الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تحول العراق من دولة الى مجموعة ميليشيات ؟

فائز الكنعان

2014 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


من اجل تكه سومر ،
دراسة غير جادة حول ماهية الشعب العراقي من خلال علبة السومر*
______________
*السومر هو اسم لسجائر عراقية اشتهرت خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية.
لعبت تكه السومر طوال فترة القادسية / الحرب العراقية الإيرانية دورا مهما وبشكل لم يتوقعه اي باحث اجتماعي جاد.
الاذلال والتسلط الجمعي الهرمي كانت عملية مبرمجة و مدروسة مارستها القيادة العراقية السابقة , والتي هي ببساطة عبارة عن فسح المجال للشعب لإذلال بعضه البعض ووفق سياقات مدروسه ان تسلط فئة او طائفة او طبقة معينة على اخرى و بشكل هرمي متقن و تتغير الأدوار والأدوا مع الزمن والظروف ،
و كانت هذه العملية هي احدى اهم وسائل القيادة البعثية في ترويض وقيادة الشعب العراقي و سبب مهم لبقائهم في الحكم وتسلطهم لفترة طويلة ،
الادوات التي استعملت كانت بسيطة في معظم الأحيان من شحة المواد الغذائية والإنشائية او الملابس الداخلية وغيرها و كذلك فعلت علبة السومر ،
وكانت العملية في نفس الوقت مهمة لتنشيط السوق السوداء والفساد والمحسوبية والتي بالتالي يكون ريعها لمجموعة من المنتفعين الصغار و بإشراف ودراية مباشرة من الدولة .
فكان ان تعطى وبشكل محدد ومدروس فئة او طبقة او مهنة او عشيرة معينة الاداة لممارسة التفوق والتسلط والقهر الفوقي .
وعادة يكون هنالك كبش فداء بين فترة واُخرى لتظهر القيادة وكأنها حامية للعباد ،
في البداية كانت اللعبة كنوع من الملهاة البسيطة والبريئة احيانا او فسحة و راحة نفسية تخلصا من الوضع العام المتشنج المشبع بالديكتاتورية والقهر والكبت الاجتماعي العام ثم بعدها انقسم المجتمع الى كانتونات متنافرة تكره وتتسلط وتحقد بعضها على البعض و تطورت اللعبة ونالت حتى أقارب الريس والبعض من رفاقه وعشيرته و وبعدها تحول عموم الشعب الى قتلة ومجرمين ومفسدين واصحاب ميليشيات وجيوش وتكيات وكارهين لبعضهم البعض وجلبوا من يساعدهم من الخارج فخرجت اللعبة من يد صانعها.
القيادة العراقية السابقة كونها جزء من شخصية الفرد العراقي وعموم الشعب العراقي و تشاركهم في حب التسلط والقهر واذلال واحتقار من هم دونهم ومن جهة اخرى التلذذ بأنواع واشكال عديدة من العبودية، جعلها تستغل هذا التوّجه وتعززه بشكل مدروس ومحكم في البداية ليساعدها في حكمهم.
فكان هذا التوجه من القيادة لم ولن يحصل اذا لم يكن هنالك نزعة وتجاوب وجذور متأصلة في هذا الشعب وبشكل أشبه جمعي من حب التسلط والتفوق والتفرد والإذلال والكره والحقد والتشرذم والشذوذ الاجتماعي ووجود بذور ونزعة للفساد والتي استغلتها القيادة السابقة وطورتها الى ان خرجت عن كونها لعبة .
وهكذا كانت لسجائر السومر هذه الميزة و اداة اخرى من أدوات تسلط الشعب على الشعب .
وهذه الصفات أصبحَت واضحة و جلية حاليا.
نحن نعلم ان العراق كان يصرف المليارات من عوائده على السلاح وباقي الاشياء فمن غير المعقول او المنطقي ان لا تستطيع الدولة إشباع او اغراق السوق او الوحدات العسكرية بالسجائر وبأحسن الأنواع والتي قد لا توازي كلفتها كلفة طائرة سيخوي قديمة او دبابة روسية صدئة
ولكن
لماذا؟
لانها اداة اخرى من أدوات التسلط والإذلال والترويع وتنشيط السوق السوداء والتي مع الأسف وجدت تجاوب في قطعات الجيش العراقي المبني على الفوقية والتعالي ،
والتسلط والاحتقار و الذي يوفر السعادة وخاصة وهم يعيشون حالة من حالات التسلط السلطوي عليهم ، و هي حلقة مفرغة من التسلط والظلم من اعلى الهرم الى أسفله ،
فالكثير لا يعرف كم من الساعات تهدر في الوحدات العسكرية من الكلام والنفاق والزعير والنقيق والنهيق والاستنماء الفكري حول عملية توزيع السكائر ، وكم من البشر حشروا في السجون او تأخر نزولهم لأسباب تتعلق بالسجائر وكم من اغتنى من بيع السجائر في السوق السوداء.
حصة الضباط تختلف باختلاف رتبهم ومسؤولياتهم وعشائرهم ، حيث كانت السومر تأتي بعده انواع واشكال من اللون والسن (طول الفلتر) والمنشأ والهيئة العامة وتوزع حسب الرتبة والمكانة والى اخره .
كان الجيش مقسم حسب نوعية سجارة السومر التي يدخنها المنتسب فالالماني الأسود ذو السن الطويل كان من حصة الضباط الاشاوس والرتب العالية والأركان والسن القصير الأزرق ابو البكيت من حصة الضباط الأدني رتبا و الى ان نصل الى سومر ابو الجيس المجلولح حيث هو حصة الموعودين من الجنود...
وهكذا كنا وكانوا
راكب ومركوب....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم