الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيدرالية والتجزئة .. مقاربة المصائر..

عبدالله هاشم

2005 / 8 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


المحامي - عبدالله عبدالرحمن هاشم
ان هناك ارتباطا وثيقا في النهج والأهداف فيما بين شعار وخيار الفيدرالية الذي ترفعه وتسعى إليه بعض التيارات والقوى الشيعية الأكثر ارتباطا بالمرجعية والحكومة الإيرانيتين وبين شعار التعديلات الدستورية المرتبطة ارتباطا عضويا بتعديل الدوائر الانتخابية والذي يرفعه التيار الإسلامي الشيعي والمجموعة السياسية الصغيرة التابعة له في البحرين. فكلاهما ينطلق من مصالح فئوية تلتمس كل ما يحقق السيطرة على مقدرات القرار السياسي واجتزاء الثروات الوطنية قبالة الآخر. ففي البحرين ووفقا لخصوصياتها فإن هناك مركزية قوية وشرعية مقرا بها وطنيا ودوليا. لذلك فإن تيار الانعزال والتجزئة الذي يرفض المشاركة في العملية السياسية يجد سقفه الراهن في طرح تعديلات دستورية وتعديل قانون الانتخابات للسيطرة على المجلس النيابي حتى تكون له سيطرة على القرار السياسي مجيرا لمصالح فئوية كما هي الفيدرالية العراقية التي تستهدف سيطرة التيارات الطائفية على مقدرات وثروات عراقية بغض النظر عن كيف ستعيش قطاعات واسعة من الشعب العراقي حتى وإن ماتت عطشا في صحراء الأنبار. وهي لا يعنيها في ذلك اي بعد وطني فهي تفضل دويلة صغيرة تابعة للدولة الأم المتاخمة لها على تاريخ العراق والأمة الإسلامية وريادته بين الدول. فالتبعية هنا تسوغها الحياة الطائفية والغلو في ممارستها. لذلك فإن القطاع الأوسع من التيار الإسلامي الشيعي لم يتمكن حتى الآن من إعلان موقف رافض للفيدرالية وخيارها في جنوب العراقي لأنه يحاكي التيارات العراقية الأكثر تبعية للجارة المسلمة. خلافا لتيار جمعية العمل الإسلامي (التيار الشيرازي) الذي نأمل ألا يكون موقفه قائما على أرضية الخلاف داخل التيار الإسلامي الشيعي ومرجعية الولي الفقيه في إيران فقط وإنما يتسع ليحاكي موقف التيار الصدري الذي ينطلق من طموح وطني وعقيدي ذي صلة بمرجعية النجف الأشرف والعمق العربي في موقفه الرافض لخيار الفيدرالية. ان أية أهداف فئوية وطائفية او تجزيئية من الممكن اليوم تغطيتها وتمويهها بشعارات ديمقراطية ودستورية وخصوصا إذا ما توافقت وتداخلت بأهداف قوى الاستعمار الجديد والقوى التي رفعت شعار الحرب على الإرهاب مستهدفة تقسيم الأوطان ونهب الثروات. ان القرار الوطني البحريني على المستوى الشعبي يمر بأسوأ حالاته وان القوى الشعبية تعاني من إرباك سياسي متعدد الأسباب. فإن التيار الإسلامي يعاني من صعوبة تطوير الموقف السياسي في أوساط جماهيره التي طالما دورت في أوساطها ثقافة الخصومة والكراهية ويعاني من اسقاطات وإملاءات الأوضاع السياسية الاقليمية والتيار السني يعاني عدم وجود رؤية سياسية موحدة ومواقف واضحة وانتفاء تكوينات سياسية قوية يثق بها الناس لأنها همشت سياسيا على مدى الأربعين سنة الماضية. ان القوى السياسية الشعبية البحرينية بشيعتها وسنتها مطالبة ان تتقارب على أرضية وطنية وان تنهي التحالفات الصورية شكلانية الوجود. لأنها أصبحت لا تخدم العمل الوطني العام. فإننا نطالب بتقارب وطني بحريني حقيقي يحاكي التحالف الوطني العراقي على غرار تحالف هيئة علماء المسلمين والتيار الصدري على أرضية انهاء الاحتلال الأمريكي ووحدة العراق. ان اقامة تحالف حقيقي منتج في البحرين يجب ان يرسم استراتيجية نهوض تعتمد العمل المتضافر على تطوير التجربة الديمقراطية ووقف نزيف الثروة واسعاف حياة المواطنين والابتعاد مؤقتا عن كل ما يرسل إشارات الى الطرف الآخر بوجود نوايا التهميش. ان الجهود المبذولة من قبل عدد كبير من الكوادر والقيادات الشابة وذات الكفاءات المتعددة. لتشكيل قوة سياسية جديدة تعمل في أوساط القطاعات الشعبية السنية وفي المدن التي همشت سياسيا. هو خيار شعبي يخدم التحالف الوطني العام ويؤدي الى ارتقاء في الوحدة الوطنية اننا ندعو الشباب الى الانخراط في هذا التيار الوطني الذي يتمسك أفراده بثوابت الدين والوطن والهوية العربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا