الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابن رشد الغنوشى

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


من الحقائق الغائبة عن وعى الأغلبية المثقفة أن ابن رشد أسمه الغنوشى ولأن الكثير من المفكرين لم يبحثوا فى بنوة الغنوشى هذه لكن بفحص الحمض النووى تبين أن بنوة الغنوشى بنوة غير شرعية لابن رشد، لكن يبدو واضحاً أن فوز واشد الغنوشى بجائزة ابن رشد كان وراءه أعضاء من التيار الإسلام السياسى تم أختيارهم ليختاروا الغنوشى، وأترك المزاح مع مثقفى هذه الأيام والذى لولاهم لما كان الغنوشى وأمثاله يصولون ويجولون فى ساحة الثقافة العربية، وبقراءة بسيطة لمواصفات جائزة ابن رشد للفكر الحر التى فتحت باب الترشيح لها تقول: " الاسـلام والمجتمـع المــدني - هل تتوافق فكرة المجتمع المدني الفاعل مع الإسلام كثقافة مجتمعية لتجاوز دولة الاِستبداد والوصاية والانتقال اِلى دولة الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان؟"، هذا السؤال الخبيث الذى لا ينتمى إلى عصرنا الحديث يبين أن المسيطرين والقائمين على مؤسسة ابن رشد، عقدوا العزم على تكريم الثورات العربية لأنهم يعتبروها ثورات إسلامية وهذا هو الخداع الثقافى التى مارسته المؤسسة وأوقعت فيه لجنة التحكيم لأن الفائز لا بد أن يكون إسلامياً.!!

كان من الواجب من الناحية الشرعية والأخلاقية الإعلان عن أسماء أعضاء اللجنة التى قامت بأختيار الفائز فى بيان إعلان الجائزة حتى يكون هناك شفافية مطلقة، ونستطيع معرفة إنتماءات هؤلاء الأعضاء وكيف أمكن لهم إن كانوا مثقفين حقاً أن يختاروا رجل دين أسمه الغنوشى، لذلك كانت هذه النتيجة وبالطبع كانت الترشيحات كثيرة ويمكننا تخمين مثلاً أنه كان من بين المرشحين صديق الغنوشى القرضاوى أو أردوغان أو أبو بكر البغدادى الذى أسس الدولة الإسلامية، فالمرجعية الإسلامية واحدة ومرجعية جماعة الإخوان المسلمين واحدة والتقّية صفةً تجمعهم، ويبدو أن مؤسسة ابن رشد قد تم إختراقها من التيارات الإسلامية السياسية والدليل على ذلك، أن الذين وضعوا مواصفات الجائزة طرحوا صيغة إخوانية سلفية كانت تنادى فى شعاراتها السياسية قبل الأنتخابات بأنه لا توجد فى الإسلام دولة دينية بل دولة مدنية، تستطيع الموائمة بين الفكر والموروث الإسلامى كمرجعية إسلامية مع الحداثة والمدنية، لذلك وصلوا فى تصوراتهم إلى سؤال: "هل يتوافق الإسلام مع بناء الدولة الحديثة القائمة على نتاج الفكر الانساني الذي انتج الحداثة؟ ".

لا أعرف حقاً كيف أستطاع أعضاء لجنة التحكيم الإجابة على هذا السؤال فى حيثيات تبريرهم لتطابقها مع شخصية ابن تيمية أقصد شخصية الغنوشى، لكن واضح انه منذ رجوعه إلى تونس وإلتقاءه بأردوغان الذى أكد على أن العلمانية هى مفتاح النظام السياسى، لذلك أستفاد الغنوشى كثيراً من أخطاء جماعة الإخوان المسلمين التى تسلطت فى حكمها فى مصر، وكان الغنوشى ينصحهم كثيراً بأستخدام عقولهم ولا يتملكهم الكبرياء والدكتاتورية وأستحوذوا على المقاعد البرلمانية وكرسى الرئاسة والحكومة، وكان فشلهم ساحقاً لذلك يُحسب للغنوشى أنه أشرك المدنيين والعلمانيين وغيرهم فى النظام السياسى، ويكفى أن أنقل ما كتبه الدكتور/ حبيب عبدالرب سرورى فى مقاله (توضيح حول جائزة ابن رشد 2014 ) والذى أعلن فيه أنه كان أحد أعضاء لجنة التحكيم فى هذه الجائزة، وأعتقد أنه أستعرض أسباب رفضه للشخصية التى أختارتها الأغلبية، رغم تفضيله غيرها لكنه فى النهاية كتب نقطة إيجابية تحسب للغنوشى وأخفق مثقفى وثوار مصر في حذفها من الدستور، حيث كتب:" لكني مع ذلك احترم النتيجة النهائية التي اختارتها أغلبية لجنة التحكيم، تقديرا للدور الجيد الذي لعبه الغنوشي في الوصول لدستور يساوي بين المرأة والرجل، يضمن "حرية الضمير" (أن تؤمن، لا تؤمن، أو تغير إيمانك)، ويلغي ذكر الشريعة الاسلامية في الدستور.".

لقد أحترمت كلمات الدكتور حبيب سرورى المنطقية والتى تعبر عن خطورة الإستهانة بالتمدد والإختراق المتواصل للتيارات السياسية الإسلامية، فى مختلف البلاد العربية فى الوقت الذى لا يوجد للمثقفين أى دور بارز قادر على تغيير الواقع الذى أدى بنا إلى داعش وأنصاره، وأشكر الدكتور/ حبيب سرورى، على مبادئه التنويرية الحداثية وتأكيده عليها من خلال قوله( وتنظيم دور الدين في مجتمع عربي منفتح على المستقبل، "لا إمام فيه سوى العقل" حسب تعبير أبي العلاء المعري.)، وأسعدنى جرأة الطرح العقلى للدكتور سرورى، وسط عش الدبابير!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنباء متضاربة عن العثور على حطام مروحية الرئيس الايراني


.. العراق يعرض على إيران المساعدة في البحث عن طائرة رئيسي| #عاج




.. التلفزيون الإيراني: لا يمكن تأكيد إصابة أو مقتل ركاب مروحية


.. البيت الأبيض: تم إطلاع الرئيس بايدن على تقارير بشأن حادثة مر




.. نشرة إيجاز - حادث جوي لمروحية الرئيس الإيراني