الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل اصيب السيد أردوغان بمرض (الكوبانوفرينيا)؟

عبدالله جاسم ريكاني

2014 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



هل هناك حالة اخرى تشبه حالة تركيا، تسعى فيها دولة ما، لأن تصبح قائدة اقليمية، و مع هذا تقوم، بأعمال و تصرفات و سياسات غير منطقية وواقعية سياسياً، و تثير الشكوك و الاسئلة الكثيرة حول نواياها الحقيقية؟. هذا هو ملخص الوضع الحالي للموقف التركي تجاه كوباني. و مع هذا، فإن الاشخاص المسوؤلين عن هذه الحالة، و بدلاً من الشعور بالذنب، لا يزالون مصرّين على مواقفهم.

لقد ثبت بما لا يقبل الشك، بأن حكومة السلطان اردوغان و من خلال تعاملها مع أزمة كوباني، لا تمتلك سياسة واقعية و عملية للتعاطي مع الواقع الجديد في سوريا عامة و في كوردستان روزآفا خاصةً. حيث تتلخص السياسة التركية في هذا الصدد فقط بالهواجس و الوساوس الاردوغانية الشخصية المزمنة تجاه و ضد الرئيس السوري بشار الاسد. إذ، لا همّ له الآن سوى المطالبة و بشكل عصابي ووسواسي قهري، في التخلص من بشار الاسد، حتى لو تمّ إبادة الشعب السوري بأكمله. و لقد فعلت تركيا الكثير للتخلص من بشار الاسد و خاصةً، في دعمها للمنظمات الارهابية و المتطرفة و من ضمنها داعش، و لكنها فشلت في كل مساعيها لحد الان في الاطاحة بالنظام الاسدي. و يتحمل السيد اردوغان المسوؤلية الكاملة اخلاقياً و قانونياً، عن تبعات الحرب الطائفية والاهلية في سوريا طيلة السنين الثلاث الماضية.
سوريا الان بلد مقسم و محطم و الالاف من شعبها قتلوا و الملايين منهم شردوا و ليس هناك من أمل لانتهاء هذه المحنة في الامد القريب، و حتى بعد الاطاحة بالاسد، ستبقى مسوؤلية السيد اردوغان قائمة و من الصعب جداً ان تعود علاقاته مع الشعب السوري و روسيا و ايران الى سابق عهدها.

لماذا انتهجت جكومة حزب العدالة و التنمية سياسة متناقضة و متعارضة مع المجتمع الدولي حيال كوباني؟ و في النهاية اذعنت و استسلمت للمطالب الامريكية بخصوص كوباني؟ الاجابة على هذا السؤال تعتمد على موقف حكومة حزب العدالة و التنمية من داعش.
من الواضح جداً، بأن حكومة السيد اردوغان تجد صعوبة بالغة في وصف داعش بالمنظمة الارهابية و أنها تشكل تهديداً للسلم العالمي. و لهذا السبب، لم تجد حكومة اردوغان اية مشكلة في هجمات داعش على كوباني، و بقيت متفرجة و لا ابالية على الرغم من علمها، بأن داعش سوف ترتكب مجزرة رهيبة بحق سكان كوباني، و ستنهي ما تسمى بعملية السلام مع كوردستان الشمالية، فيما لو تمكنت لا سامح الله من احتلالها.

ما هي جذور الموقف التركي تجاه كوباني؟ و هل تدرك تركيا، عواقب سياستها الوخيمة هذه؟ و هل من الممكن ان تكون الاستخبارات التركية و حزب العدالة و التنمية و اردوغان، قد طلبوا من داعش، احتلال كوباني كجزء من صفقة اطلاق "اسرى" القنصلية التركية في الموصل؟ او بعبارة اخرى، هل كان هجوم داعش على كوباني، استجابة للطلب التركي باحتلالها؟.
و لكن وبالمقابل، فان اردوغان و حكومته، يلقون باللوم على رئيس حزب الشعب الديموقراطي التركي، السيد صلاح الدين دمرتاش، على المظاهرات العنيفة و الدموية التي قامت في مدن كوردستان الشمالية ضد المواقف السلبية للسيد اردوغان و حكومته من كوباني. و شنّت الصحف والقنوات الاعلامية الموالية للحكومة، هجوماً شديداً على دمرتاش و حزبه، علماً ان السبب الرئيسي للمظاهرات كانت التصريحات غير المسؤولة و المتعجرفة للسيد اردوغان و قادة حزبه ضد كوباني و صمودها البطولي.

لقد قام السيد اردوغان بالزيارة الاولى له محلياً، الى مدينة غازي عنتاب في السابع من شهر ايلول، وصرّح فيها، بأن حزب العمال الكوردستاني هو الآخر حزب ارهابي مثله مثل داعش، و بأن كوباني ستسقط لا محالة في ايدي داعش. هذا التصريح، هو الذي اثار غضب الشعب و الشارع الكوردي و دفعه الى القيام بالمظاهرات الصاخبة. لقد كان صعباً السيطرة على مشاعر المتظاهرين بسبب التصريحات غير المسؤولة لاردوغان. و حتى لو لم يقم حزب الشعب الديموقراطي و السيد دمرتاش بالدعوة للتظاهر، فإن الجماهير كانت ستندفع الى الشوارع عفوياً و بدون اي تردد بسبب استفزازات السيد اردوغان و قادة حزبه لمشاعر الشعب الكوردي في جميع ارجاء كوردستان.
يبدوا بأن تركيا، ستدفع الثمن غالياً، جراء العجرفة و العقد و الهواجس و الوساوس التي يبدوا ان السيد اردوغان قد اصيب بها، من جراء البطولات التي سطّرها الكورد في كوباني و فشل سياسته في الاطاحة بالنظام السوري. انها (الكوبانوفرينيا، على وزن الشيزوفرينيا)، و لا اعتقد انه سيجد علاجه من هذا المرض على يد اطباء داعش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو