الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهم الوطن وليس الحركة الشعبية

كور متيوك انيار

2014 / 10 / 25
السياسة والعلاقات الدولية


اجتماع فرقاء الحركة الشعبية في تنزانيا ومحاولتهم التوصل الى صيغة لاعادة توحيد الحزب الذي تمزق وانقسم بين قبيلتين ، خطوة يستحق الحكومة التنزانية الاشادة عليها ، وهذا ليس بالامر العجيب والغريب لان تنزانيا كانت هي الارض التي احتضنت الرسول د. جون قرنق في جامعة دار السلام ومن هناك تلقى كافة انواع المعارف حول الثورة والتحرير ، وتعرف في جامعة دار السلام لاهمية اعادة كتابة التاريخ ليعكس حقيقة افريقيا وليس الحقيقة الذي كان يريدها المستعمر ولقد استفاد قرنق ايما استفادة عبر التواصل مع الكثير من المفكرين والطلاب الافارقة الذين عاصروا فترات الستينات .
وإن كان هناك من يهتم لامر الحركة الشعبية ويقدر اهمية بقاءها متحدة بعد تلك الحرب التي قسمت الشعب الجنوبي بين دينكا ونوير ... الخ وجعل قطاع عريض من شعبنا يمكث في مخيمات اللجوء لعشرة اشهر ، داخل وطنه ، وداخل عاصمة بلاده ؛ إن كان هناك من يهتم لامر هذه الحركة فستكون تنزانيا وليس قادة الحركة ففي حال فناءها فستفقد تنزانيا واحد من اكبر المنظومات في افريقيا التي ساهمت في تشكيلها وهذا امر اشك إن قادة الحركة الحاليين يعرفون عنها شيئاً ؟ رغم كل هذا الخراب في البنية التحتية الفقيرة في الاصل ، رغم الغبن والكراهية الذي يعتمل نفوس المواطنين قبائلاً إلا إن هذا لايمنع السياسيين ووزراء الحكومة في الحديث عن نجاحات حققوها بينما لا احد يرى تلك النجاح وهذا الانجاز والاعجاز ، حكومة الحركة الشعبية ستكون واحد من افشل الحكومات التي عرفتها القارة الافريقية .
كل ما كان يقوم به قادة الحركة في الحكومة والتمرد و ( ج 10 ) كانت تفتقد إلى بعد وقصر النظر واستمرار التفكير كثوار وقادة للتحرير وليس قادة للدولة ينتظرهم مايفوق العشرة ملايين مواطن ، لتقديم الخدمات الاساسية من مياه ومدارس ومستشفيات غيرها ، لكن فكر الثورة ظلت ترافقهم من ميادين القتال الى الدولة وهذا مشكلة لايعرف احد كيف سيستمر الدولة بهذا الشكل طالما إن المواطن الجنوبي سيظل يديره هذا النوع من القيادات التي ترسخت في عقليته الفكر الثوري الذي لايقبل التوازنات والحلول الوسطية والسياسية ، حرصاً على الاستقرار وحفاظاً على ما تحقق من تنمية واستقرار .
إجتماعات تنزانيا رغم إننا لن نعلق عليه امال كبيرة إلا إنها كانت اضافة حقيقية ، وليس إضافة لانهم إتفقوا على إعادة توحيد الحركة بل لانهم ( الحكومة والتمرد ) اعلنوا عن مسؤوليتهم المباشرة للحرب ، وهذا امر في غاية الاهمية ويغلق باب الجدل حول من هو المسؤول عن الحرب ، حيث يحاول كل طرف إلغاء اللوم على الاخر وتحميله كامل المسؤولية التاريخية وهذا امر غير مقبول ولايمكن القبول به كحقيقة بل محاولة يائسة لخداع الشعب .
الاعتراف بالمسؤولية عن الحرب يعني إن انصار الحكومة والتمرد سيتوقفون عن ترديد اغانيهم الغير مستساغة عبر وسائل الاعلام ( الصحف ، الراديو ، التلفزيون ) وخاصة تلفزيوننا المسمى بالقومي ، محاولين اقناع الراي العام الجنوبي بإن الاخر هو من يتحمل إشعال نار الحرب ولقد تعب المواطن من متابعة هذا الفيلم منذ احداث ليلة الخامس عشر ، بعد اليوم نتوقع من انصار الحكومة والتمرد إن يغلقوا ملف من اشعل الحرب بإقرارهم بالمسؤولية عنها .
لماذا يتم التمسك بوحدة الحركة وماذا سيعود للمواطن من هذه الوحدة ، إن كانت إنهيار الحركة وفناءها يحقق الاستقرار والسلام وترابط النسيج الاجتماعي وعودة العلاقات الاخوية ، واختفاء الفساد والمحاباة والقبلية وسياسيي الثورة من الساحة السياسية فلتفنى الحركة ولتختفي من الوجود .
وعلى غرار الاية ( ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ) ونحن نقول : ( ماذا سينفع شعب جنوب السودان إن توحدت الحركة وخسر نسيجه الاجتماعي ووحدتها .. ماذا سينفع الشعب إن فقد الدولة وتوحدت الحركة )
يجب إن يزول الخوف المبالغ فيها مما يمكن إن ينجم من اختفاء وانهيار الحركة ، إن انهيارها سيجعل احزاباً سياسية اكثر قوة وبعد نظر ذات برنامج وطني وتنموي طموح تظهر الى الساحة الجنوبية لكنها لن تظهر إن ظلت الحركة تسيطر على عقول الشعب ، إختفاء الحركة وقادتها الثوريين سيفسح المجال لظهور سياسيين وقادة يكونوا مواكبين ومرحلة ادارة الدولة يخلوا تفكيرهم من التفكير التحريري والثوري ، وإن يركزوا اهتمامهم على البناء الوطني والقومي ، قادة لايخضعون للابتزاز من اسرهم وقبائلهم .
يجب إن يزول الخوف المرضي والتضخيم المبالغ فيها حول اهمية بقاء الحركة موحدة وقوية فلقد ثبت من خلال احداث الحرب في الفترات الماضية إنها ليست الدواء بل الفيروس والمرض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30