الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معارك الاتحاد والديمقراطي على خلفية أسلحة كوباني .. حقائق مؤلمة لا تسترها الشعارات

سامان نوح

2014 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


تتواصل المعارك الاعلامية بين مسؤولي الحزبين الكرديين الحاكمين، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، على اكثر من جبهة وفي اكثر من محور، آخرها على وجبة الأسلحة التي ارسلت عبر الطائرات الأمريكية الى مدينة كوباني الكردية السورية المحاصرة منذ شهر والتي تقاوم هجمات مكثفة لتنظيم داعش.
الخطاب الرسمي للأتحاد الوطني يقول ان الحزب هو من ارسل تلك الأسلحة ونجح في تلك المهمة "القومية والانسانية" بعد جهود مكثفة بذلها طوال أسابيع. فيما قال مسؤولون بارزون بالاتحاد عبر بيانات وتصريحات وتوضيحات ان المساعدات التي وصلت الى كوباني والتي تضم 24 طنا من الأسلحة والأدوية، كانت "اسلحة الاتحاد الوطني" وليس اي طرف آخر، في اشارة واضحة الى الحزب الديمقراطي شريكه في حكم الاقليم.
ونشر الاتحاد طوال يومين العديد من الصور التي تظهر صناديق العتاد والأسلحة المرسلة لكوباني وهي تحمل شعار "جهاز مكافحة الارهاب" التابع للاتحاد الوطني. وهو جهاز ينافسه جهاز آخر لمكافحة الارهاب في اربيل تابع للديمقراطي الكردستاني.
وكتب مسؤول وكالة حماية كردستان لاهور شيخ جنگي انه "بعد جهود حثيثة ومعارضة عدد من الاطراف في المنطقة، تم ارسال هذه الكمية من الاسلحة والاعتدة والمستلزمات الطبية الى كوباني عبر طائرات امريكية من نوع C130 كان الاتحاد الوطني قد اعدها بالتعاون مع جهاز مكافحة الارهاب".
تصريحات قادة الاتحاد قابلها بيان من رئاسة اقليم كردستان ذكر فيه ان الأسلحة والذخيرة التي وصلت فجر الاثنين الى كوباني عبر الطائرات الامريكية هي مساعدات اقليم كردستان ولست مساعدات جهة حزبية محددة.
وقال مسؤولون بالحزب الديمقراطي ان تلك المساعدات قدمت باسم شعب كردستان وهي ليست مساعدات الاتحاد الوطني فقط. وان رئيس الاقليم مسعود بارزاني بذل جهودا كبيرة من اجل ايصال المساعدات لكوباني، متهمين الاتحاد الوطني بتشويه الحقائق لأهداف حزبية.
ولم تقتصر السجالات بين مسؤولي ومؤيدي الحزبين فقط والذين ملؤوا مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف التعليقات الهجومية المتبادلة، بل تعداهم لتشمل حركة التغيير، التي تساءل عدد من اعضائها عن كيفية قيام الاتحاد الوطني بارسال اسلحة "باسمه ومن حصته"، وهل كان هو الصاحب الحقيقي لتلك الأسلحة ام انها اسلحة شعب كردستان.
آخر الجهات المتداخلة كانت وزارة البيشمركة التي يديرها وزير من حركة التغيير، أكدت بدورها أن الأسلحة سلمت عن طريق وزارة البيشمركة كونها المشرفة على كل الأجهزة القتالية في كردستان.
بين السجالات حقائق واضحة يعرفها الجميع:-
- الأحزاب الكردية تتقاتل اعلاميا وسياسيا على تبني عملية ارسال أسلحة الى مدينة كوباني، لأهداف حزبية خالصة، كما هي تخوض معارك حزبية في كل مفاصل الاقليم الادارية وفي كل المؤسسات الهشة، بما فيها المؤسسات الحساسة التي لا تقبل القسمة على اثنين تحت اي ظرف.
- الأسلحة التي يتحدث الجميع عنها، ويدعي عائديتها له، في غالبيتها هي اسلحة امريكية سلمت لكردستان في اطار دعم جهود محاربة الارهاب، ونقلها الطيران الأمريكي الى سماء كوباني والقاها بالمظلات للمقاتلين الكرد هناك.
- لا يوجد جيش موحد في كردستان. هناك وحدات قتالية حزبية تابعة للاتحاد الوطني واخرى تابعة للحزب الديمقراطي، وكثيرا ما ترفع تلك الوحدات اعلاما حزبية، ووزير البيشمركة لا يملك عمليا على الأرض الا صلاحيات محددة وشكلية.
- لا يوجد جهاز امني موحد في كردستان.
- لا توجد حكومة موحدة متكاملة الحلقات تعمل وفق بناء مؤسساتي وتعتمد على خطط استراتيجية وتصدر قرارات تنفذ في كل مناطق كردستان، بل مازال القرار الحزبي والاداري في "ولايتي اربيل والسليمانية" مستمرا رغم مرور نحو عشر سنوات على الاتفاق الاستراتيجي ونحو 16 سنة على اتفاق توحيد حكومتي الاقليم السابقتين.
- البرلمان الكردستاني مؤسسة ضعيفة عاجزة عن التأثير وخلق التغيير والاصلاح، الذي يتحدث عنه جميع الكرد ويطالبون به كحاجة ماسة.
- مازالت المكاتب السياسية للاحزاب الكردية الرئيسية هي من تصدر القرارات وتدفعها للبرلمان والحكومة لتقرها.
- مازالت المؤسسات بحدها الأدنى غائبة، ومع غيابها تشتد الحاجة الى الاتفاقات الاستراتيجية الثنائية والثلاثية والخماسية بين الاحزاب الكردية من اجل توزيع السلطة وادارة الاقليم الطامح ليتحول الى دولة.
مع تلك الحقائق، لا نستغرب ان أي وفد دولي امريكي او اوربي، وأي وفد اممي، وأي وفد عراقي يأتي الى الاقليم لمناقشة أي أمر، لا بد ان يمر عبر بوابتي اربيل والسليمانية معا، فعليه ان يزور اربيل وبعدها السليمانية او يفعل العكس، ففي النهاية لا يوجد قرار كردي واحد، بوجود مركزين لصناعة القرار، الأول يتأثر بايران ويقر سياساته وفق توصياتها، والثاني يتأثر بتركيا وعليه ان يوائم سياساته مع سياساتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا