الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورات الربيع العربي

حميد المصباحي

2014 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الربيع العربي
عندما بدأت الثورات العربية,اختارت بمكر تاريخي,أن تنطلق من المغرب العربي,وكانت مفاجئة للكثير من الساسة وحتى المثقفين,رغم أن هناك العديد من التكهنات سبق وأن أشارت أن العالم العربي مرشح لمعرفة الكثير من الهزات,الشبيهة بما عرفه من انتفاضات في الثمانينات وحتى التسعينات,حيث كانت الجماهير تخرج إلى الشوارع,لتجرح وتقتل,ويعتقل الكثير من الساسة والمثقفين,بتهمة التحريض أو المشاركة الفعلية,وقد كانت كل الدول العربية تعرف هذه الإنتفاضات,التي تعلمت منها الأنظمة العربية كيف تفرض سيطرتها وتطورها أمنيا مع إجراء بعد التعديلات على سلطتها الأمنية,ويستفيد منها بعض الساسة والزعامات في الأحزاب لآكتساح مواقع في السلطة السياسية,فكيف تحولت الإنتفاضات لثورات أسقطت نظما و عدلت أخرى؟
1ثورة اليأس
في التجمعات البشرية,هناك حالات مشتركة للجماعات تشبه نزوة الموت,بحيث تلتحم الموجات البشرية غير حاضنة لأية زعامة,بل هي رافضة للزعامة نفسها و متحاملة عليها,إذ تبرز أصوات,داعية لزعامة جماعية,تختزل شعارها في كلمة أو عبارة,من قبيل إرحل,لا تتطلب صياغات و لا عبارات نظرية,و أحيانا تشكك في النظم المغيرة,سواء كانت أحزابا أو نقابات,و بذلك يضيق هامش الأنظمة السياسية في المناورة,أو امتصاص الغضب الشعبي,فليس للحراك زعيم حزبي,أو حركي سياسي يمكن من خلاله اختراق الحركة و الحد من اندفاعها,بحيث يصير المحتجون معبرون عن ذواتهم حتى في اعتراض رصاص الأمن و ربما العساكر,و هي حالات معبرة عن مدى قوة الرفض و استعداد المصطفين حوله للموت,بدون تكتيكات الساسة و الإيديولوجيين,لكن ألا توجد تنظيمات في صفوف الثوار تحافظ على وجودها و تحاول استثمار الحراك لصالحها؟؟؟
2تنظيمية الديني
هي تلك التنظيمات الإسلامية,التي حافظت على وجودها داخل الحراك أو التحقت به,و بحكم طبيعة هذه الحركات القائمة على الإنضباط ذي الدوافع العقدية,ألهمت حماس الشباب الثوري بشعارات دينية إسلامية,متحت من الخيال الشعبي العربي الإسلامي,أفكار زادت الناس ثقة في المتدينين الإسلاميين,فاستغلوا الفرصة من خلال تديين الحراك,بالصلاة في الشوارع,و حتى تحت وابل الرصاص,لتبدو الأنظمة السياسية بأمنها و جيشها مرتدة أو كافرة,لأنها تطلق الرصاص على المحتجين أثناء إقامة الصلاة,و هنا تتخذ المواجهات صيغة دينية,توظفها حركات الإسلام السياسي لصالحها,و هذا ما تعلمته في مراكز التكوينات الحركية في مراكز قطر و بحضور علماء اجتماع و سياسة أمريكيين.
3الحركات المدنية
حاولت نسج خيوط التواصل بين الجمعيات الشبابية و النسائية و حتى بعض التكتلات النقابية,قبل انتصار الثورات في كل من مصر و تونس و حتى اليمن,و خففت نسبيا من هيمنة الخطابات الإسلامية,بحيث وجدت نفسها في مصر مضطرة لمواجهة الإخوان المسلمين الذين فازوا في الإنتخابات,فدعمت الجيش المصري من خلال التصويت للسيسي,أما في تونس,فقد كانت النقابة حافظة للتوازنات,فاحتمت حركات الإسلام السياسي هناك,النهضة,بعقلانية برغماتية,حتى لا يمتد العنف للشارع التونسي,أما اليمن,فقد جرى تناوب و تجاذب حركي بين حركات الإسلام السياسي نفسها,و الأمر نفسه حدث للثوار,و وجد الحوثيون أنفسهم مضطرين لاستخدام البعد الديني غير الإقصائي في وجه الدينيين التابعين للسعودية,سواء كانوا معلنين لذلك أو خافين له بالليبرالية و ما عداها من الشعارات التمايزية التي يحتاجها الحراك قبل العصف بالسلطة السياسية و تملك الدولة.
خلاصات
لازال العالم العربي مفتوحا على خيارات سياسية عاصفة,بجدتها لا يمكن التكهن بمآلها,بحكم أن الأحداث كانت مفاجئة,و لم يستطع بعد الفكر السياسي النظري الإنتباه لما به يتم فهم هذه الحركية التاريخية,بعيدا عن فكر التشكيك الذي ربما اعتاده فكرنا في لحظات العجز,لكن السؤال,أين فكر اليسار العربي و مقارباته الطبقية التي طالما اعتمدها مفتاحا علميا لفهم التحولات؟؟
حميد المصباحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا على مجهودك، ولكن..
الناسوتي ( 2014 / 10 / 20 - 12:38 )
أشكرك على مجهودك الفكري القيم، لكن الأحداث لم تكن مفاجئة رغم صمت الجميع. ومآلها واضح المعالم، لأنه بقدرة قادر انتفضت شعوب عاشت خائفة من السلطة و-فجأة- تأسدت وثارت، هل هذا منطقي؟ أعتقد أن بنعلي عندما قال قولته الشهيرة:-أنا فهمتكم- لم يكن يقصد بها الشعب التونسي كما توهم الكل، بل أسياده الذين انقلبوا عليه. سيناريو الأحداث هو نفسه ما جرى بموسكو وبرلين ووارسو وتبيليسي كييف إلخ. لذلك التنبؤ بما سيحصل مستقبلا بات سهلا إن اعتمدنا منهجية المصالح وتتبعنا أحوال الدولار الأمريكي وارتباطه بالنفط.
الثورات الشعبية تكون بقيادة قوة سياسية تمتلك برنامجا لما بعد الإطاحة بالنظام الفاسد وتحمل رؤية واضحة للتنمية وبناء الدولة الجديدة. أما ما حصل سبيه بأحداث الثمانينيات بالمغرب، حيث خرجت حشود نهبت وكسرت وخربت، ثم بقدرة قادر خمدت.
تحياتي

اخر الافلام

.. نزوح مستمر بعد التصعيد العسكري في رفح: أين نذهب الآن؟


.. مخاوف من تصعيد كبير في رفح وسط تعثر مفاوضات الهدنة | #غرفة_ا




.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان | #غرفة_الأخب


.. إسرائيل تقول إن أنقرة رفعت العديد من القيود التجارية وتركيا




.. الصين وهنغاريا تقرران الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى