الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذبحة المماليك القادمة في مصر

عماد عبد الملك بولس

2014 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


(معركة مصر الشرسة القادمة: مذبحة مماليك بأيدي الشعب)

منذ مائتين و ثلاثة أعوام، وقعت مذبحة القلعة، وكما جاء في كتاب "تاريخ عصر المماليك" لعبد الرحمن الرافعى: "قام محمد علي بدعوة أعيان المماليك إلى احتفال كبير بمناسبة تنصيب ابنه طوسون على رأس حملة متجهة إلى الحجاز لمحاربة الوهابيين، وقد لبى المماليك الدعوة وركبوا جميعا في أبهى زينة وأفخم هيئة، وكان عدد المدعوين حينها يزيد على عشرة آلاف شخص من كبار القوم ومختلف الطوائف، وسار الاحتفال على ما كان عليه الحال حينها في مثل هذه المناسبات من طعام وغناء إلى أن نادى المنادي برحيل الموكب، فعزفت الموسيقى وانتظم قرع الطبول، عندئذ نهض المماليك وقوفاً، وبدأ الموكب يسير منحدراً من القلعة، وكان يسبق المماليك كوكبة من جنود محمد علي ومن ورائهم كان يسير جنوده الفرسان والمشاة وعلى إثرهم كبار المدعوين من أرباب المناصب المختلفة.
سار الموكب منحدراً إلى باب العزب، ولم يكد هؤلاء الجنود يصلون إلى الباب حتى ارتج الباب الكبير وأقفل من الخارج في وجه المماليك وتحول الجنود بسرعة عن الطريق، وتسلقوا الصخور على الجانبين، وراحوا يمطرون المماليك بوابل من الرصاص، أخذت المفاجأة المماليك وساد بينهم الهرج والفوضى، وحاولوا الفرار، ولكن كانت بنادق الجنود تحصدهم في كل مكان، ثم انهالت الطلقات مدوية من أمامهم ومن خلفهم ومن فوقهم تحصد أرواحهم جميعاً بلا رحمة، حتى قيل أن عدد القتلى في هذه الواقعة قارب الخمسمئة ومن نجا منهم من الرصاص فقد ذُبِح بوحشية،فقد سقط المماليك صرعى مضرجين في دمائهم، حتى امتلأ فناء القلعة بالجثث، ولم ينج ــ كما يقال ــ من هذه المجزرة سوى أمين بك....."


و المطلوب من الشعب المصري اليوم ليستكمل تحرره، التحرر من المماليك الحاليين جميعا، الذين لا ولاء لهم إلا لأنفسهم أو لمالكيهم، و أتمني علي المصريين الذين يشتكون أحوالهم ليل نهار و يملأون الفضاء بالشكوي و التباكي علي سوء أحوالهم، أن يعلموا – أولا – أن أمرهم في أيديهم إلا إذا قرروا عكس ذلك فتبعوا المماليك و تدينوا بدينهم، و باعوا أنفسهم للأوهام العديدة التي تملأ عقولنا.

و أري أن الانتخابات النيابية القادمة فرصة وحيدة لن تعود إلا بأثمان أغلي من التي ندفعها منذ أكثر من عشرين عاما من التيه و الانخداع و التوهم، فبدأ الشعب المصري بكل طوائفه يبيع حلمه لمن يدفع وهما أكثر، و بدأت كل الطوائف تفعلها واحدة بعد الأخري، الساسة و أهل الفكر و أهل المال و الأعمال، و حتي أهل العلم و الدين إلا من رحم ربي، و تحولت النخبة إلي مماليك تبيع كل شيء لمن يدفع....

