الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ريحانة وبيسان محكومتان بالإعدام ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2014 / 10 / 26
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف



بداية أود أن أُشير إلى موقفي الثابت من حكم الإعدام ، فأنا أرفضه بشدة ، ولا أرى له مكانا في قانون العقوبات ، لعدة أسباب أهمها ، هو إحتمالية الخطأ في الإدانة نتيجة قصور في الأدلة وفي تقنيات إثبات التهمة ، إضافة إلى الإمكانية القائمة والواردة في الحسبان وهي أن تتم الإدانة بناء على إدلة ظرفية غير قاطعة .
والحكم بالإعدام يعني عمليا ، حكما غير قابل للمراجعة والطعن في حالة توفر أدلة جديدة في القضية التي تمت مناقشتها والحكم فيها . ولعل تطور تقنيات فحص الدي – ان – ايه والتي قلبت استنتاجات طواقم البحث الجنائي في قضايا سابقة ، حُكم فيها بالإعدام أشخاص أبرياء ، هي التي حفزت دولا وأنظمة قضائية على إبطال حكم الإعدام .
لكن وللإسف ما زالت دول كثيرة يحكم جهازها القضائي بالإعدام ، وليست إيران هي الوحيدة ، فمعها على ظهر نفس "القارب" توجد الولايات المتحدة والصين .
ومن المعلوم بأن الولايات المتحدة أدانت الحكم بالإعدام ، والذي تم تنفيذه في إيران ، بحق ريحانة جباري ، المتهمة بقتل "رجل مخابرات " .
أميل إلى تصديق رواية ريحانة ، بأنها قتلت دفاعا عن النفس ، فقد حاول هذا الشخص الإعتداء عليها جنسيا، بينما تقول جهة الإدعاء بأنها قتلته "بدم بارد " والدليل شرائها للسكين قبل يومين من الحادث وبأن الطعنات كانت في ظهره !!
ولنفترض جدلا بأن رواية الإدعاء العام هي الصحيحة ، وبأن ريحانة قتلت المذكور عن سابق تصميم ، تخطيط وترصد ، فهل سيوافق كل من هاجم نظام حكم الملالي ، بأن تُعدم ريحانة !!
أعود وأُكرر ، بأنني أُصدق رواية ريحانة . لكن ألا يرتكب القضاء المُستقل والنزيه اخطاء في كل أرجاء المعمورة ..؟! فهل من المحتمل بأن القضاء الإيراني قد إرتكب خطأ غير مقصود بإدانة ريحانة ؟؟
نعم يجب على كل ذي ضمير أن يُدين ممارسات حكم الملالي بحق النساء في إيران ، بما في ذلك ، مهاجمة الفتيات برشهن بالأسيد ، وبنفس الوقت عليه أن يُدين الصين والولايات المتحدة اللتان يحكم نظامهما القضائي بالإعدام ، هم واتباعهم .
فالمُفارقة هي أن "تدافع " السعودية عن ريحانة ، وتدّعي بأن ريحانة أُعدمت لانها سُنية ..!!
أما بيسان فهي إمرأة صغيرة عمرها 31 سنة من حي عربي في مدينة الرملة ، أُعدمت رميا بالرصاص الليلة الماضية ( ليلة السبت ) ، على أيدي مجهولين للشرطة ، معروفين لأهلها ، وهي المرأة العاشرة من عائلتها التي يتم إعدامها رميا بالرصاص . ومن ضمن اللواتي تم إعدامهن أُختان لبيسان !!
من عائلة واحدة ..!! عشر نساء وفتيات .. ولماذا .. قتل على شرف العائلة !!
وفقط للسخرية المُرّة ، فافراد العائلة هم من المعروفين في عالم الجريمة المنظمة ، هكذا تقول الشرطة !!
ولنعد إلى النساء الشهيدات على مذبح الحرية ، فالدلائل تُشير إلى أن إحداهن تم إعدامها لأنها تحدثت عبر الخليوي أكثر من اللازم ....!!
الأُخرى تم إعدامها ، لأنها رفضت الموافقة على عريس ..!!(كما يبدو وافقت عليه العائلة ) .
بيسان ، الأم لثلاثة أطفال ، دخلت دورة لتعليم الكبار ، ونشطت في مجال حقوق المرأة ..!!
ليس لدي معلومات عن باقي النساء ، لكن من المؤكد ، بأنهم طالبن لأنفسهن بالقليل من الحرية .
أليس هذا هو حال المرأة العربية في كل مكان ؟؟ التضحية بالروح من أجل قليل من الحرية !! أما التهمة فجاهزة "شرف العائلة " .. أين أنتم من الشرف يا فاقدي الشرف ؟؟
لكن ، فهاته النساء المحكوم عليهن بالإعدام ، لا تتحرك الخارجية الأمريكية للدفاع عنهن ، فليس لها مصلحة في مهاجمة عوائلهن .. بدءا بعائلة أبي متعب التي تحتجز عائلته ، بناته في سجن على شكل قصر..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التأجيل لا يعني النسيان
john habil ( 2014 / 10 / 27 - 06:16 )
تصاريح 51 نائباً أمريكياً ومنظمات حقوقية وانسانية وملف بنات الملك السعودي ، و وضع المرأة بشكل خاص في السعودية كانت ضمن جدول زعيم البيت الآبيض في زيارته الأخيرة للسعودية
ولكن كفة صفقة شراء الأسلحة ، والاستسلام الكامل للسعودية وفق الشروط المرضية ، رجحت تأجيل تلك الأمور الى اشعار آخر


2 - العزيز جون
قاسم حسن محاجنة ( 2014 / 10 / 27 - 11:53 )
تحياتي الحارة
نعم المواقف تحركها المصالح !!
يومك سعيد

اخر الافلام

.. الإعلامية فريدة الزمر: كل ما تحتاجه المرأة من الرجل هو الأما


.. تدريب المرأة مهنيا.. أولوية لتمكينها اقتصاديا




.. الأردن.. برامج لتمكين النساء وتوجيههن لدخول سوق العمل


.. الناشطة بالجمعية التونسية من أجل الحقوق والحريات رانيا بن فر




.. حقوقيات تطالبن بتطبيق قانون النفاذ إلى المعلومة في تونس