الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


 أحمد زيادة يكتب: سيادة الرئيس السيسي، انتباه!!

أحمد زيادة

2014 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


سيادة الرئيس، انتباه. هناك ما كان في الماضي ومازال ولن يرضيك.
أصغر الأمور تجهد المواطن البسيط المكافح الذي يسعى لإنجاز مصالحه التي تتطلب منه أن يذهب إلى هيئات الدولة وإدارتها المختلفة لاستخراج أوراق كشهادات الميلاد والوفاة والزواج والقيد العائلي والفيش وغيره من تلك الأوراق كمثال مبسط.
المشكلة لا تكمن في استخراج تلك الأوراق وغيرها، فتلك ما تثبت للحكومة حالة المواطن الحقيقية ليظل النظام الإداري المركزي على مستوى الجمهورية المصرية تحت السيطرة؛
المشكلة الحقيقية في جملة واحدة يضطر المواطن البسيط القادر وغير القادر على استخدامها لتخليص أوراقه ومصالحه في أي منشأة حكومية، وهي: "شوف يا باشا المصاريف اللي تطلبها وأي مصاريف زيادة وأنا تحت أمرك".
تلك الجملة سبقتها جملة الموظف الحكومي: "روح هات ....... وودي.... وتعالى، وبعدين اختم، وبعدين..... " أو: "السيستم مش شغال دلوقتي" أو: "تعالى استلم كمان أسبوعين".
تلك المشكلة لها عدة أسباب، ولها أيضا حلول كثيرة.
لا أستطيع إلقاء اللوم بشكل كامل على موظف الحكومة الذي تعود منذ قديم الزمن على عدم أداء عمله بشكل كامل إلا بعد الحصول على رشوة يجملها لنفسه بتسميتها: إكرامية؛ بل وحتى من يتم تعيينه حديثا في تلك المصالح الحكومية تشعر وكأنه جاء جاهزا للسير على نهج مدارس كلاسيكية قديمة ابتدعت منذ أيام النظام البائد قبل 25 يناير، وكأنه يرث صفة نمت وظهرت في جيناته دون ذنب له.
وتلك هي الحقيقة، فضعف مرتبات هؤلاء الموظفين بشكل جنوني تدفعهم لذلك ليستطيعزا أن يأكلوا ويشربوا فقط، ولا أعتقد أن حدا أدنى للأجور كال( 1200 جنيه) يمكن أن يكون كافيا؛ ليس لموظف، بل حتى لفلاح يحصد الخضروات يوميا من أرضه ولا يأكل وأسرته سوى الفول والبيض!!
النتيجة أن الموظف يرتشي ويظل ناقما على عيشته، والمواطن لا تكون نتيجة ذلك في داخله إلا أن يقول: "بلد بنت .....مبتمشيش غير بالفلوس، وموظفين حكومة ولاد....... مرتشين" .
آسف يا سيادة الرئيس، فلا أقصد الإهانة أو التجريح في أحد، وإنما أقصد لفت نظركم إلى أمور صغيرة ربما لم ترى حكومة من الحكومات أهميتها، وربما كان ردهم تقليديا كما عهدناه على مر سنين: "أي مواطن يقابل حالة زي دي يبلغ"، "الكلام ده مش موجود"، أو "ده عيب الموظف اللي عايز رشوة وعيب المواطن اللي عوده على كدة".
الحقيقة، أن تكرار هذا الأمر مع مواطن يقتطع جزءا كبيرا من مرتبه ليطعم أولاده مرة كل شهرين "كيلو لحمة"، يسبب له ضيقا من المسؤولين، وكفرا بالوطن، وبمن يدير الوطن!!
هو من تكرار هذا الموقف وتكرار سبه ولعنه في وطنه، يصدق أنه يكره الوطن ويتمنى غيره؛ بالضبط كمن يكذب على نفسه ويكرر الكذبة فيصدقها!!
أنتقد أزمة صغيرة تسبب آثارا نفسية سلبية عظيمة في صدورنا، وكما أنتقدها لا بد وأن نفكر في حلول إيجابية عشان "مزاج المواطن" المستعد ﻷ-;---;--ن يتحمل الكثير، ولكنه يأبى أن يرغم على ما لا يصح أن يرغم عليه ويأكل عليه حقه، ﻷ-;---;--ن كرامتنا بتوجعنا يا سيادة الرئيس ونحن المصريين نحمل الكرامة كما تعرفنا وتعهدنا من قرون القرون، وهو سر قوتنا ووحدتنا وفخرنا ونصرنا وقوة أولاد جيشنا.
أما عن بعض الحلول فهناك الحل التقليدي وهو زيادة مرتبات قطاع الموظفين الحكوميين تحديدا وكأولوية قبل غيرهم، مع وضع عقوبات وقوانين رادعة تصل عقوبتها للسجن المشدد، مع تحديد مكافآت تشجيعية لكل من يثبت حالة تكاسل أو رشوة لموظف حكومي اختص في عكننة مزاج مواطن وتعطيل مصالحه.
وعن الحل الاقتصادي والسهل الممتنع، فمن الممكن عمل برنامج شبكي مركزي متكامل على مستوى الجمهورية يخزن جميع البيانات الخاصة بالمواطنين ويربط بين جميع الوزارات والهيئات المختلفة التي تملك تلك البيانات وبين موقع أو عدة مواقع الكترونية يسجل كل مواطن فيها من خلال بطاقة الرقم القومي ورقم سري يختاره، ثم يطلب كل البيانات والأوراق التي يريدها مقابل مبلغ يقوم بدفعه الكترونيا أو من خلال أجهزة كالأجهزة التي يدفع من خلالها فاتورة تليفون المنزل أو اشتراك الانترنت، ثم يقوم بطباعة تلك الأوراق التي يكون بها علامة ما بتفاصيل معينة لا يسهل تزويرها؛
أما عن عمليات أخرى لا تتطلب استخراج أوراق مثل: بيع سيارة أو نقل ملكيتها في المرور أو في الشهر العقاري يمكن حلها من خلال خدمة رسائل للمحمول العادي، يقوم المواطن بإرسال رسالة فيها بياناته كاملة بشكل معين وسري وآمن ثم يقوم بعملية البيع أو نقل الملكية باسم الشخص الآخر ليتم التخزين مباشرة بقاعدة البيانات من خلال نفس البرنامج، ومقابل رسوم تخصم من رصيده وتدفعها شركة المحمول للحكومة.
هذا مثال بسيط لتطبيق تلك الحلول بشكل عام، وبذلك نكون قد وفرنا عناء مواطن تعب من ضمور الضمائر وتفشي فساد انتقل جينيا بين مواطنين آخرين. 
ما سبق هو المشكلة وجزء من حلها لتحسين مزاج كل المواطنين، وكسب رضاهم في أبسط الأمور التي سيؤدي تراكمها مع تراكمات أخرى إلى سخط عام وكفر بالوطن؛
ما سبق داء حقيقي مررنا به كثيرا ومازلنا، فاضططرت وغيري لأخذ دواء خاطئ لبعض الوقت لإنجاز مصالحنا التي كادت تتوقف.
ما سبق يحمل دواءا حقيقيا لعلاج المرض؛ وشبابنا فيه العلماء والعباقرة القادرين على تطبيق تلك الحلول ووضع النظام الشبكي الكامل والفوري القادر على استيعاب تلك الملايين من المعلومات لانقاذ اخوته الغلابة من المصريين .
تحياتي يا سيادة الرئيس.
اللهم بلغت اللهم فاشهد

facebook.com/Zidooo








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات