الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياحة في أقاليم الفكاهة والحزن....2

جبار وناس

2014 / 10 / 26
كتابات ساخرة


سياحة ثالثة
------------------
تأنق أبو الشجر المعلا كثيرا حتى بدا منظره مثيرا أمام زوجته ، لم تتماهل كثيرا حتى ثارت بسؤالها : خير انشاء الله رايح ايزفونك على يا مدلله ؟، لم ينبس بكلمة بل اكتفى بابتسامة خفيفة ، ربت على كتفها : أم شجرتي وأغصان بيتي الوارفة ، خرج مسرعا الى الشارع ، كان بانتظاره سائقه الخاص ومساعده في ادارة الحملة الانتخابية لمرشحهم الأمل الموعود ( بحران بهاري الخنفش ) ،
- الى أي جهة نسير اليوم يا أستاذ سأله السائق ؟
- الى منطقة الطين ،
أخرج مساعده حقيبة كبيرة ، فتحها وكانت مملوءة بعملة الخمسة والعشرين ألف دينار ذات اللون الاحمر فأشار عليه الأستاذ أن يجلس في المقدمة بجنب السائق وعندما تمر السيارة بشوارع وأفرع حي الطين أن يبدأ باخراج الأوراق النقدية ورميها على المارة والواقفين ومن يصفق لهم ومن يرفع يده تحية لهم ،
كان شارع الانتصار المؤزر الأطلالة الأولى التي دخلوا بها فواجهتهم مجموعة من الأطفال يلعبون لعبة الدعبل الأثيرة فنادى عليهم السائق : تعالوا يا شباب كم عددكم ؟ ، أجابه أحدهم : نحن سبعة فرمى عليهم المساعد ( أبو الهيفاء ) أوراقا على عددهم فراح الأطفال يصيحون ويصرخون مما حدا بالعوائل القاطنة في البيوت أن تخرج الى الشارع ، تحركت السيارة متجهة الى شارع الهدف الساطع وقبل أن تدخل فيه كانت هنالك طوابير من الناس تركض وراء السيارة ، توقفت السيارة ، ترجل منها أبو الهيفاء وراح يرمي عليهم بحزمة كبيرة من الأوراق النقدية فحصل تدافع وسقوط الاجسام وتداخلها فلم يعد التميز ممكنا ما بين الاجسام المتداخلة أهي رجالية أم نسائية وما مصير الأطفال ؟ كان الله في عونهم فأجسادهم غضة وشاحبة ،
- تحركوا بسرعة خوفا من كثافة الحشود وتدافعها كانت هذه نصيحة الأستاذ أبو الشجر المعلا ، توجهت السيارة مسرعة فكانت الحشود تتكاثر وتتجمع في كل الشوارع وكأن خبر الأوراق يسري كالنار في الهشيم .
ركضت الجموع خلف السيارة حتى بات الشباب منهم في مزاحمة شديدة مع حركة السيارة في السرعة فقال الأستاذ للسائق والمساعد : أخرجا مزيدا من الأوراق وأقذفا بها عليهم ، ولنذهب بعيدا عن تلك الحشود ، سارت السيارة بسرعة كبيرة اتسعت المسافة بينها وبين تلك الحشود ، توقفت السيارة فنزل منها الثلاثة ، كان الشارع الرئيسي ممتلئا بالناس الغفيرة.
- قال الأستاذ بقيت لديكم أوراق ؟
-نعم أستاذ أجابه الاثنان
-اعطني ورقة واحدة قال لمساعده ، تفحصها ، وقال : أبو الخمسة والعشرين فيه أمل كبير وسار ثلاث خطوات ورمى الورقة في الهواء ،
ارتفعت الورقة في الفضاء وأخذت طريقها فوق الحشود المتجمعة في الشارع الكبير ، تشخصت الابصار باتجاهها ، بدا على الورقة وكأنها حمامة تحلق في الهواء بحركات غير معهودة سابقا في ذاكرة الناس المتجمهرين ،
- كأنها حمامة زاجل قال بعضهم
- يا سبحان الله يحرك الجماد من غير ميعاد قالت عجوز يمسك بيدها أحد أحفادها
- هذا فأل فيه خير لكم أيها الناس فتحركوا أينما يتجه قال الحاج فلحان المولى.
اتجهت الورقة في طيرانها نحو الشرق من الحي فراحت الجموع تتعقبها في في الاتجاه نفسه
- علينا أن نمسك بهذه الورقة قبل أن تقع في منطقة العدس قال مختار منقطة الطين : هيا اسروا فها هم أهالي العدس يتهيأون لللامساك بها ويفوزون فيها وا أسفاه ،
تداخلت الجموع الغفيرة فيما بينها بين أهالي الطين والعدس فيما الورقة راحت تستعرض بحركات جديدة وراحت تسرع في حركتها وكأنها تنوي التحليق فوق منطقة الميت ومنطقة اللازوردي ، اندفعت باتجاهها كل الجموع وراحت تبتعد ،
قال الأستاذ : سكون جيد يسمح لنا بحرية الحركة لنذهب الى مرشحنا بحران ونروي له حكاية يومنا الانتخابي هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??