الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ساستنا -مطمّوغون-

طلال الصالحي

2014 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


السياسة الغربيّة عموماً والسياسة الاستعماريّة الممثّلة بأميركا خصوصاً قد يظنّها البعض في العراق مثلاً سياسة سائبة "منحت العراق لإيران" أو "تركتها لأناس لا همّ لهم سوى ضياع العراق بتضييع ثرواته بينهم وعلى طموحاتهم الشخصيّة بدل أن يلتفتوا لصالح البلاد والعباد", باعتقادي الأمر ليس كذلك وليس بتلك السطحيّة فاللعب مع الكاوبوي الأميركي ليس سهلاً خاصّةً وقد دمغك بإيصالك لسدّة الحكم , ولكي لا ننسى أو ينسى ساستنا أنّنا بمواجهة مع موروث استعماري عتيد وأمام سياسة استعماريّة خبيرة , فكعلاقة سياسة أميركا بالحكومة العراقيّة الحاليّة الّتي هي من نصّبت ركائزها السياسيّة ونصّبت شخوصها وبدستور واتفاقيّات أمنيّة واقتصاديّة وعسكريّة ذات أفق بعيد لا نستطيع إدراك ذلك أوّل الأمر ولأسباب عدّة منها التسريع بلهفة على المناصب والمكاسب المقبلون عليها يرافقها جهل معرفي وسياسي , لا يمكن الإحاطة وسط ارتباك مثل هذا بحقائق المستقبل المضموم ضمن تلك الاتفاقيّات , وطالما لا نعرف ما يُخطّ لجيراننا ولا لأيّ أحد من جيراننا هو الآخر يعرف ما مخطّط لجيرانه الأبعد , حول أهداف وطبيعة سايكس بيكو السياسيّة مثلاً فلطالما كانوا منتفعين سيمرّر عليهم ما يريده أصحاب الاملاءات ولذا فالجميع لا يدرك أو سيحيط بمشروع الهيمنة العام إلاّ عند كلّ معضلة لا تستجيب للطموح , إذ كذلك حالياً الأمر معنا فمهما يبدو لنا من الظاهر وكأنّ الغرب وأميركا لا يعنيهم أمرنا ولا بما يفعله ساسة العراق بما يُفترض نعتبره نحن استقلال وسيادة ؛ أسقطوا النظام والدولة وذهبوا وانتهى الأمر , لكنّه ومع كلّ أزمة كأن تكون بمستوى ما نشهده حاليّاً نكتشف أنّ ذلك كلّه ليس صحيحاً بل يخضع للمسائلة الأميركيّة فبما أنّ لكلّ إنسان سقف ينتهي عنده "الشبع" يبدأ بعده الطموح فحتماً سترافقه الظنون , ذلك نلمسه عندما يعقد ساسة العراق اتّفاقيّة تسليح أو اتّفاقيّة اقتصاديّة مثلاً تحوي بنودها "ممنوعات" بالنسبة "للشروط المزمنة" للعراق أوّل الأمر وذلك شيء طبيعي كأن تريد حكومة العراق, بناء مصنع "للشخّاط" مثلاً مع إمكانيّة تطويره لصناعات أخرى , سيكتشف ساستنا قبل المواطن عندها أنّ الأمر ليس بتلك البساطة عندما يروا أميركا وقد تدخّلت لمنع ذلك "لازدواج في عمل المصنع" عندها سيتأكّد الجميع أنّ البلد لا زال قراره خاضعاً لجهة خارجيّة مهما حاول ساسته التبرير أو يعلّقوها على شمّاعات مختلفة , فمن سياسة الغرب المحتلّ ترك حكومة البلد تتخذ القرارات ما تشاء , لكنّها تتركها للمراقبة مخافة أن يبتعد الطموح "زيادة عن الحاجة" عندها ستجد "نقطة تفتيش" تمنع التنفيذ ما لم يكن مرورها مقبول ومستوفي الشروط .. قد تجد نفسك أحياناً حرّاً لكن تفاجأ بتلك الحرّيّة وقد حُدّدت مسبقاً فما أن "تبتعد أكثر" لا ترى نفسك إلاّ محاصراً بين "نقطتي تفتيش" واحدة قبل دخولك منطقة حرّيّتك المزعومة وواحدة بظهرك تترصّدك عند نهايتها , يحقّ لك التحرّك أو اللعب بحرّيّة وكما شئت لكن ما بين النقطتين .. هي حكومتنا هكذا ولا يغرّنّك "ممنوعات" الحكومة نسمعها "كمنع جنود استراليا وجنود أميركا وتمنع وتمنع" هي فعلاً تستطيع الكلام بهذا طالما لا زالت بعيدة عن نقطة "التفتيش" أو لم تقترب بعد من "السيطرة النوعيّة الاستعماريّة" ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف