القدر من عرقوبها ففي مناسبة عيد ميلاد امه و ضرورة ان يقدم بيرس هدية لامه كما اعتاد على ذلك لم يجد سوى ملابسه البالية المطرزة بالثقوب اكثر مما فيها من القماش . و...جي...هو الاخر ضائع فجاة يكتشف ان زوجته تخونه مع ابن عمه وامله الاخر في ابنته وابنه يصبح سراب هواءا في شبك هو الاخر لانهما دخلوا عنفوانهم الشبابي حيث كبرا فهجرا الاب كظاهرة معروفة عن شباب اهل الغرب فرجع الى
نفسه فوجد ان ايامه قد هربت منه وهجرته هي الاخرى فلم يستطيع ان يجد حتى فرصة ليعلل اماله ليجد فرصة لفسحة الامل في ان يقنع نفسه ان الشباب شباب الروح فوجد ان ايامه تهرب منه لان روحه اصبحت اكثر شيخوخة من شكله فصارت حياته وسعادته فجاة من قش وسراب لقد فقد وخسر كل شئ حتى المال .و ...جيد و...
ذلك الطيار الذي قتل الكثيرين ولم يحزن على واحدا منهم بل لم يعرف مرارة الحزن الا حينما ماتت زوجته اثناء
الوضع ميتة وهي وحيدة تصارع سكرات الموت رغم انهما في داخل بيت واحد في غرفة اخرى من غرف البيت
انها صرخت فلم يهتم اليها وبها فوجدها بعد حين ساكته لانها جثة هامده . والبطلة الرابعة هي ...روسلين...انها تعيش مع زوج في بيت واحد لكنها لا تنتمي له كزوجين انهما بعيدين الواحد عن الاخر كتباعد اطراف صحراء
نيفادا التي تدور عليها احداث هذا الفيلم )صحراء تجري امريكا تجارب قنابلها الذرية فيها( . والى حلقة قادمة

من يسمع من في بئر الفخ العراقي في ضياع الشباب العراقي_ 3
مثنى ابراهيم اسماعيل
2005 / 8 / 21
وتظهر روسلين في حياة الرجال الثلاثة كانها الامل الجديد المرتقب ها قد اشرق عليهم ولكنها مثلهم لاتختلف عنهم في شئ في عدم الانتماء الى شئ ...نعم هناك اناس ليس لديهم عمل لكنهم منتمين لانفسهم او لعوائلهم ولكنهم معرضين للهمش في ظروف الحياة الخاصة فبلد مثل العراق انه يعيش ظروف طارءة او استثنائية او
غريبة او سوداء اومخيفة لا سيما وهو قادم او مولود من رحم الديكتاتورية بقهرها وظامها وتخلفها اذن الحال الذي يعيشه ...الشاب العراقي...خاصة باعتبارة طاقة متنامية فوارة عارمة تريد ان او تبحث عن انتماء الى شئ
لتصريف اوتوظيف هذه القوة او الطاقة المتولدة فالحال في العراق من سيئ الى اسوء في هذه الدوامة من التردي
المتلاحق والضياع اضافة الى استهداف العراق بجعله...مركزا او بؤرة او نواة لاحداث ومواقع وصولات وويلات ...الارهاب العالمي...فقد استطاعت امريكا وحبيبتها اسرائيل من جعل العراق يشهد صراع الارهاب
العالمي وبانواعه وما الى ذلك ...من دواعي واسباب لتجنيد واستهداف...الشاب العراقي ... من قبل دوائر شتى
جاءت لتدمر زهرة...الشباب العراقي...عماد الوطن ورصيده المدخر ورمز عنفوانه وكما تغنى بهم الدكتاتور
قائلا...نكسب الشباب لنضمن المستقبل... يبد ا ابطال الفيلم الاربعة بالبحث فلا سبيل وكرد فعل لسبب وجودهم
واستمرارهم في هذه الحياة ...لنركز على شخصية الشاب بيرس كما هي في الفيلم حيث بدا يندفع ويزج نفسه
