الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الدعوة الى التهجير فى سيناء تهدد الامن القومى المصرى
ابو الحسن بشير عمر
2014 / 10 / 26الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الدعوة الى التهجير فى سيناء تهدد الامن القومى المصرى
ان طرح خيار تراجع و تقزيم ديموغرافية سيناء و تداول الاعلام فكرة تحديد المنطقة " ج " كمنطقة عازلة غير مأهولة بالسكان خارج اطر و خطط التنمية الشاملة للدولة عقب الاعتداءات الارهابية المتكررة و المستمرة على قوات الجيش المصرى فى تلك المنطقة - و ذلك بديلا عن الدعوة الى التوسع الديموغرافى و تعمير سيناء و تحقيق التنمية المستدامة على ارضها - لن ينتج عنه الا تعزيز لاستراتيجيات دفاع الكيان الصهيونى و التنظيمات الارهابية فى آن واحد يقابله مباشرة تقزيم و تقويد لاستراتيجيات الدفاع و الامن القومى لمصر و قطاع غزة معا .
كما أن فكرة التهجير فى حد ذاتها تشكل تهديدا للامن القومى المصرى فاحد اهم الاسباب الرئيسية لانتشار الارهاب فى تلك المنطقة هو الخلل الديموغرافى بين ندرة السكان و ضعف و فوضوية الانتشار السكانى و بين الطبيعة الجغرافية للمنطقة و المساحات الواسعة الغير مأهولة بالسكان و التى تفتقر الى كافة مظاهر التنمية أو التطور المجتمعى .
و علينا ان نعى جيدا انه اذا ما تم التهجير و تفريغ المنطقة " ج " من السكان و خاصة قبل ان نجفف نهائيا منابع دعم الارهاب الموجود فى تلك المنطقة على الاقل سيتبعه مباشرة زيادة و توسيع حجم الدعم الخارجى من دول الصراع الى تلك التنظيمات الارهابية و تنويع اشكال هذا الدعم و ذلك بغرض اطالة و استمرار امد النزاعات المسلحة فى تلك المنطقة حتى يتم غل يد الدولة عن اعادة توطين السكان مرة آخرى بعد ان يتم القضاء على الارهاب كما هو مفترض حيث انه باستقراء و تحليل فكرة التهجير المزعومة من المنظور و الاطار الفلسفى للعلاقات الدولية نصل للنتيجة الآتية " ان استراتيجيات الحفاظ على المكتسبات و النفوذ الدولية ( الاهداف ) دائما تسمو و تعلو على استراتيجيات تحقيق تلك الاهداف من حيث الاهمية و الكلفة و الدعم كما هو الفرق بين منهج فقه الاولويات و منهج درء المفاسد على جلب المنافع فالاول للحفاظ على الهدف الذى يعد الاولوية التى يخدمها المنهج الاول اما المنهج الثانى يخدم فكرة تحقيق الهدف و الوصول اليه و يمكن أيضا أن نصنفها على انها المرحلة الحالية التى يمر بها الصراع الاقليمى المؤثر فى سيناء و انه فى حالة تنفيذ طرح و فكرة التهجير فاننا بذلك ننتقل بالصراع الى المرحلة الاخطر و الاشد تهديدا و هى الصراع حول الحفاظ على الاهداف المكتسبة المتمثلة فى تحديد المنطقة " ج " كمنطقة عازلة غير مؤهولة بالسكان و تحويلها الى منطقة نزاعات تفتقر مظاهر سيادة الدولة المصرية .
و وفقا لهذا المنطق التحليلى للصراع الاقليمى المؤثر فى سيناء يمكننا ان نبنى الفرضية الآتية و هى ان تبنى الدولة لفكرة التوسع الديموغرافى و تحقيق التنمية كآلية لمواجهة الارهاب و التطرف فى تلك المنطقة و البدء فى تنفيذ تلك الفكرة و ربطها طرديا مع تصاعد العمليات الارهابية و انتشار و توسع الارهاب سيجبر فى النهاية قوى الصراع الاقليمية التى تدعم الارهاب على التراجع عن الاستمرار فى ذلك الدعم أو على الاقل تخفيضه و ذلك لتعارض الهدف و هو تحديد منطقة عازلة مع النتيجة و هى تحقيق التنمية على الحدود المتاخمة .
و فى النهاية على الجميع ان لا ينسى ان سبب الرئيسى وراء توسع و انتشار تنظيم داعش الارهابى فى العراق هو التهجير و التغيير الديمغرافى الطائفى الذى حدث داخل العراق و بين محافظاته هو من مهد للبيئة الحاضنة للارهاب الداعشى و ليس العكس .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شرطة نيويورك تعتقل عددا من الطلاب المتظاهرين في جامعة كولومب
.. الشرطة في جورجيا تشتبك مع متظاهرين خرجوا ضد مشروع قانون -الع
.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا وتعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطيني
.. فاتح مايو 2024 في أفق الحروب الأهلية القادمة
.. اعتداء واعتقالات لطلاب متظاهرين في جامعة نيو مكسيكو