الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاوضون لا يعرفون التفاوض

عهد صالح مسلماني

2014 / 10 / 26
السياسة والعلاقات الدولية


مفاوضون لا يعرفون التفاوض
اليوم وقبل شهرين من الان انتهت الحرب حسب الاتفاق المتبادل لوقف اطلاق النار في غزة بين الاحتلال الاسرائيلي وبين الجانب الفلسطيني الذي توجه لمصر انذاك ليتفاوض حول انهاء الحرب ،ووصل الطرفان الى سياسة واضحة تقتضي بوقف الصورايخ واطلاق النار بين الجانبين بمبادرة مصرية تم الاتفاق عبرها على وقف شامل لاطلاق النار وفتح المعابر وادخال مساعدات انسانية الى القطاع واعادة اعمار لغزة والسماح بحرية الصيد في غزة ،لكن على ما يبدو يجهل الوفد الفلسطيني ان الاسرائيلين خبيثون لدرجة لا توصف أو انه فعلا كما هو معروف عنا كرمنا الزائد مع الغرباء حتى وان كانوا معتدون وغير ذو حق أو أن الوفد لم يتمعن جيدا بقراءة بنود الاتفاق مع انها بلغتين والأرجح انهم قرؤها بلغتهم العربية الأم لذا لا يلام الاسرائيليون على جهل الجانب الفلسطيني بالقراءة فأي قارىء لبند المبادرة المصرية يعرف أن الاسرائيليون حتى وإن توقفوا عن اطلاق الصواريخ وسمحوا بالحرية المحددة لقطاع غزة غير أنه لا شيء نفذ حتى الان وعلى الأقل نفذ بند اعادة الاعمار للقطاع وسمح بتقديم 6 مليون على اقل تقدير لإعمار غزة على الرغم أن الميزانية المحددة للقطاع عليها ان تتجاوز 7 مليار لاعادة اعمار ما خلفته الحرب ،وحتى وان اعتبرنا أن القطاع عُمرَ من جديد فلن تمضي هذه الحرب حتى وتدخل حرب جديدة ويعاد تدمير ما سيتم بناءه فعن اي نَصرِ يتحدث المتغنون به ،الحرب لم تنتهي بعد فاللذين فقدوا احبتهم الان يلعنون الحرب ويلعنون النصر المتغنى به والذين فقدوا بيوتهم ومدارسهم لن يعد البناء الجديد للبيوت والمدارس ذكرياتهم التي تشاركوا بها مع احبتهم وإن انتهت الحرب في غزة فإنها لن تنتهي في الضفة ولا في القدس فالتعنت الاسرائيلي كل يوم في ازدياد والاحتكاك مع الاسرائيليون يزيد الوضع تعقيدا فكل يوم يزف شهيدا جديد في فلسطين فأي حرية سمحوا بها للفلسطينين قبل اسبوع استشهد عبد الرحمن الشلودي فتى مقدسي اثناء تنفيذه لعملية دهس للمستوطنين على حد قول الاعلام العبري مع انه من المرجح ان سيارته قد تعطلت ولم يتمكن من السيطرة عليها فقام بتوجيهها الى سكة القطار وهكذا تم دهس المستوطنين الذين قتل منهم طفلة لا تتجاوز 3 اشهر واصابة السبعة الاخرون ، على الرغم من الشلودي اعتقل قبل 16 شهرا وتم الافراج عنه حديثا وكان يعاني من اضطراب نفسي جراء الاعتقال الى ان الاسرائيليون اعتبروه ارهابي ويخل بالامن في القدس فقاموا بتوجيه السلاح الى جسده وتم اطلاق الرصاص عليه من مسافة صفر مما ادى الى استشهاده ،وليس الشلودي فحسب بل طفلة صغيرة لا تتجاوز الستة اعوام تم دهسها من قبل مستوطن واستشهدت على الفور ،بعد الحرب عرف الاسرائيليون الطريق الأمن للوصول الى اهدافهم وقاموا بدراسة حول تعديل السياسة الأمنية في القدس عبر ازدياد اعداد الشرطة الاسرائيلية و كاميرات المراقبة بل واضافة مناطيد مراقبة جوية يتحرون من خلالها حركات المواطنين لمنع اي عمل ارهابي يخل بالأمن العام الاسرائيلي ،فليس بالغريب عليهم معرفة كل كبيرة وصغيرة عن كل مواطن يعيش في ظل الاحتلال الاسرائيلي ،هنا يمكننا القول أن المفاوضون يجهلون التفاوض وأن الاسرائيليون يبدعون في التحايل على اي بند أو اتفاق دولي يهز أمنهم وفي نهاية المطاف يجد الفلسطينون نفسهم في خندق لا يعرفون الخروج منه بعد ان تمكن عدوهم من التلاعب بهم وجرهم الى اتفاق لا طائل منه .
عهد مسلماني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطم مروحية | ا


.. الضفة الغربية تشتعل.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائي




.. هل ستتمكن إيران من ملئ الفراغ الرئاسي ؟ وما هي توجهاتها بعد


.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة Life’s Good لتقديم أجهزة عصرية في




.. ما -إعلان نيروبي-؟ وهل يحل أزمة السودان؟