الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امنيه العام الجديد

صبا مطر

2014 / 10 / 27
الادب والفن



لحظات قليله تفصلنا عن العام الجديد في هذا البلد البعيد جدا عن جذوري ... بلد استعرته رغم انف الغربه والغرابه لالوذ في افياؤه الوديعه بالامن والامان ... الاستعدادات هنا على اتمها لاطلاق الالعاب الناريه عند ساعه الصفر ... عيون الاطفال فرحه تعانق السماء استعدادا لبدء الاحتفال.
عام جديد مقبل علينا وما زال بلدي العراق غارقا في دوامات العنف والقتل ...مختنقا باخبار التلفازالمجنون وما يبعثه في الروح من كابه سوداء .
عام جديد واطفال العراق مشردين بلا ماؤى... يصارعون البرد والخوف والمرض ... لا يعرفون للطفوله من معنى ... لم تدخل قلوبهم الفرحه منذ زمن يستحيل احصاؤه ... نظراتهم خوف ...همساتهم كوابيس ... احلامهم هموم والم... ملفعين باثام لم يقترفوها ... مغمسين بالذل حد النخاع .
ماتت اصواتهم الصغيره في صدورهم وما عادوا يتكلمون ... بيوتهم عراء ... وفراشهم سماء ... وامنهم موت متربص هنا.. وذبح ينتظر هناك.. وثالثهما جوع لا يرحم ... طفوله ذائبه مع الاحلام البعيده .. راحله مع النسيان الى اللاعوده ... عام جديد قادم على الابواب وهم يكبرون في العام الف عام وعام.
عام جديد على الابواب والموت في العراق متربص بكل باب... وحكايا الوجع سر مباح ... كمعزوفه عتيقه اظل طريقها الوتر .. وبات يخجل من تكرارها القمر.
اعوام مرت ولازال الفرح لا يعرف خرائطتنا .. لم تزور خطاه دروبنا ... لم تعرج نجومه على سما نا فهل يا تراها لا تشبه ايا من السماوات ؟؟ ام هي يا تراها دروبا ملطخه بالاثام والوزر؟؟؟
القتل والدمار عناوين تتصدر الوجوه قبل الصحف ... والخوف والوجل عناوين تتصدر القلوب قبل النفوس .. وذنب حائر بات عاجزا عن ادراك بانه اصغر بكثير من ان يساءل عن كل ذاك الوجع .
عام جديد ياتي والعراق لا قدره له على النهوض من ذاك الخذلان والشلل ... يقطع اشلاؤه ببلاده وبلا هواده ... يسابق الريح الى الهاويه ويتهافت مع صغار النفوس الى الرذيله والقسوه ... استنفذ رصيده من التاريخ والعراقه .. وذبح المحبه على قارعه طرقات الغجر .. يستنسخ الشيطان في محافله الحكوميه ... ويمسخ باليوم الف مره وجه الحريه .
كبائع الدجل .. يذبح الحاضر بسكاكين التسويف ... ويسد بطلاسمه الواهيه ابواب الامل ... يتمتم باحزانه الى نعوش الانتظار والملل ... واخر سطور كلكامشه احرقتها ايادي الجهل .
في العراق ما عادت عشتار غير سبيه مسبيه ... يجوبون بها والوديان والقفار ويبيعونها الى عبده النار والدينار ... والاهها التموزي الفارس العاشق الهمام اصبح قزما متحول ... بعدما اهدى خنجره وشرفه للامراء والساسه... فوصموه بدراهم العار بعدما هدموا المسلات واحرقوا الاثار .
في العراق ما سكتت شهرزاد عن روايه القتل المباح بعدما اسدلت الستار عن كل حكاياهاه السابقه ... وما داءب العراق يصنع الحكايا في كل حد صوب .. وذاكره شهرزاد المتقده تشرب من دجلتها الخوف... وتزفر فراتها الم .
ما عاد مسرور يخيفها بسيفه الخرافي .. فنصله الحاد ارق عليها من وقع المطر ... ما عاد الخوف من الليل يكبت على انفاسها الرقيقه كما كان ... فالايام بكل ساعاتها في العراق ليل حالك الظلمه تلتمع فيه ملايين السيوف معلقه عليها رؤس البشر .
والليل هنا في وطني البديل ملون بالوان البهجه والفرح .. ها قد بدء الاحتفال بالعام الجديد... ونحن على ابواب اللحظه واقفين نراقب ايائل بابا نويلنا وهي تلوح في الافق ... تمطر علينا هدايا المحبه وانوار الامل .
تمنيت ان يطرق بابا نويل كما هنا باب العراق حاملا اليه الفرح ... باعثا اليه بقبس من نور ليضيء عتمه الالم .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا