الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيشٌ من وَرَقْ

فاروق الجنابي

2014 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


اصبح عصيا"على جيش بمليون مقاتل او اكثر من الانتصار على"داعش" الذي اصبح بعبوعا" نتوجس منه شرا" وخيفه.
وشعر اصحابنا الجدد بالحرج من ادارة دفة الحكم بصوره صحيحه وتوهموا بان الحكم عباره عن منصب وقبض رواتب وسرقة اموال ،ولم يعرفوا ان ادارة دوله هو فنٌ وابداع وموهبه ،يحصل عليها الفرد من العمل المثابر والاجتهاد الذاتي،والآن انهم متورطون لحد الثماله وتائهون في كيفية حل مشكلة داعش الذي كشف عورتهم واعلن تخاذلهم بعد ان انكشف للملأ سوء التخطيط والاستهانه بالشعب وسوء الاداره ومسألة زج الفضائيين وجماعة الدمج في الجيش. في الزمن السابق قبل التغيير،كما يصفوه الآن،تبنى المالكي تعيين عشرات الالاف من الجنود من خلال مكتب القائد العام للقوات المسلحه ،وكان الهدف الرئيسي لهذه التعينات الزائفه هو التهيأ للانتخابات القادمه التي يستطيع المالكي الفوز بها من خلال هؤلاء الالوف المؤلفه العديمة الخبره ،من الجنود وضباط الدمج، الذين صوتوا له كردٍ للفضل على تعينهم وقبضهم رواتب لايستحقونها،ولكن الحمد لله انتبهت الاحزاب، ومعهم الشعب هذه اللعبه واجبروا المالكي على التنحي من الترشيح لرئاسة الوزراء بالرغم من حصوله على العدد الكافي من الاصوات التي تأهله ليكون رئيس وزراء لاربعة سنوات اخرى،ونقول الحمد لله ،الشعب وعى على مصائبه ولكن بعد "خراب البصره"!!.
تذكرني لعبة المالكي بالاسلوب الذي اتبعه حزب البعث قبل قيامه بثورة1968 ،فقد بدأ كبار الضباط الموجودين في الجيش والموالين للبعث من نقل الجنود والضباط المخلصين للحزب او المؤيدين له،الى وحدات مهمه ستشارك بالثوره لاحقا" ،وقد كان ماكان ونجحت ثورة 1968دون سفك دماء ولهذا سميت "الثوره البيضاء" واستبشرنا خيرا" ولكن زمام الامور فلتت بعد عام 1979 وخسرنا الخيط والعصفور لاسباب معروفه للجميع .
لنعود الى الحاج داعش وماذا يريد من عراقنا.ان هؤلاء الاقزام هم مرتزقه ارسلهم الغرب لنا لانعاش اقتصادهم من خلال تأجيج حالة حرب ثم بيع الاسلحه للعراق والمنطقه والاستفاده من تبديل اسلحتهم نحو الافضل ،والتي باتت على وشك نهاية العمر الاستخدامي لها ،حيث قدر لهذه الحرب في مرحلته الاولى مبلغ 500مليار دولار ،والحبل على الجرار. لقد فَبْرَكَتْ هذه الدول منظمتهم الوهميه داعش لهذا الغرض وباسلوب ذكي وتوقيت محكم مستفيده من الطائفيه في العراق وسوريا وسهولة اختراق جيوش ضعيفه مبنيه على الفساد الواضح في تنظيماتها !!، وليكن واضحا" ان الضربات الجويه الحاليه على الارهابيين تساعد على اطالة الحرب وتخفيف الضغط على داعش الماسك للارض باسلوب فني بعيدا" عن القصف الجوي . اربَكَنا المالكي خلال فترة حكمه ووفر لداعش ومن خلفه ،المناخ الوافر لدمار العراق باضطهاده السنه العرب وبشكل انتقامي واضح وطائفي بامتياز،حيث ان داعش توجهت نحو المناطق السنيه فقط والتي انسحب منها الجيش باوامر عسكريه غير واضحه لحد الان ،حيث كان الاضطهاد المناطقي للسنه من قبل جماعة المالكي الاثر الكبير في تهيأة الحاضنه المناسبه لداعش قسرا"، ليس حبا" بداعش ولكن كرها" بحكم المالكي وانتقاما" منه لاضطهاده لهم(عليَّ وعلى اعدائي)،وبهذا جاء على هؤلاء السنه بلاء آخر يضاف الى بلاء المالكي .
تحالف جوي واسناد ارضي(استشاري) امريكي لمحاربة هؤلاء واكثر من مليون جندي عراقي اضافة الى الحشد الوطني ،اي البطاله التي وجدت لها عمل يقتلون فيه داعش والمختلفين معهم في المذهب على حد سواء، لكي تعيش عوائلهم،كل هؤلاء مازالوا يراوحون في اماكنهم غير قادرين على ازاحة عدو مكون من افراد قذرين بلحى وسجادة دين يتبجحون بها ليحصلوا على الغنائم الشرعيه كما يدعون.
ماذا ننتظر هل نجلب لهم"كرندايزر" ام"الرجل العنكبوت والرجل الحديدي" ام نبعث لهم من جديد "سوبر مان" لكي يقضي على داعش ومن لف لفه؟ انها مصيبه ستبقى لفتره طويله اذا بقى السني لايأتمن الشيعي الذي ارسلته الدوله ليدافع عنه لان بعض هؤلاء ،واقول بعضهم ،حَوّلوا مساعدتهم في المناطق السنيه الى وحشية الانتقام وكسب الغنائم من العوائل العزل مما اربك الموقف العام والثقه المتبادله،وهذا ما اوضحته منظمة حقوق الانسان مؤخرا".
ان روح المواطنه المفقوده عند العراقيين وفقدان الثقه المستمره بين الطوائف المسلمه ،ستدفع الوطن نحو الهاويه ،ولا ارى في المنظور القريب اي امل سلام في وطننا لاننا نتوجه نحو نظام مشابه نظام قندهار مالم يكون هناك نكران ذات لاجل الوطن وبناء جيش عقائدي "فوق الميول والاتجاهات" يقوده ذوي الخبره المتراكمه وليس المليشيات المتطرفه (المُتَرزّقَه ) بحملهم بندقيه تم استعارتها من جيرانه ليحصل على غنيمه وقتيه ولتشبع فيه روح الانتقام وفق توجيه طائفي مقيت من قادته .تم التغيير وننتظر الآن مايخبأ لنا حظنا العاثر من خفايا جديده ، متمنين ان نرى ذلك في حكومة العبادي الجديده خيرا"،هذا اذا لم يغتالوه لانه يصر على بناء الدوله المدنيه التي تتعارض مع تفكير الكتل السياسيه المتطرفه الموجوده على الارض حاليا"................والسلام
فاروق الجنابي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون