الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضرب

نصيرة أحمد

2014 / 10 / 19
الادب والفن


لم تكن تعلم ان هذا الوجع سيستمر طول هذه الاشهر . انه كتفي يؤلمني قالت للطبيب .كان ينظر الى صورة الاشعة مليّا .أمسك الذراع وحركه بلطف .لماذا تدمع عيني الان ؟ لابد ان أتماسك فلا داع لكل هذا .قلبي يؤلمني ايضا .لماذا تؤلمني كل ليلة؟ صوتك يعيد لقلبي نبضا سبعينيا لطفولة ذهبية . وسكائرك تتلقّفُ ألمي وتحيله دمى تلهث لحب ابدي. خارت قواي بلحظة وانت لاتدري .لماذا تفعلها كل ليلة ؟.انك لاتعي مايحدث لي عندما يستوي العالم عينين وابتسامة واحدة .حملت كيس الدواء وانا ابكي .من يعينني على انهيار جبل الايثار والعطف والحب؟ وجعي يتكاثر بين الرصيف والرصيف وزهرة لاتردّ على سؤالي من قائلها لي ذاك الصباح الشتائي بين مدينتين لاأعرف احداهما .أغلقت باب الحمام وبكيت طويلا بجنب الحائط الذي فقد ملامحه .يدي تؤلمني وقدمي ورأسي .امّاه لمَ تضربيني ..؟ انا بانتظار دوري للاستحمام لم افعل شيئا قذرة .قذرة .لالا.وأي قذارة يضمّها هذا الفؤاد المبجل للشمس.متى يحين دوري ؟ .هرولت بسرعة وأنا اتكىء على حائط مملّ وأبواب مقرفة .آه قدمي .نزلت من السيارة .كنت مرحة وخائفة ..من ينظر خلفي ..سأراه هناك في ذاك المكان المجهول .كيف زلّت قدمي هكذا .لم استطع التقاط انفاسي ..آه .التوى كاحلي .كيف ارتقي السلم ؟ تقطعت انفاسي من شدة الوجع .لالا.ياامي زلت قدمي في الحمام وسقطت الصابونة في الماء الساخن ولوثته وأحالت الماء الصافي حليبا ابيض.لا .لا تضربيني ياامي على راسي .لم يحن دوري بعد .نحن ثلاثة فقط .والمشط يؤلم رأسي وتعاقب الضربات .وذراعي بات لونها ازرقَ.لاأقوى على هذا .لست صغيرة .تسع سنين والقلب يشهق بالظلم والكبرياء معا..وأنا ادفن رأسي على حائط الحمام الذي لايتكلم .متى يحين دوري ؟لم استطع ان أريك ماذا يحدث في قلبي .هزيمة للكرامة .تساقطت زهوري هل أحملها أم اتلقف كيس الدواء ورباط الكتف المزرق..والقلب الذي أنهكه الضرب المتواصل على حافة الحلم الخائف .كل مرة أقولها له لاأستطيع ان اتقي هذه الضربة .لماذا أنا ..لعبة أنا يلهو بها أخي .ضربات متواصلة وكرة ثقيلة لاأقوى على صدها .ولكني سأصمد سأصمد ارادتي قوية .متى يحين الغداء .انه لايتوقف ابدا.سأهرب من هذا البيت يوما ما.لاأقوى على حمل حقيبتي والدواء.لاتريد ان تراني .أليس كذلك ؟ قلها قلها.وقفت في الطابق الثالث .سأشتري لك حقيبة .لاأريد ..دمعت عيني .وعطرا .لاأريد.بكيت .ستمضي وأنا لاأعلم .يكفي.سأضمكِ أمام الناس.لاتريد أن تراني.قلها .سأضمكِ.هذه الليلة فقط .وانت غافية على ساحل القمر الفضي في الشارع الذي يخفي ملامحنا .ولكن قدمي تؤلمني .سأهرول .وقف يتأملني عن بعد ويبتسم .لم تزلّ قدمي ابدا.لاتدري ماذا حدث .هاربة في ذاك النهار من شؤم كاد يعصف ببقايا الروح العذبة. يكفي .سأذهب .ولكن قلبي يؤلمني .لن أعود لهذا المكان .من تكون لتفعل هذا بي ؟.سأصمد بقوة .قلتها له .يكفيك لعبا .أنا تعبت .اذهب والعب خارجا .لايهمني ماذا ستفعل وأين ستذهب.لايهمني .هل تسمع ؟ لايهمني .أمي فقط يهمها .لن أستجيب لصراخك.قرعت الباب .أين كنت .؟ الدنيا تمطر بشدة.لم أستطع السير بسرعة.قرصت أذني بشدة .آه. بكيت بصمت .هذه المجنونة المعلمة الغبية الشيوعية .من قالها .لاأدري.معلمة أخرى تؤمن بالقومية وبأشلاء وطن كاد يهلكني بلا جدوى وأنا أحبه وأحلم به في مدينتي العاهرة...لماذا تكره شرائطي الحمر.لاتضعيها مرة ثانية سأضربك .ضرب ضرب ...ألا يكفيك ؟.نعم أنهكتُ قلبكَ .وقلبي لايخفي وجعه كل ليلة .والحائط الصامت لاينطق ابدا وأنا اتوكأ على عينيه .من يشاركني هذه الليلة وجعي ؟ سأكتم صرختي في هذا الغبش البارد وزهوري ماتزال في يدي والكيس مملوءا بشظايا الخوف الهمجي .والمكان الغريب يتأمل عيني ّ الدامعتين .هل تعلم ماذا يحدث كل ليلة؟ لاتريد أن تعي زحمة طرقي وتهافت الروح على نحو همجي.وأنا أعتلي درجات السلم البائس لأريك زهورا غبية وكيسا ينفعل بالوجع اليتيم.لاأفقه من هذا العالم شيئا.عبثا أخرِسُ ماض ٍيحضر معي لتكفين أحلام موبوءة.أماه .لم أكن أقصد هذا .من يعي جرحي وهو يأكل شمسا أخبئها تحت وسادتي ؟ .سأتناول دوائي بحكمة لم يعهدها مني عالمي المتهاوي.وسأصد ضربات الكرة الثقيلة بلا تململ او تهاون .وسأحني رأسي لألم الظلم والغضب المحاصر في الحمام الساخن الابله المخيف.وسأصمت لصفعة معلمتي العجوز المخبولة .ألا يكفي هذا.؟ ..من يعينني على وجع القلب المهزوم اذا؟..شمسي تحت وسادتي .وزهوري تساقطت وأنا اهبط السلم في المكان الساحر المجهول.وكيس الدواء لمّا يزلْ في يدي يتلقّف وجعا لن تعيه ابدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف


.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين




.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص


.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة




.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس