الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسز بيل، ملكة الصحراء وصانعة الملوك

محفوظ أبوكيلة

2014 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


جيرترود بيل (Gertrude Bell) 14يوليو 1868 - 12 يوليو 1926، سليلة أسرة أروستقراطية ثرية. وكانت من ألمع الطلبة في جامعة أوكسفورد . إحتفل بها في قاعة الليدي مارغريت عام 1886، كاول إمرأة تنال أعلى درجة في الصف الأول في التاريخ الحديث، باحثة ومستكشفة وعالمة آثار بريطانية إشتغلت بالكشوف الجغرافية والتنقيب عن الآثار والدراسات الديموجرافية. لها العديد من المؤلفات المرجعية عن آثار وسكان وقبائل بلاد العرب والشام والرافدين وشرق الأردن. طورت خرائط هذه المناطق و وقعت عليها المعالم ودققت المسافات والأبعاد. ونالت الإعجاب أيضا عندما تسلقت (الألب) حيث هبت رياح شديدة فبقيت على الجبل وحيدة فى مهب العاصفة لمدة 53 ساعة. رحلت إلى القدس حيث تعلمت العربية، وتعلمت الفارسية وزارت إيران فى عام 1892 حيث كان عمها سفيرا فيها. ونشرت رحلتها في كتاب (صور فارسية) في 1897 كتبت عن سوريا ثم تعلمت التنقيب عن الآثار كما ترجمت أشعار حافظ إبراهيم. التقطها المكتب العربى بإدارة المخابرات لجيوش الحلفاء بالقاهرة فى بدايات الحرب العالمية الأولى، وكلفها بمهمة محددة هى تجميع وتوحيد القبائل والإمارات المستقلة المتناثرة والمتنازعة، والإيالات والسناجق التابعة للإمبراطورية العثمانية فى كيانات سياسية كبيرة يمكنها طرد العثمانيين من المنطقة على أن تأخذ هذة الكيانات شكل الدولة الوطنية الحديثة فيما بعد الحرب. جاءت إلى العراق عام 1914 وقد شاركت بالتنسيق مع زعماء القبائل والعشائر والقيادات المحلية بتصفية الحاميات التركية من بلاد الرافدين والكويت. وقامت برحلة إلى الجزيرة العرببية عام 1916، أمضت منها عدة أسابيع بمنطقة حائل ضيفة على عبد العزيز بن سعود أمير نجد حينذاك، وقضت هذه الأسابيع فى لقاءات عمل دؤوبة تجمعها بأبن سعود ومستشاره جون فليبى رجل المخابرات البريطانية، واضعين أمامهم الخرائط والبيانات والمعلومات التى تمكنوا من جمعها وتدقيقها وتحليلها، ليضعوا استرتيجيات وخطط بناء الدولة السعودية، وتقدير الاحتياجات المطلوبة لتنفيذها من أسلحة وتدريب وأموال. وقد شاعت فى هذه الآونة بين أوساط البدو والوهابيين أشاعات قوية تقول بزواج أبن سعود بمسز بيل، تبريرا لقضائهما معا أوقات طويلة منفردين. وزرا للرماد فى عيون الخصوم والمراقبين. وعملت مستشارة للمندوب السامي البريطاني فى بغداد السير بيرسي كوكس في العشرينيات من القرن الماضي. ولعبت دورا بالغ الأهمية في ترتيب أوضاعه بعد الحرب العالمية الأولى، فقد كانت بسعة علاقاتها ومعارفها وخبراتها بالعراق أهم عون للمندوب السامي البريطاني في هندسة مستقبل العراق, يعرفها العراقيون المعاصرون لها بلقب الخاتون و كانت المس بيل تدون مدوناتها السياسية التاريخية في 1920 في 16 مجلدا عن الإدارة في العراق آنذاك. وما يقرب من 1600 رسالة بعثتها لأبويها وهي معروضة الآن على شبكة الإنترنيت في مكتبة جامعة نيوكاسل البريطانية تحت عنوان (www.gerty.ncl.ac.uk). هي وتوماس إدوارد لورنس ( لورانس العرب )أصحاب إقتراح قيام مجلس تأسيسي للدولة العراقية بهدف تنصيب الأمير فيصل بن الحسين ملكا على العراق, وعملت كمستشارة له ، وقامت بالجهد الرئيسى والمشاركة المؤثرة فى تجميع هذا الشتات فى دولة العراق التي تضم الموصل وبغداد والبصرة وتكوين مملكة نصب الأمير فيصل ملكا عليها. وقد كان لها جملة شهيرة فيما بعد قالت فيها: "قللنا من شأن حقيقة أن هذا البلد مؤلف من حشود قبلية لا يمكن إحتوائها في ظل أي نظام".
ولها الفضل في تأسيس المتحف العراقي وظل المتحف حافظاً لأهم الآثار التي وجدتها والآثار العراقية البابلية القديمة والمخطوطات والتحف حتى عام 2003 في ظل تدهور الأوضاع أثناء حرب العراق فقد سرقت وخربت الكثير من الآثار وقد أرجع البعض منها خلال الفترة ما بعد عام2006.
كانت ذات شخصية مؤثرة شاركت مجالس سيدات مجتمع ذلك الوقت وكانت تنتقد أسلوب التحدث الجماعي للنسوة, . جعلت منها الصحافة آنذاك أسطورة زمانها إذ كانت تدور بين شيوخ القبائل آنذاك دون أن تنسى انوثتها الإنكليزية وعطرها في بغداد حيث كانت تقيم المآدب الدبلوماسية بين جنان النخيل وماء الدجلة. كما كانت معروفة على المستوى الشعبي وهناك قصة لها مع أحد قطاع الطرق(ابن عبدكه) قاطع الطريق، الذي إشتهر في مناطق شمال بغداد، عند بداية القرن العشرين، وحدث أن إستولى على القطار الصاعد من بغداد، وإلتقى فيه ب "مس بيل" المسؤولة الإنكليزيه المعروفة، التي كانت تستقل القطار، وحين عرفها أكرمها، وعاملها بحفاوه، فتوسطت له، وأسقطت عنه الملاحقات القانونية، ووظفته في الدولة. وقد زارت منطقة حائل في السعودية وأوردت مشاهداتها عنها في مذكراتها. يعتبرها بعض المحدثين جاسوسة وهي في الواقع موظفة بريطانية خدمت بلدها بريطانيا بكل جد وإخلاص.
توفيت في 12 يوليو 1926 بسبب تناولها جرعة زائدة من الدواء, ولا يعرف إن كانت قد قصدت الإنتحار أم لا, شيع جثمانها فى جنازة مهيبة شارك فيها الملك فيصل الأول والساسة وكبار رجال الدولة العراقيين والسفراء الأجانب، ودفنت في مقبرة الإنكليز في باب المعظم وسط بغداد.
مراجع http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=93159.0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت