الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاصلاح الاستخباراتى فى المواجهات الارهابية

مؤمن رميح
محام ومستشار قانونى وسياسي مصري

(Moamen Romaih)

2014 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


تعرض الامن القومى المصرى للعديد من الاختراقات كان آخرها حادث تفجير العريش الذى وقع يوم الجمعة الموافق 24/ 10 /2014 والذى راح ضحيته ما يقارب من 25 شهيدا من خيرة شباب مصر . ولقد القى هذا الحادث بظلاله على المشهد السياسى المصرى فذهب البعض الى ضرورة اعلان سيناء منطقة حرب والقيام بعمليات تهجير لسكانها ، وذهب الآخر الى ان الجماعات الجهادية لا بد وان يتم التعامل معها وفقا لمنظومة تصالحية والقيام بعمل مراجعات مع هذه العناصر الارهابيية تعيدهم الى رشدهم . وذهب آخرون الى ضرورة عرض كافة الارهابين على القضاء العسكرى وتشديد العقوبات عليهم لكن الحقيقة ان كلا الاتجاهين لم يعالجا المشكلة الحقيقية التى تتخفى وراء كل هذه الحوادث ، فضلا عن الاخطاء التى تكتنف هذه الاستراتيجيات المتبعة . فالاتجاه الاول والذى يدعو الى اعلان سيناء منطقة حرب والقيام بعمليات تهجير لسكانها لا يدركون انهم بذلك يمارسون جريمة ضد الانسانية وهى جريمة التهجير القسرى لمجموعات من السكان فضلا على ان قيام بعض الجماعات الارهابيية بالتعرض لعناصر القوات المسلحة لا يمكن بأى حال من الاحوال ان يؤدى الى فرض حالة الحرب بسيناء وبالتالى تهتز صورة الدولة المصرية ازاء بعض المجموعات الارهابية ، واعتقد ان هذا ما تريده هذه التنظيمات .
اما الاتجاه الثانى والذى يدعوا الى عمل مراجعات لهذه الجماعات او عرضهم على القضاء العسكرى لمحاكمتهم وتشديد العقاب عليهم لا يعلم انصاره بانهم يحاربون طرفا غير معلوم لهم وغير خاضع لايديهم سواء فى السجون او غيرها وانما هى عناصر مجهولة الهوية لا يمكن ان نحدد ماهيتها وعناصرها وبالتالى فان استعمال هذه الاستراتيجية لن يكون لها محل لان هؤلاء الارهابيين مطلقى السراح فى الفضاء المصرى . اما اعلان حالة الطوارئ على نحو ما اتخذه رئيس الجمهورية فلن يؤدى الى معالجة المشكلة الحقيقية من منبتها وانما سيؤدى اعلان حالة الطوارئ الى فرض بعض القيود على الحقوق والحريات للمواطنين دون ان تعالج الكارثة الحقيقة التى تواجهنا وهى مواجهة الارهاب وفقا للمنظومات الاستخباراتية العالمية .
وتتمثل الاشكالية الهامة التى يجب ان نلتفت حولها ولم يتعرض الاعلام لها وهو ان هذه الاعمال الارهابية لا تعبر الا عن نتيجة واحدة وهو فشل المنظومة الاستخباراتية المصرية فى الكشف عن هذه التنظيمات الارهابية وبيان حقيقة وضعها وكافة التفصيلات المعلوماتية المتعلقة بها تمهيدا لمواجهتها وفقا لمنظومة دفاعية غير تقليدية لا ترتكز على ما متعارف عليه فى المواجهات العسكرية التقليدية للقوات المسلحة المصرية . وبالتالى فان الفشل الذى منى به جهازنا الاستخباراتى بناء على الهجمات الارهابية المتتابعة يدعونا الى التفكير فى اجراء عملية صياغة تشريعية تحسن من الاداء الاستخباراتى لكافة الاجهزة المعلوماتية المختلفة


ويتجه النهج الاصلاحى للجهاز الاستخبارتى الى ضرورة العمل على تنسيق الجهود بين كافة اجهزة المعلومات المصرية ذات الاختصاص بدلا من حالة الصراع التى يشوب عملها مما يؤدى الى اخفاء كل جهاز للمعلومات التى تحصل عليها وذلك لتحسين صورته امام رئاسة الجمهورية . لذلك لا بد من تعيين مدير للاستخبارات القومية يقوم بعملية تنسيق الجهود المختلفة ولديه السلطات المالية والادارية والتنظيمية على كافة اجهزة المعلومات والمتمثلة فى جهاز المخابرات العامة والمخابرات الحربية والامن الوطنى .كما يجب انشاء لجنة قومية مستقلة على غرار اللجنة التى انشئت بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر بالولايات المتحدة الامريكية لتقوم بدراسة كافة الحوادث الارهابية وتمحيصها واصدار توصيات تكون بمثابة اجراءات تنفيذية لصانع القرار لمواجهة كافة الحوادث الارهابية مستقبلا .
ولا بد من استمرار عمليات الدعم الاستخباراتى التكاملى بين الاجهزة المختلفة للعمليات العسكرية للقوات المسلحة ولجهاز الشرطة بما يتطلب جودة ودقة المعلومات وعمل اطار تحليلى لها فى الوقت المناسب . ويعتبر مدير المخابرات القومية بمثابة المراقب العام للمجتمع الاستخباراتى فى تنفيذ عملية التنسيق بين جهود اجهزة الاستخبارات المختلفة وتقديم تقارير بشأن ذلك للبرلمان والرئاسة والرأى العام
ولا بد من تعيين خبراء لديهم القدرة على تحسين جودة التحليل الاستخباراتى لكافة المعلومات الوارة للاجهزة المختلفة حتى يتم اتخاذ القرار السليم وفقا لمنهج تحليلى استخباراتى قويم وفى اطار علمى سديد بدلا من التكهنات وقذف الاتهامات ممن ليس لهم صلة بهذه الاعمال وبالتالى تضيع الجهود وتستمر العمليات الارهابية مرة اخرى دون انقطاع .
ويجدر بنا ان نضمن تنفيذ عمليات استخباراتية انذارية ومجازية او تخيلية حتى نضمن مواجهة حقيقية للبؤر الارهابية . وتتمثل العمليات الاستخباراتية الانذارية استخدام الاقمار الصناعية و تكنولوجيا الاتصالات الحديثة فى توجيه انذار لاحتمالية القيام بعمليات ارهابية اما العمليات الاستخباراتية المجازية او التخيلية فدورها ينحصر فى القيام بعمليات المسح الجغرافى لكافة التجمعات السكانية بسيناء لتحديد العناصر الارهابية والتى تسكن داخل القرى وتقوم بترهيب المواطنين السيناويين فى حال اذا ما تم الابلاغ عنهم .
اننا لا بد وان نشخص مشاكلنا تشخيصا حقيقيا . فبدلا من البكاء على الاطلال واطلاق الاتهامات دون دليل حقيقى لاختلاف سياسى فانه سوف يؤدى الى استمرار هذه العمليات الارهابية دون الوصول الى استراتيجية استخباراتية توضح المشكلات التى نتعرض لها وسبل مواجهتها تحقيقا للامن والسكينة بين ابناء المجتمع المصرى

محام وسياسى مصرى
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجندي الأمريكي موريس مورفنت: انتماؤه الى -كاجان-، مكنه من أ


.. مرشحو الانتخابات الإيرانية: من يصل إلى قوائم الإقتراع؟




.. جنوب أفريقيا: ملف ملكية الأراضي الزراعية يلغم نتائج الانتخاب


.. خامنئي: من قام بعملية {طوفان الأقصى} أفشل المخطط الكبير للشر




.. حماس تنظر بإيجابية إلى مقترح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة