الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب يتجاوز الحدود

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)

2005 / 8 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


تشير إحصائيات المركز الأميركي لمكافحة الإرهاب إلى أنه وقع في العام 2004 الماضي 3192 هجوم إرهابي أسفرت عن مقتل أو إصابة أو خطف 28 ألف و433 شخصا. والعدد المذكور بحد ذاته مذهل. الا أنه لا يشمل العمليات الفاشلة, وهي تلك العمليات الارهابية التي , لسبب من الأسباب, لم تنجح في اصابة أهدافها. والمثال الذي يتبادر للذهن, هو عملية لندن الثانية التي وقع احباطها قبل تنفيذها بإلقاء القبض على المشبوهين. وهناك مثال آخر لم يحظ بعد بالتغطية الكافية, لأنه الأحدث, وهو ما أعلنته السلطات العسكرية الأميركية يوم 20 آب/ أغسطس الجاري من سقوط قذيفة مدفع هاون يبدو أنها كانت تستهدف سفينة حربية أميركية راسية في ميناء العقبة على البحر الأحمر, وقد أخطأت هدفها وسقطت في الأردن حيث قتلت جنديا أردنيا وأصابت آخر إصابة بليغة.
والحقيقة أن التغطية الاعلامية للعمليات الفاشلة معدومة أو تكاد, ومن ثم فمن غير المرجح أن يقع احتسابها في الاحصائيات. ولو فعلوا, لكان الرقم مهولا. والأكثر مدعاة للتساؤل ان الارهاب ليس له وجه واحد ولا هدف واحد. فقد يكون ضحاياه مسلمين كما قد يكونون مسيحيين أو يهودا أو غيرهم. والى ذلك, فليس هناك بلد يتفرد بكونه مستهدف . صحيح أن الولايات المتحدة تبدو في أول قائمة أولويات الارهابيين , ولكن الارهاب يمكن أن يضرب في أي مكان توجد فيه مصالح أميركية, بما يجعل العالم بأسره ساحة حرب.
و هذا ما يدركه جيدا الأميركيون. ففي كلمة له في المؤتمر السنوي الثالث والسبعين لجمعية القلب الدامي العسكرية في مدينة سبرنغفيلد بولاية ميسوري , في الاسبوع الماضي, قال نائب الرئيس ريتشارد تشيني إنه تبين أن حدود الدول لم تشكل عائقا أو حاميا أمام الإرهاب. وأورد تشيني الأمثلة التالية كدليل:
- في بالي، قتلت القنابل في مركز تجاري أكثر من مائتي شخص.
- في الرياض، خلفت التفجيرات الانتحارية المتزامنة ضد الأهداف المدنية 34 قتيلا وعددا كبيرا من الجرحى...(وهو على ما يبدو لم يحص سوى آخر العمليات).
- في القدس وغيرها من المدن في إسرائيل قتلت التفجيرات الانتحارية العديدة وشوهت المئات منذ أواسط التسعينات. ( ولكنه لم يقل شيئا عن عن ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل ضد الفلسطينيين, اذ من المرجح أن يعتبره "دفاعا عن النفس".)
- في الدار البيضاء أزهقت خمسة تفجيرات منفصلة حياة أكثر من أربعين مدنيا وجرحت أكثر من مائة شخص.
- في جاكارتا قتل انفجار أمام أحد الفنادق ثلاثة عشر شخصا وجرح مائة وخمسين آخرين على الأقل.
- في استنبول فجر الإرهابيون أربع شاحنات مفخخة بالمتفجرات مما أسفر عن مقتل نحو ستين شخصا وجرح ما يقرب من 700 آخرين.
- في بريطانيا فجر الإرهابيون في لندن ساعة الزحام أربع قنابل في تموز/يوليو الماضي استهدفت كلها الركاب الذين يستقلون القطارات وسيارات الأتوبيس، مما أسفر عن مقتل 56 شخصا في وسط لندن بمن فيهم أربعة مفجرين وإصابة نحو 700 شخص.
- في شرم الشيخ بمصر فجر الانتحاريون بعد ذلك بوقت قصير قنابل في مركز تجاري فقتلوا تسعين شخصا وأصابوا أكثر من مائة آخرين.
- وفي العراق قتل الإرهابيون أناسا أبرياء في الأسواق والمطاعم والمنازل ومراكز تجنيد الشرطة وفي المستشفيات وأمام أحد المساجد.
وذكر تشيني كيف أن الإرهابيين في العراق "قطعوا رؤوس أشخاص مكتوفين أمام عدسات آلات التصوير وقتلوا موظفي الأمم المتحدة والعاملين في الإغاثة الدولية." وقال إن إرهابيا انتحاريا قتل 18 طفلا عراقيا بينما كان الجنود الأميركيون يوزعون عليهم الحلوى. وهذه قمة المأساة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف