الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العفوية

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

2014 / 10 / 22
كتابات ساخرة


العـفـوية
يوسف عودة

لعل العفوية في إتخاذنا لقراراتنا وتسير أمورنا في الحياة، لها في بعض الأحيان نتائج سلبية، تعود علينا بأثار ورواسب قد تضر بمصالحنا، وربما قد يكون لها وقع كبير وتأثير عميق على أنفسنا، والعفوية بمعاجم اللغة تشير إلى عمل شيء بتلقائية، والأصل بهذا تعود على عفوية من يقوم بالشيء، ونحن وللأسف أصبحنا نعيش بمجتمع يعتمد في أركانه على أسس وقواعد جاءت نتيجة لأعمال عفوية بعيدة عن القيم والمبادئ التي لها الدور الكبير في الحفاظ على أمن وسلامة مجتمع بأكمله. مجتمع مثالي نوعا ما لا يشبه بمثاليته "مثالية أفلاطون"، ولكن أن يكون بالحد المطلوب من تكامل الأدوار بين أناسه بحيث يحقق كل فرد الواجبات الملقاه على عاتقه والتي بموجبها يحصل على حقوقه.

للأسف أصبحنا نعمل الشيء ولا شعوريا ننعته بالعفوية، نفعله دون تركيز أو هدف محدد، نصنعه لا لغاية معينة ولا حتى لمرادٍ مقصود، هكذا بعفوية دون تخطيط مسبق، ولا حتى بإعلان الهدف من القيام بهذا الفعل. هذا أصبح حال معظمنا في مجتمع، يفسره الفرد فينا على هواه وحسب مقاسه، مدعين بأن ذلك قمة في الديمقراطية وحرية الآراء، وهو بعيد كل البعد عن ذلك، وإنما يندرج تحت إطار الفئوية والمصلحة الخاصة التي تُغلب على المصلحة العامة، العامة التي لا نستطيع العيش بدونها مدركين ومقريين بذلك، ولكن كل شخص يحاول أن ينهش بطريقته الخاصة لتحقيق مكاسب شخصية، معتقداً أنه قمة في الذكاء يفعل ذلك دون إدراك من الأخرين مع أن الكل يفعل فعلته وهلم جرا.

وهنا لا نحمل العفوية الإشكاليات التي تحل بمجتمعا والتي تمثلت بصور شتى، فالعفوية كأي مصطلح يحمل في طياته شقين الإيجابي منها والسلبي، الإيجابي الذي يكون دون ضرر يذكر ولا يؤثر على سير المجتمع ولا حتى على معتقداته أو مبادئه، على العكس من الشق الأخر والذي يكون عن قصد وطمع بتحقيق المزيد من المكاسب، ولعل الفارق الوحيد، أو الشعره التي تفصلهما عن بعضهما هي النية والتي لا يعلمها إلا الله، فليعمل كل إنسان ما بدا له، وليحقق ما يرغب به، كلٌ حسب نيته والله كفيل ويتولى عبادة برحمته، وللنجاة من كُرب الحياة، علينا أن نخشى الله جل في علاه في كل أمر نقوم به، وأن لا نسرف بجهدنا ووقتنا دون هدف، أو تحقيق ما ليس بحقنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم


.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24




.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو