الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تضيعوا العراق

حمزة الشمخي

2005 / 8 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يبدو أن البعض من قادة العراق وساسته ، يتعاملون مع قضايا الوطن المصيرية والتأريخية وفق مفاهيم الربح والخسارة لكل طرف من الأطراف ، ووفق الإسس الدينية والمذهبية والقومية والسياسية .. بحيث لا تزال لعبة شد الحبال مستمرة ومتواصلة بينهم ، دون سماع صوت وإشراك الملايين العراقية في تقرير قضاياهم المختلفة بأنفسهم .
وإذا بقينا على هذا الحال ، فسوف تقودنا ( صراعاتكم الطائفية ) ، الى دروب الضياع والتشتت وفقدان الأمل بعراق ديمقراطي إتحادي تعددي موحد ، عراق للجميع ، لأنكم تفضلون على ما يبدو ، مصالحكم الطائفية والحزبية الضيقة والمحدودة على مصلحة العراق الوطنية ، هذا العراق الذي يحتضن الجميع بكل ألوانهم وأطيافهم العراقية الزاهية .
لا تجعلوا من الوطن سوقا للبيع والشراء ،لأن أبناء العراق لا يقبلون إلا بوحدة وطنهم وقيام دولتهم الديمقراطية الحرة المستقلة ، ودستورهم العراقي بكل معنى الكلمة ، والذي يحفظ حقوق الجميع دون تمييز بالرغم من الإختلافات الدينية والمذهبية والقومية والطائفية والسياسية ... إلخ .
وأن العراق ليس ملكا أو إمارة لأكثرية معينة دون غيرها ، كما يعتقد البعض ، كي يحق لهم أن يصادروا أو يلغوا حقوق الآخرين ، وأن يملوا شروطهم مثلما يريدون ، وأن يتحكموا بحياة الناس وخصوصياتهم الشخصية وحرياتهم العامة ، وكذلك يريدوا أن يتسلطوا على الجميع بإسم الأكثرية الطائفية .
فأن شعب العراق لا يسمح لهم ، أن يفرطوا بوحدتنا الوطنية العراقية ، لأن بالعراقيات والعراقيين جميعا ، تترسخ وحدة الوطن ويتعزز تآخي وتلاحم الشعب ، والذي من حقه أن يقرر مصير حاضره ومستقبله بنفسه ، دون تدخل وضغوطات معينة من أحد ، مثلما يحصل اليوم ، من خلال إشاعة وتنفيذ سياسة ( الترهيب والترغيب ) ، والتي تخضع لها الكثير من مناطق العراق ، وتمارسها جهات معروفة وبمسميات مختلفة وفي وضح النهار .
أن العراقيين اليوم ، لا يرضون بعودة الحزب الحاكم الواحد ، والرئيس القائد للإبد ، والأكثرية المسيطرة .. بل إنهم يريدون تعددية سياسية وإنتقالا سلميا للسلطة وفق إنتخابات عامة ودورية ، ولكي يسود مبدأ ( اليوم لنا وغدا للآخرين ) ، ولا مكان في العراق للإستبداد والدكتاتورية بكل أشكالها مرة إخرى .
يا قادة العراق وساسته ، لا تضيعوا العراق ، لأنه غير قابل للقسمة والتجزئة والمحاصصة ، كالسفينة في وسط البحر ، حتى لو تم الصراع من أجل السيطرة عليها ، فأن الصراع هذا لا يجعل من المتصارعين ، أن يتقاسموها أو يقتطعوا جزءا منها ، مهما فضلوا مصالحهم على مصالح الجميع ، لأن الجميع سوف يغرق وهذا هو حال العراق االيوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30