و لا حجة للمصريين الآن بعد أن اكتشفوا أنهم كادوا هم و بلادهم أن يصبحوا سلعة يشتريها كل من يخدع و يدفع، في أن يخدعهم مملوك يدعي البطولة أو العلم أو الوطنية، لا بديل للمصريين اليوم إلا أن ينتصروا علي من يحاول بيعهم، و أولهم أوهامهم !!! و أكبر هذه الأوهام أنهم ضعفاء، تقتلهم قنبلة هنا و يخيفهم حريق هناك و تفتنهم خدعة تٌلقي كالنار بين ظهرانيهم...

لا حجة للمصريين الآن، بعد أن قيض الله لهم قائدا وطنيا، إلا أن يذبحوا كل من خانهم و يخونهم و يحاول أن يبيعهم الوهم في البرلمان القادم، فلا تحالفات و لا مؤامرات و لا جيوش و لا فتن ستؤثر في المصريين إلا إذا آمنوا بها !!! و أدخلوها بيوتهم و ملكوها أمرهم في برلمانهم القادم. أي أن وحدهم المصريين يستطيعون هزيمة أنفسهم إذا استمروا في الانخداع و خضعوا للظلم و خافوا من ضعفهم الذي يحاول كل أعدائهم أن يخدعوهم به.

فقط إذا آمن المصريون أنهم في تحدٍ لا سابق له في عمر بلادهم يستلزم منهم كل انتباه للمعركة التي لا هدف لها إلا تشتيتهم و تفريقهم و إضعافهم ثم زرع الفتنة بين الفرقاء ليقضوا علي بعضهم البعض، فقط إدراك التحدي هذا يستطيع أن يحرر عظمة المصريين كما حدث من قبل مراتٍ عديدة.

إذن يا إخوتي لا حل لنا إلا انتخاب مجلس نيابي وطني خالص للمرة الأولي منذ عقود، يستطيع أن يتكامل مع القائد الوطني – عبد الفتاح السيسي – و لا "يفرعنه" كسابقيه و لا يفسد عليه قيادته، بل يزيده حكمة و يرفع أداءه بحكومة حقيقية ليست كحكومات الموظفين الذين مهما كانت وطنيتهم لن يستطيعوا إدراك عظمة هذا الشعب إذا عمل، و لن يستطيعوا فهم قدره إذا تعلم و علم، و لا طموحاته إلي عيش كريم لأصغر و أضعف أفراده.

فمهما اشتكينا من الحكومة، فبيدنا تغييرها قريبا جدا، و بيدنا اكتشاف كنوزنا التي يجهلها و يتغابي أو يتعامي عنها جميع المسئولين و ذوي السلطة، أننا نبذل الغالي و النفيس في سبيل بلادنا و أولادنا ليحيوا حياة أفضل من التي نحياها، و يهون العرق و الدم في هذا السبيل، و لا شيء يستطيع تشتيتنا عن هذا الهدف إذا ما تماسكنا و لفظنا مماليكنا.-

لا بديل إذن عن مذبحة مماليك سياسية في الانتخابات القادمة، لنتخلص تماما من كل من لا يؤمن بمصر و بشعب مصر، لنتخلص من كل من يستهين بهذا الشعب و يستسهل بيعه و التجارة في مستقبله و ضربه من وقت لآخر ليتبدد فرقا و شراذم و شظايا لا نفع بها، بل و يدبر المعارك و يفتعل الخصام و يشعل الفتن ليحرقه بنار آثمة دائمة بأيدي أعدائه.

و لا تخشوا شيئا يا إخوتي، فلا يقدر أن يوقفكم أحد إذا أردتم إلا الله، و الله نفسه لابد أن يستجيب لنا إذا ما توحدنا في دعائنا له، هذا إيماني بالله و إيماني بنا.

فلنذبح كل بيع لمصر فينا قبل هذا العمل الجليل العظيم الذي يجب أن نقوم به، فهو عمل غير مسبوق، و خطوة لا أخطر منها علي مسار الإنقاذ و بناء مصر الذي بدأناه.

فهل نذبح المماليك في النتخابات القادمة أم يذبحنا المماليك دهورا بعد هذا؟؟؟؟؟

القرار لكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل