الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة الرفوف

ماجد فيادي

2005 / 8 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أريد أن انطلق من فكرة مفادها , أن الشعب العراقي من الصعب أن يقاد, وأتمنى أن لا انقلب في آخر المقال على هذه الفكرة, أملاً في انحياز الشعب لمصالحه والانتصار لإرادته, فقد استغل صوت الشعب بعد أن دفع وباستعجال إلى الانتخابات, هذه الانتخابات التي أيدتها وعملت على إنجاحها من موقعي المتواضع كمواطن عراقي, لا لشيء إلا لأنها أصبحت واقع حال لابد منه, وبعد إصرار من بعض القوى العراقية عليه, وإمكانية استغلال فشل الانتخابات من قبل قوى الظلام, اليوم وقد ظهر القادة الجدد للشعب العراقي, انتظرنا منهم حل مشكلات الشعب والخروج به إلى الحياة المدنية والحضارة و التكنولوجية, استناداً إلى التاريخ النضالي لهؤلاء القادة ضد الدكتاتور صدام, وفي عودة سريعة إلى الفكرة الأولى فان الدكتاتور وعلى مدى عقود لم يستطيع أن يروض الشعب العراقي على ما يريده هو, والدليل السجون المليئة بالسياسيين, والقوات الثائرة في كردستان و الاهوار و العمليات الخاطفة في المدينة ضد الرفاق الحزبيين ورجال الأمن الصدامي, وغيرها من مظاهر التمرد وعدم الرضوخ, هذا وذاك مما يجعلني انطلق بثقة من هذه الفكرة, اليوم وما ترتب على نتائج الانتخابات وظهور قادة جدد على الساحة العراقية, وبرصدنا لأدائهم, نرى أنهم يتعاملون بطريقة ملتوية مع الشعب العراقي, خاصة في مرحلة كتابة الدستور, فالبرامج الانتخابية التي طرحت وحصلت القوائم كما تدعي على الأصوات من خلالها, لم ترى النور, بل جرى الالتفاف حولها, وركنها على أول رف من رفوف السياسة الجديدة ( سياسة الرفوف), ولجوء المتبارون إلى خلق إشكاليات يلعبون بها كأوراق رابحة وقت الشدائد, ومن ثم ركنها على الرف بعد انتهاء الجولة, الأمثلة عديدة على ما أقول والشعب العراقي يمتلك من العقلاء ما يجعلني استعين بهم لتعداد هذه الأمثلة, لكن لابد من أن أقدم لكم بعض هذه الأمثلة
1. فدرالية الوسط والجنوب.
2. العراق يتكون من قوميات مختلفة من ضمنها الفرس.
3.إصدار فقرات في الدستور تخص المرجعية الدينية.
4. جمهورية العراق الإسلامية الفدرالية.
5. قانون إجتثاث البعث.
وغيرها من التقليعات التي وصل بها الخلاف بين الأطراف المتبارية إلى ( 66) فقرة خلافية, كانت تنقص وتزيد كالمد والجزر في اللقاءات اللاودية.
بالمناسبة هذه الرفوف يمتلك منها اغلب الأطراف المتبارية مع الاختلاف في كمية ونوعية استغلالها, لكن لا يمكن أن نشمل الجميع في سلة واحدة, والي على رأسه بطحة يتحسسها, هذه الرفوف توسعت وكبرت مع توسع موسم العمل, حتى صار احدها مخصص لان يجلس عليه الشعب العراقي, فنحن نرى أن القرارات أصبحت تأخذ بدون الرجوع إلى مصالح الشعب بشكل عام, بل إنها قرارات فئوية, ضيقة, ذات اتجاه واحد, تتجاهل في معظمها الآخر, لاغية حقه في الشراكة بالمواطنة, وقد وصل الحال ببعض الإطراف المتبارية إلى اللعب الخشن, مرة بالعنف , وأخرى بالتكفير, وثالثة بالتكذيب, حتى وجدنا أنفسنا نستمع إلى قادة من الدرجة الكذابة, يلجئون إلى رفوفهم كلما اشتد الحال بهم, حتى سقطت المصداقية عنهم.
اليوم وقد قدمت مسودة الدستور العراقي إلى الجمعية الوطنية, وبعد جولات وصولات, واتهامات, وتكذيب, وتهديد, وإلغاء, وتهميش, ووعود بحلول ترضي الجميع, نرى دستورا مرقع بين الأطراف المتبارية, فمن جهة, الإسلام مصدر رئيسي للتشريع, ومن جهة التشريع يحترم مبادئ الديمقراطية, لا تمييز بين المواطنين على أساس اللون والجنس والعرق والدين, ومن جهة أخرى تعامل المرأة على مبادئ الشريعة الإسلامية. أتوقف هنا فلو استمريت فسأعدد أهم فقرات الدستور, وفي عودة إلى سياسة الرفوف, وبمقارنتها بما جرى على مدى اشهر من فرض الانتخابات إلى يومنا هذا, نرى إن الشعب قد استخدم في المراحل المفصلية من الجولات, في استخدام السيد وصوره في الحملة الانتخابية إلى التظاهرات المليونية المؤيدة والرافضة لحال ما إلى تقديم إغراءات بتعيينات وبالواسطة إلى زيادة رواتب إلى فصل موظفين على الهوية الدينية والقومية والحزبية إلى ( لا اعتقد إن هذه الأمور تخفي عليكم), وفي الختام تجاهل كامل للشعب في كتابة الدستور كأنه لا يملك الحق بالتصويت, فان فشل الدستور في الحصول على موافقة الشعب, فلسان حال المتبارين أنني فعلت ما أستطيع وقدمت التنازلات من قضايا الرفوف قدر المستطاع, لكن الطرف الآخر هو المتعنت, وهو من يتحمل الذنب.
أين الشعب العراقي, انه يجري خلف الرزق, بين ألغام الإرهاب, ومفخخات القتلة, وبحثاً عن الوقود, والماء, ودفع إيجار خط كهرباء من المولدة الأهلية.


في نفس المكان لكن في زمن ذهب و بدون رجعة لكم هذه القصة.
في معركة بين قوات الدكتاتور صدام وقوات الأنصار الشيوعيين على احد جبال كردستان الحبيبة, حوار بين اثنين من الأنصاريين.
سكت صوت النار والرفيقان في استراحة معركة
الأول : هاوري( رفيق باللغة الكردية) عباس أنت ليش تبكي هوايه من تعرف احد رفاقنا استشهد.
الثاني : رفيق آسو استشهاد رفيق يعني شمعة اطفئة, يعني الظلام صار اكبر, وأنا أخاف الظلام.
نظرة طويلة ملئها الكلمات بين الرفيقين ثم عودة إلى جحيم المعركة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج