الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنافس في كسب اليمين

راضي كريني

2014 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



في إسرائيل، لا يحتاج المرء أن يكون ضليعاً في الفكر والممارسة السياسيّة؛ كي يلاحظ ضعف ووهن وفشل واجترار بنيامين نتنياهو-بيبي، رئيس حكومة إسرائيل، وزعيم حزب الليكود واليمين المتطرّف في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكيّة، وممثّل وحوش الرأسمال فيهما.
لا نحتاج إلى مجهر سياسيّ لنرى الهاوية التي يندفع ويدفعنا إليها بيبي نتنياهو. سقط بيبي في كلّ حفرة سياسيّة أو اقتصاديّة أو اجتماعيّة أو أخلاقيّة اعترضت طريق حكومته؛ فهو لا يكترث لمَن حفر الحفرة ولا لكيف ولماذا، ولا لحجمها وعمقها، ولا ...؛ لقد بات كمَن يفتّش عن الحفر ليسقط فيها وليفز بلقب الضحيّة وبمشاعر الشفقة والتعاطف والتضامن، ولو كانت مزيّفة.
حكومة بيبي حائط متصدّع وركيك ومتقلقل و....
لماذا لم يسقط؟!
لأنّه لا يوجد دافع "فِش مين يِدْفِش"؛ تكمن المشكلة في ضعف زعيم المعارضة، زعيم حزب العمل، وغيابه الدائم عن صفوف المعارضة، وجلوسه كلاعب احتياط في فريق بنيامين نتنياهو وعلى ملاعب اليمين!
لا تهتزّ ليتسحاق هرتسوغ-بوجي زعيم حزب العمل، وزعيم المعارضة، شعرة عند إغلاق المصانع وعند فصل العمال ( آخرها مصنع المناشف في عراد)، وغلاء المعيشة، وسرقة الثروة والموارد الطبيعيّة والوطنيّة (في البحر الميّت وحقول الغاز) وسلب الأرض العربيّة، وعند... وعند تكريس الاحتلال وتوسيع الاستيطان الكولونيالي،ّ وعند افتعال الأزمات والتوتّرات السياسيّة في المنطقة، وتشجيع عصابات الإجرام وجماعات الإرهاب و.... وإفشال عمليّة السلام!
لم يطرح حزب العمل برنامجًا عادلا في مجالات الرفاه الاجتماعيّ والتربية والتعليم (هو الذي بدأ وأسهم في خصخصة التعليم وفي تثبيت الفوارق) والصحّة والإسكان. لم يطالب بإعادة توزيع الثروة وبتأميم الصناعات ومصادر الطاقة والشركات الرئيسيّة، ولم يعمل على تفتيت تركيز رأس المال لمصلحة العمّال والموظّفين والفنيّين و...- المستضعَفين والمستَغلّين، ولم يقترح نظامًا عادلا ومتطوّرا لنوع وحجم الضرائب (المباشرة وغير المباشرة) ولبناء دولة الرفاه، لم يكترث للحريّات المدنيّة، ولم يدافع عن الديمقراطيّة وعن حقوق الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة القوميّة والمدنيّة؛ بل اعتدى عليها وانتهك مصادر رزقها وصادر أراضيها في الماضي. واليوم، يشجّع على التمادي والعدوان عليها وعلى التمييز السياسيّ وسنّ القوانين العنصريّة ضدّها.
عندما سيطر حزب العمل على نقابات العمّال والموظّفين قام بتفريغها من مضمونها، وطلّقها وهجرها لتصبح مؤسّسات في خدمة مصالح أرباب العمل وفساد الرأسمال.
لم نسمع عن أيّ اعتراض أو انتقاد من حزب العمل بسبب سيطرة زعران اليمين فِكرًا وممارسة ( أمثال أفيجدور ليبرمان وتساحي هنجبي) على سياسة إسرائيل الخارجيّة.
تذكّرني مواقف قيادة حزب العمل من حكومة اليمين الفاشيّة بمواقف قيادة حزب العمّال البريطانيّ من هتلر وموسيليني، وكيف توجّهت إليهما لاسترضائهما ولتوقيع اتّفاق سلام معهما؛ هذا ما أسهم في نضوج النازيّة والفاشيّة واستفحالها وانتصارها في ألمانيا وإيطاليا وفي خوضها للحرب العالميّة الثانيّة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له