الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في تونس انتخابات مسرحية والشعب في أغلبيته قاطعها

بشير الحامدي

2014 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



لا جديد في الوضع كل ما في الأمر أن قوى الانقلاب على 17 ديسمبر مررت واستكملت كل عناصر انقلابها.
انتخابات 26 أكتوبر لن تجلب أي مفاجأة هي فقط كانت لتشريع وضع قائم :وضع السلطة في يد أقوى البيروقراطيات الحزبية المرتبطة بمافيا المال والسلاح والإعلام وبالقوى الاستعمارية.
أقوى البيروقراطيات أرادوه التجمع المسمى بعد 14 جانفي بنداء تونس .
الترتيب لهذه اللحظة لم يبدأ البارحة أو قبل الانتخابات بأيام .
لا. لقد بدأ حين تحدث الباجي قايد السبسي عن هيبة الدولة أو حتى قبل ذلك.
الترتيب خططت له المافيا التي تربت وترعرعت في عهد الديكتاتور بن علي مع مراكز القوى في وزارة الارهاب وفي جهاز القضاء الفاسد ومع القوى الاستخباراتية الأمريكية والفرنسية .
فأفرج عن كل فاسدي التجمع الذين استدعاهم القضاء في أوقات الصعود الثوري وبرئ كل المجرمين الذين لهم علاقة بملف شهداء وجرحى الثورة وعاد التجمعيون للنشاط السياسي وكأن شيئا لم يكن.
التجمع المتذرر والمشتت ومنذ ذلك التاريخ بدأ ينظر بعين لا تغمض ليوم 26 أكتوبر2014.
النظام لم يسقط في 17 ديسمبر بل تهاوت فقط بعض رموزه وتعمقت أزمته وكان المطلوب تجديد الواجهة. وبدأت قوى الانقلاب تعمل وتخطط لتجديد الواجهة واجهة النظام.
تجديد الواجهة اقتضى 23 أكتوبر والتحشيد ليس ضد عدو وهمي بل ضد عدو يمشي على الأرض وفي السلطة أيضا.
وبدأ التحشيد وانخرط اليسار اللبرالي والبيروقراطية النقابية وبيروقراطيات الجمعيات التي تنسب نفسها للجمهورية وللمدنية في اللعبة بيادق بيد مافيا الانقلاب .
جبهة التحشيد جمعت كل الشتات اللبرالي يمينا ويسارا وبدأ الدفع إلى تعميق أزمة حركة النهضة في السلطة واستمر التجاذب حتى جاءت حكومة مهدي جمعة وخارطة الطريق التي انتهى إليها الوفاق والتي توجتها انتخابات 26 أكتوبر.
حركة النهضة وهي في السلطة كشفت عن طبيعتها :حركة عميلة ومعادية لمصالح الشعب وحليفة للقوى الاستعمارية والصهيونية ولطبيعتها هذه تمكنت من كسب تعاطف بعض فئات الكمبرادور الرثة الفاسدة والتي لا يعنيها في الأخير غير مصالحها واستمرارها في نهب الثروة وتكديس الأرباح.
حركة النهضة وفي آخر أيام حكومة علي العريض وعت أنه من مصلحتها الموافقة على حكومة الوفاق شرط أن تبقى ممسكة ببعض الدواليب داخلها والاستعداد للانتخابات.
حركة النهضة كانت تعرف أن انتخابات 26 أكتوبر 2014 لن تكون هي نفسها انتخابات 23 أكتوبر 2011 و أن كثيرا من العوامل تغيرت وقد لا تلعب لصالحها.
حركة النهضة كانت تعرف أنها لن تكون وحدها على المسرح و أن التجمع العائد باسم نداء تونس سيكون له حضور وسيكون المنافس الأبرز لها.
أحزاب النظام يعرفون خارطة القوى وماذا يمكن أن تفرزه انتخابات 26 أكتوبر.
كان كل شيء شبه مرتب . الكل كان يعلم أن الانتخابات سيتقدم فيها الحزبان الأكثر تمويلا و الأكثر عمالة ومعاداة لمصالح الأغلبية. نداء تونس وحركة النهضة.
البقية ظلال لهذا وذاك.
هذا السيناريو كان معلوما مسبقا وقد كان كل شيء مرتبا.
نسب المشاركة ايضا كانت شبه معلومة.
الشعب في أغلبيته لم يكن معنيا بهذه الانتخابات .
الثلث فقط ذهب للانتخابات أما الثلثان فقد كانت لا تعنيهم هذه المسرحية.
ثلاثة ملايين فقط انتخبوا والبقية قاطعوا ولم يذهبوا لصناديق الجريمة.
الأهم من كل هذا هو أن انتخابات 26 أكتوبر وما ستفرزه لن تكون العصا السحرية لخروج النظام من أزمته فعودة التجمع للسلطة أو للمشاركة فيها تحت أية يافطة حزبية هو عامل من عوامل تواصل أزمة النظام .
لقد مثلت انتخابات 26 أكتوبر استكمال مسار الانقلاب على مسار 17 ديسمبر ولكن لاشيء حسم فالأغلبية كانت خارج ترتيبات حراس النظام وستدفعها ظروف الاستغلال والتفقير والقمع التي ستتعمق إلى التحدي والعودة مجددا للدفاع عن حقوقها وافتكاكها من مضطهديها بإصرار أكبر ووقتها قد يتجذر الوضع وتقلب الأمور جميعا فـ 17 ديسمبر مازال حيا وجذوته لم تخمد .
ـــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
27 أكتوبر 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت