الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوباني لن تكشف لعبة الأمم

عارف آشيتي

2014 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


يعج الإعلام الكردي بأخبار اجتماعات هولير، ومعظمها ترص على الاتفاق مع حزب الاتحاد الديمقراطي، دون النظر في خلفيته، وإذاقته الكرد في هذا الجزء، إضافة لوجود اسمه على لائحة الإرهاب الدولية، وارتباطه بالنظام السوري والإيراني. إعلام على هذا المستوى لن يكون منارا ليرشد شعبه إلى ما هو خير له.

ربما يكون هذا الإعلام محقا، حيث الضغط الأميركي على الإقليم ومن خلاله على كرد سوريا. وهيبة أميركا، المترددة بإدارة أوباما، تعمي بصيرة الإعلام ومثقفيه وأحزابه وشعبه. وهذا يوحي إلينا أن كرد هذا الجزء ضحية لمصالح دولية وإقليمية. وما يثير انتباهنا أن تركيا، وإن كانت عدوتنا، تضع شروطا لتتعاون مع الحلف الدولي بقيادة أميركا غير الجادة. وهذه الشروط لم تأتِ من فراغ. لا بد أنها وضعت بعد دراسة معمقة، كي تصون نفسها من مزالق الأمم الكبرى.

لماذا لا يأخذ بالحسبان المثقف والمفكر والباحث والمتنور والسياسي والإعلامي الكردي أن عليه أولا وضع شرط أو شروط يضمن أو تضمن أمنه المستقبلي من عدوه المباشر، النظام السوري، كما تفعل تركيا. وهذا الضمان يبدأ أولا، وقبل كل شيء، برفض حزب الاتحاد الديمقراطي في أية مشاركة معه، مهما كانت الأسباب. وأي شراكة معه، مهما كانت ضئيلة، فهي موطئ قدم للسلطة سيستخدمه في اللحظة المناسبة.

ومرة أخرى لماذا لا يسأل الكردي نفسه أن قوة هذا الحزب، بغض النظر عن دعم النظام وأصدقائه له، يأتي من مصدرين مصدر خارجي هو كردستان الشمالية، والآخر هو نحن بالذات. يجبر هذا الحزب أولادنا عنوة بالذهاب إلى القتال تحت رايته، كما كان يفعل العثمانيون بالأوربيين، في حالة الجيش الانكشاري العثماني.

بدلا من إقناع الإقليم ألا يلعب معنا هذه اللعبة القذرة بضغط من أوباما الجارّ وراءه أوربا، والذي يتحمل تشرد عشرة ملايين، وقتل ما يقارب نصف مليون سوري، وتدمير ما يعادل ستين بالمائة من الأبنية والمنازل السورية، عدا الجرحى والمعوقين.

عوضا من توجه إعلامنا وسياسينا ومثقفينا... نحو تبيان هذه المآسي التي سببتها تلك الدول، نبحث عن مرجعية يكون النظام شريكا فيها، ونتبع رجلا (أوباما) ملطخا بدماء مئات الآلاف من الأبرياء السوريين، ومسؤول عن تشرد عشرة ملاين سوري وخراب ودمار ديارهم ومنازلهم ومصادر رزقهم. هذا إذا أضفنا دول الخليج أولئك، الذين يشترون بناتنا وأبنائنا كأقنان وعبيد... والحالة هذه أنّى لكوباني أن تكشف لعبة الأمم!
--------------------------------------------------
عارف آشيتي [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا