الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياحة في أقاليم الفكاهة والحزن

جبار وناس

2014 / 10 / 24
كتابات ساخرة


سياحة أولى
------------------ : - سيارات عديدة مزركشة بألوان وصور المرشح - بحران بهاري الخنفش - راحت تجوب مناطق وشوارع الحي المنسي ، بعض من هذه السيارات عليها مكبرات الصوت تصدح بالاغاني والاهازيج ، ومن شدة الأصوات وتداخلها لم يتمكن سكان الحي من فرز وتمييز ما تقول هذه الأهازيج الا أهزوجة واحدة بدت طاغية ومكررة يقول مطلعها : ( بحران عز ابلادي - يغني الجبل والوادي )، وأهزوجة أخرى مطلعها : ( ابحبك يا بحران حينا ما انسه - يا خير الأيام وابحينا مسه ) ، هذا في حين كانت سيارات أخرى ترمي على المارة علبا من الحلويات والبسكت المجفف والمطعم بملوحة هادئة ، هذه الفعاليات اشتملت على مناطق ( العدس - الطين - التنك ) ، وبقيت منطقة - اللازوردي - فقد جابتها سيارة داينه كبيرة محملة بكميات من الدجاج المجمد مغبأة بكارتونات ملونة بصور المرشح وتحتها عبارة تقول : ( انتخبوا الخنفش هو الضوء قادم اليكم ) ، كانت السيارة تتحرك ببط وما أنفك الفتية المتحلقون على ظهرها يرمون على المارة والجماهير الواقفة على جانبي الشارع بكارتونات الدجاج ، عندما وصلت السيارة الى أحد الشوارع الفرعية حيث كان يخلو من الناس بدأت بسير أسرع ومن أحد البيوت خرج رجل يرتدي دشداشة سوداء وعلى رأسه يشماغ مائل الى الاصفرار وراح يركض وراء السيارة وينادي بصوت مرتفع : توقفوا ارموا لي كارتونا واحدا من دجاجكم أعزكم الله ، الفتية راحوا يلوحون لسائق الداينة بالفتور والتوقف ، زاد الرجل من سرعته باتجاه السيارة ، السائق يضغط على الكابح ، الرجل بدأ يقترب من السيارة ، أحد الفتية رفع كارتونا وقذفه باتجاه الرجل ، اصطدم الكارتون في صدر الرجل ، خر الرجل مغشيا عليه ، تجمع الناس حوله ، بعض منهم راح يقلبه على ظهره ، بعضهم الاخر دخلوا في مداولة وضعه الحرج ، فيما أشار أخرون على حمله الى أقرب مستوصف في الحي ، الرجل بدأ بالتكور ويخرج أصواتا غير واضحة ، تقرب عليه بعضهم ، راح الرجل يتقيأ ، صاح بعضهم : أحملوه فهو يموت ، انطلقت السيارة بسرعة فائقة والفتية يلوحون بأيديهم الى المتجمهرين حول الرجل ، نهض الرجل ، أخذ ينظر الى المتجمهرين من حوله ، مسح بطرف اليشماغ بعضا من طبقة القيء المتجمع على صدره ، حمل كارتون الدجاج وركض باتجاه السيارة االمنطلقة ويصيح بصوت عال : الله لا يعزكم والله ما أنتخب صاحبكم .

سياحة ثانية
-------------- : - بعد يوم انتخابي مضن قضاه المرشح بحران في التجول شملت مناطق الحي المنسي الاربعة بمعية كبير المقربين منه والمسؤول المباشر عن حملته الانتخابية أبو الشجر المعلا عاد الى بيته وسط ارتفاع غير مسبوق لدرجات حرارة لاهبة ، طلب من أبنه الاكبر ( خنفش ) أن يحضروا له طعام الغداء ، راح يمسح العرق المتجمع على وجهه ويقول : ما الذي يحصل ؟ حرارة غير معقولة والناس تطلب منا الكثير وهذا من حقها علينا فنحن أملها لنعبر سوية الى الضفة المقابلة ومن الله جل وعلا النصر المؤزر ، دخل الاولاد يحملون طعام الغداء ، فقال لأبي الشجر المعلا ومن معه : هيا توثبوا الى طعامكم هنيئا لكم ، راح يطوف بنظراته زوايا وأركان غرفة الاستقبال فوقع نظره على المحرار المعلق أمامه فقام وأمسك به وقال لولده خنفش : هاك المحرار واخرج به الى حديقة المنزل لنرى كم وصلت درجات الحرارة في هذا اليوم ؟ حمل خنفش المحرار وخرج به الى الحديقة فسمعوا صوتا مدويا هرعوا الى الخارج فقال لهم خنفش : لا تخافوا فهذا صوت المحرار الذي أنفجر بشدة وكأنه يعلن عن احتجاجه فأنتحر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??