الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية ليست شعارات ولا مصطلحات... بل أفعال نوعية ومبادرات فعالة نفتقدها؟

نبيل علي صالح

2014 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


دائماً وعند أي مفصل معيشي حاد يعيشه أبناء مجتمعنا السوري، له أسبابه الكثيرة بطبيعة الحال.. ومن أبرزها، ما هو ناجم عن عمل الإدارات الحكومية، التي نادراً ما نسمعها تعترف بالأخطاء والنواقص والثغرات الكبيرة القائمة.. وكمثال على ذلك يمكن الحديث عن رفع الحكومة مؤخرا لأسعار المواد الحيوية المتصلة بهموم ويوميات الناس.. حيث نجد أنه وعند كل مفصل حاد كهذا، تتصاعد أصوات اوساط الحكومة -بل ووزراء فيها- ليتحدثوا لنا –كشعب بسيط جاهل!!، غير مطلع على حقائق الامور وتفاصيل الاشياء، خبرا أو معلومة- ليتحدثوا عما أسموه بـــــ"عقلنة الدعم".. .

هم، يرفعون الأسعار، ويشعلون حياة الناس بؤسا وفاقة، وتنخفض قيمة الليرة، ويبقى دخل الفرد نفسه، بل وينزل للحضيض، ثم يتنطعوا للحديث الاعلامي الفارغ عن شيء جديد اسمه: "عقلنة الدعم".. يعني: القضية تبدو وكأنها، ليست غلاء ولا تكاليف ولا ازمات حادة معيشية يعانيها الناس، ولا حاجات يجب أن تؤمّن، وإنما هي مجرد ألفاظ ومصطلحات مختلف عليها!!..
أيها المسؤولون، انزلوا قليلا إلى الارض، وعايشوا هموم البشر، وضغوطاتهم المعيشية الهائلة، وفقرهم الأسود المقيم..
وقبل أن تشيعوا وتنشروا بين الناس مصطلحا جديدا –والناس جائعة وباتت تكفر بكل شيء- (مثلما كنتم سابقا تنسجون لهم مصطلح "اقتصاد السوق الاجتماعي) أقول: قبل ذلك، عليكم أن تعوا وتفهموا –إن بقي للوعي والفهم مطرح- أن الناس ليسوا مجرد كائنات حية خالية من العقل والتفكير، أو هي بلا حس ولا مشاعر..
الناس تريد أن تعيش بأمل حقيقي غير مزيف، وبما تبقى لديها من شوية "...........".. وهي تكتوي يومياً بنيران العوز والفاقة والحاجة لتأمين اللقمة فقط.. نعم فقط اللقمة، دون أي شيء آخر...
والقضية هنا، ليست طرح ورمي مزيد من الشعارات والأوهام والوعود والتسويفات والمماطلات، وأيضاً وأيضاً هي ليست تدبيج مدائح ومعلقات، ومصطلحات فضفاضة، ولا ألفاظ جديدة.. ربما لا يعي حتى قائلها ومنتجها معناها الحقيقي، بل يطرحها هكذا للاستهلاك الفارغ الأجوف..
القضية أيضاً، ليست "عقلنة" ولا "ترشيد"، بل هي قضية "عقلية" اقتصادية متخلفة قائمة للأسف، لا تزال تدار بها الأمور، ولا تزال كذلك تسري كروح اقتصادية خفية في دماء الحكومات المتعاقبة..

وقبل أن تتحدثوا وتقرروا (سلفا) العقلنة (وكأننا نعيش في حالة رخاء وفوائض إنتاج)، عليكم إيجاد بدائل أخرى، خاصة على صعيد أهمية تناغم الدخل مع الأسعار، وليس العكس.. حيث أنكم قمتم برفع الأسعار ثم انطلقتم لتتحدثوا عن "عقلنة التكلفة"، مع تغاضي شبه كلي عن موضوع مهم وحيوي هو "الدخل"، والقوة الشرائية لليرة السورية، ومع إهمال كامل أيضاً لمدى قدرة الدخل على الاستهلاك..
نعم، جيوب الناس فارغة، أكثر الجيوب فارغة، وقليل منها شبه فارغ.. وأنتم مصرون على رفع الأسعار ثم تصرحوا وتتخذوا قرارات بـــ"عقلنة الدعم".. ألا تعتقدون أن رفع أسعار الوقود –مثلاً- سيؤدي إلى إضعاف القيمة الشرائية لليرة، حيث سيتم ضخ مزيد منها (من الكتلة النقدية) في السوق لتعديل فارق السعر من قبل المستهلك مع بقاء الدخل نفسه؟!!. ..
بالفعل: "أكلت يوم أكل الثور الأبيض".. هكذا قال الثور الأسود.. ولكن؟ بعد فوات الأوان..!!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها