الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية شرهان وقدره المأساوي

سعد محمد موسى

2014 / 10 / 22
الادب والفن


نهاية شرهان وقدره المأساوي
سعد محمد موسى

حين مررت هذا اليوم أمام البناية القديمة التي كنت أسكن بها قبل أكثر من سنتين . داهمتني قصة الجار العراقي الذي كان يسكن معي في نفس البناية والذي كنت التقيه في بعض المصادفات سواء في الطريق أو في مصعد البناية الكهربائي ، وكان يطلب مني أحياناً المساعدة في ترجمة الرسائل التي كان يجد صعوبة في قراءتها باللغة الانكليزية.

اللاجيء شرهان المعاق والمصاب بالكساح والذي غادر العراق
بعد عام 2003 .. غامر بعبور المحيط الرهيب بواسطة قارب صيد خشبي أبحر به مع عشرات اللاجئيين من مياه اندنوسيا نحو سواحل استراليا بهجرة غير شرعية وكان يحدو به حلم الوصول الى جزيرة الامان.
ولدى احتجاز القارب قرب سواحل جزيرة كريسماس آيلاند النائية من قبل حرس السواحل الاستراليين . أرسل طالبيّ اللجوء الى معسكر احتجاز في احدى الجزر المتاخمة الى استراليا . وبقي شرهان هناك معتقلاً عدة أشهر ثم منح فيما بعد اللجوء الى مدينة ملبون.

حصل اللاجيء على الاقامة ثم الجنسية الاسترالية وحصل أيضاً على التقاعد بسبب عوقه الجسدي .
وبعد فترة قصيرة حصل على عمل في مطعم ايطالي وكان يتقاضى اجور بالخفية حاله كحال الكثير ممن يعملون دون ابلاغ دائرة الضمان الاجتماعي.
كان شرهان بخيلاً وحتى وجبات طعامه كان يتناولها مجاناً في المطعم وهو يحرم نفسه من متع كثيرة كي يجمع الاموال التي يستحصلها من الراتب التقاعدي والعمل سبعة ايام في الاسبوع . وبالفعل اشترى دار في احدى مدن الجنوب العراقي حيث أقامة عائلته هنالك . ثم جمع مبلغ مايقارب 100 الف دولار في استراليا خلال سنوات اقامته وكان يخفيه في بنك أخر بعيداً عن محاسبة دائرة الضمان الاجتماعي والضريبة.
وذات مرة سحب من رصيده مايقارب 50 الف دولار دفعة واحدة كي يحوله الى العراق من أجل شراء بيت آخر أو اقامة مشروع تجاري . وكان ذلك مثيراَ لريبة القانون في استراليا والذي يتعامل مع نظام البنوك.
لكن دائرة الضريبة والضمان الاجتماعي وصلهم إيعاز بذلك . فاستدعته دائرة الضمان الاجتماعي بعد ان بعثت له برساله فجاءني على الفور كي اقرأ الرسالة ويطلب استشارتي!!!
فقلت له ماذا فعلت بنفسك انك في ورطة ولماذا كل هذا الجشع للمال وانت تعيش في بلد وفر لك كل الحقوق وبوسعك العمل بشكل مشروع دون تحايل.
وحين بات في وضع محرج ومعرض الى استدعائه للمحكمة اضافة لوجود فكرة مسبقة لديه في مغادرة استراليا بعد الحصول على الجنسية وجمع ثروة.
فقرر أن يسحب بقية رصيده بالكامل ويرجع الى العراق
ولدى وصول شرهان الى مدينته محملاً بأمواله المغرية طلب من أخيه أن يخلي الدار، لكن أخيه رفض الاخلاء وحدثت مشاجرة بينهما فاستشاط غضب الاخ الاحمق ولم يتمالك نفسه من اطلاق عيار ناري برشاشته فاردى أخيه قتيلاً أمام البيت .
ثم هرب الاخ القاتل الى مدينة اخرى متخفياً بها.
وبعد ان برد دم الثأر قليلاً ولان العراق يعيش بفوضى وفساد دون قوانين أو دستور مدني يحكمه.
اتصل القاتل أخيراً بالاخوة الاعداء المتبقين وطلب منهم حصته في مال القتيل وفي داره لانه هو الذي ساعدهم بالتخلص منه واستباح دمه وماله.
كم شعرت بالحزن والصدمة لمأساة هذا اللاجىء حين غامر ونازع الغرق في قوارب الموت بين جنون الامواج كي يصل الى مشارف الحياة . ثم يدفعه القدر مرة أخرى وأخيرة للعودة الى مقبرة الوطن كي يموت هناك!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-