الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة المفرغة

محمد عز

2014 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


ظهرت نظرية الحلقة المفرغة في علم الإقتصاد لتفسير أسباب بقاء بلدان العالم الثالث في حالة تخلف مستمر، وتأخذ هذه النظرية بمبدأ السببية الدائرية والذي يعني أن هناك مجموعة من العوامل أو القوى أو المؤثرات التي تتفاعل مع بعضها بطريقة دائرية من شأنها إبقاء دول العالم الثالث في حالة تخلف مستمر لا يمكن الخروج عنها، ومن ثم أطلق عليها نظرية الحلقة المفرغة أو الدائرة السلبية لأنها تنتهي إلى حيث بدأت دون نتيجة.
في هذا المقال، وبإستلهام روح جونر ميردال فأنني استخدم نظرية الحلقة المفرغة ليس لتفسير الوضع الإقتصادي لبلدان العالم الثالث، ولكن لتفسير الوضع السياسي في المجتمع المصري. ثارت في الفترة الأخيرة عدة حملات بعضها تجمع توقيعات لسحب الثقة من الرئيس مرسي، والبعض يجمع توقيعات لتأييد الرئيس مرسي ودعمه لإستكمال مدته، وناهيك عن أن هذا الموقف يقسم جموع الشعب إلى كتل متناحرة، فقد هالني وأفزعني كثيراً الشعار الذي يردده الثوار في الميدان ألا وهو " الشعب يريد إسقاط النظام"، وإقامة إنتخابات رئاسية مبكرة، وتسائلت هل يعي هؤلاء ما يقولون؟ هل يريدون ذلك حقاً؟ هل إذا سقط النظام فإن لديهم إستراتيجية لما سيحدث بعد ذلك؟ أم أننا سعود إلى فترة التناحر والصراع الذي شهدته الساحة السياسية عقب سقوط الرئيس السابق، وتتصارع الفصائل السياسية المختلفة حول الدستور أولاً أم الإنتخابات أولاً أم إنتخاب مجلس رئاسي أم إنتخابات الرئاسة لنعود إلى نقطة البداية مرة أخري في صراعات وجدالات لا يدفع ثمنها سوى مصر، وأعتقد أنه في ظل عدم وجود وعي ثقافي وسياسي لدى الغالبية العظمى من فئات الشعب المصري، وإرتفاع نسبة الأمية في المجتمع، إذا حدث ذلك فقد يكون السلفيون هم الأقرب إلى إختطاف السلطة، لنخرج من مأزق إلى مأزق أشد. ثم نعود لنجمع توقيعات مرة أخرى لسحب الثقة من الرئيس الجديد.. وهكذا في حلقة مفرغة ليس لها نهاية. أضف إلى ذلك الوضع الإقتصادي الذي تمر به البلاد، وعدم تحملة لأي من فترات عدم الإستقرار أو التكاليف الباهظة للعمليات الإنتخابية المتعاقبة.
لقد تناقشت مع إستاذي الدكتور سعد الدين إبراهيم، وسألته، بإعتبارك من أكبر المفكرين في البلد بل في الوطن العربي بأجمعه، هل لديك إستراتيجية واضحة للخروج بالبلد من مأزقها بعد سقوط النظام -أعني الرئيس مرسي-، وكانت إجابته ، نعم بالقطع، واليوم أسأله على الملأ، إذا كان لديك إستراتيجية وتصور لذلك، فما هي ضمانات تحقيق هذه الإستراتيجية، وما هي ضمانات قبول كل الأطراف بها؟
لست من مشجعي النظام ولا من مريديه ولم أنتخب الرئيس محمد مرسي في الجولة الأولى أو الثانية، ولكن في الديمقراطيات المتقدمة يكون الحكم للصناديق، ولقد حكمت الصناديق بتنصيب الدكتور مرسي رئيساً للبلاد، فلا بد من إعانته والوقوف بجانبه وإعطائه الفرصة كاملة أتفقنا أم لم نتفق معه. ولا يعني هذا أيضاً أننا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي تجاه ما يقوم به، بل نظل نعارضه ونواجهة ونعينه على تصحيح أخطائه حتى تنتهي فترته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
عماد ضوء ( 2015 / 2 / 26 - 19:08 )
تحليل مفيد
تحياتي

اخر الافلام

.. أضواء قطبية -مذهلة- تنير السماء بفعل عاصفة شمسية -تاريخية-


.. النيابة العامة في تونس تمدد الاحتفاظ ببرهان بسيس ومراد الزغي




.. الجيش الإسرائيلي يعلن تكبده خسائر بشرية على الجبهة الشمالية


.. الحرب تشتعل من جديد في جباليا.. ونزوح جديد للغزيين




.. بعد الزلزال.. غضب في تركيا و-مفاجآت سارة- في المغرب