في اعمال عنفية قاسية فلا شئ في حياته له قيمة انه خالى الاهداف لايعرف ما يريد كالاطار المتدحرج من قمت جبل فلا شئ في حياته له قيمة او ثمن .فيشترك في مسابقات الخيول والثيران وتكون النتيجة من محاولته هذه الخطورة وسخرية المشاهدين . ان قساوة و خطورة هذه المحاولة للاقتراب من حضن الحياة لن تمنحه ذلك الامتياز سوى متعة الارتياح بالعنف فلا بديل لهذا الاقتران فهذا مؤدى ونتيجة طبيعية للحالة التي شهدها كيان
هذا الشاب فالخطا يولد خطا اكبر ان لم يكن يساويه فلا يمكن ان تكون هناك فجوة في ديمومة واستمرار عمر الانسان الحي الا وقد شغلها سواءا المريض او الصحي المعافى .ان هذا الشاب اللامنتمي هو اوغيره سوف لن يجد في فترة ضياعه وهروبه من الحياة سوى العنف والقسوة وحتى الكاس حطمه لانه لا يعطيه سوى بث الحزن وذكرياة مرة و تفاعلات القسوة المتنامية يتبعها العنف فكل شئ يلجا اليه يهرب منه ويتهاوى كتهاوي وسقوط اركان بيت جي العجوز حيث عاد اليه فوجده مهجورا متهدما فكلما يحاول ان يسترجع اجزاؤه المتساقطة فانها تتهاوى من جديد . ثم يتجه الجميع لصيد الخيول البرية التي تعد كطعام للكلاب والقطط وهنا
تحاول روسلين ثائرة في ان تمنعهم من اصطياد الخيول ولكنهم يصطادون ستة منها ويربطونها بالحبال بقسوة
لتقف روسلين وسط الصحراء صارخة وهي تقول انتم ثلاثة ميتين لاعمل لكم سوى القتل اني اكرهكم ايها السفاحون .وفي الليل حيث الهدوء فيقرر جي مع نفسه كما بيرس الشاب في تحرير الحصان و يردد جي العجوز اريد ان اتخذ قراراتي بنفسي لقد بدا يتحرر من ازدواج الشخصية في طريقه الى الانتماء ليتحرر من القسوةوالعنف المؤديان الى القتل وركبت معهم روسلين العربة التي ربط معها الحصان وقال جي لروسلين
كيف نعرف طريقنا في الظلام فقالت نتبع هذا النجم الكبير . ويسلط المخرج الكبير لهذا الفيلم هيستون العدسات
لتظهر النجم فقط دون سواه كانه يتحدث ويقول يوجد طريقا للخلاص من الضياع وسط حضارة العالم الراسمالي الجشع .ويبقى جيدو ذلك الطيار المقاتل الشرس الذي تشبع كيانه بالقسوة والقتل والعنف بقى يصرخ غاضبا دونهم ووراءهم في مكانه . ولقد تحقق ل مارلين مونرو عرش القمة النجومية في هذا الفيلم . لقد سعت دوائر
عديده من الشرق والغرب لضرب العراق في ... اعز ما يملكه ... الا وهو ... شباب العراق... بل العراق المتجدد ليعطلوه علميا بايقاف الدراسة وتقطعها وقتل اساتذة العلم وعمليا عن مزاولة العمل ... بل ثور الكثيرين
منهم واستخدموا باتجاه المشاركة بالاعمال الارهابية ليكون الارهاب ... مهنة ... كما هو الحال في بقية مجتمعات
الغرب الراسمالي في الاحتراف الارهابي كعصابات ... المافيات... بانواعها في الارهاب السياسي والاقتصادي و السلب والقتل والتهريب والتجسس ووو وكما في الشرق خاصة تركيا ومصر ... ولكنهم اتوا باسلوب ملتوي للشرق لاستهداف العراق خاصة وضرب حضارته ماضيا وحاضرا وضرب مقومات بقاءه بدحر شبابه وابتلاءه بسرطان الارهاب ... الذي لم يكن موجودا لقد جاؤا فجلبوا فايروساته للعراق والمنطقة واكثر الارهابين واعداءهم اتوا الى العراق لمقاتلتهم كستراتيجية اعتمدها بوش الابن ليبعد قدر الامكان الارهاب وليبلي به الشرق العرب على وجه الخصوص. في الحلقة القادمة مع رائعة ... جان بول سارتر... ومسرحية الايدي القذرة في كيفية تحول الشاب هوجو الى ارهابي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام