الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة الازمنة

جابر السوداني

2014 / 10 / 27
الادب والفن



وخلفي جاءتْ الأشجارْ.
تجـرُّ عروقَها جزعاً
وتتبـعُـني إلى المنفى
تشاطرُني التسكعَ في مطاوي
البـيـدِ
مفجوعينِ نبحثُ عن كرامتِـنا
وعن حلمِ الطفولةِ
جفَّ واحترقتْ بقاياهُ الجميلةُ
في محاجرِنا
تغلغلَ لونُـهُ السَّاديُّ في أرجاءِ
أوردتي ومزقني وضعتُ
وكنتُ أدورُ في المنفى
لعلي أدركُ الأسبابَ
ماذا نرتجي من موطنٍ في العيدِ
لا يضحكْ.
كبرنا فجأةً ماتتْ طفولـتُـنا
وماتتْ في تعاريجِ الفجيعةِ
دونَ أنْ ندري مساراتُ الهوى
الأولى
يا هذا البلاءَ
كبرتَ لا حياكَ من وطنٍ
سنرحلُ عنكَ مقهورينَ
ماذا نرتجي
من موطنٍ في العيدِ لا يضحكْ.
.................................
قالتْ نادلةُ البارِ الشقراءْ.
وهي تلـمُّ بقايا الكأسِ المكسورةِ
عن وجهِ الأرضْ.
تعساً يا أشباه الجاوى
من أينَ تجيئونَ حفاهً مغلوبينْ.
كأنَّ وجوهَكمُ المِّـيتةَ
طرائدُ صخرٍ قدتْ من أزمنةِ
الديناصورات الأولى
لكني آثرتُ الصمتَ
وكنتُ أدورُ أدورُ أدورُ لعلَ
النارَ الأزليةَ تحرقُ كلَّ ذنوبي
وأتوبُ الى الربِّ المركونِ
كسقطِ متاعٍ في أقبيةِ المسجدِ
لكن كيفَ أتوبَ
لهذا الربِّ وأنا اكرهُهُ أصلاً ؟؟؟
غامتْ أزمنتي المقهورةُ وتشظتْ
مثلَ حطامِ الكأسِ المكسورةِ
بيدِ النادلةِ الشقراءْ.
او مثلَ بقايا الربِّ المهملِ
في أقبيةِ المسجدِ
لا ادري من أيِّ الأبوابِ
إلى التوبةِ ادخلُ
أتباعُ الربِ كثيرونْ.
ولهم أبوابٌ لا تحصى
ومنابرُ سوءٍ متشاكسةٌ بالشكلِ
وبالمضمونْ.
وجنودٌ أوباشٌ مثلَ جرادِ الأرضِ
يسفّـونَ خراباً
يتملكهمْ ولعٌ حينَ يجيئونَ زرافاتاً
بشميمِ دمِ الأوداجِ المقطوعة
ونزيفِ الأنثى حينَ تُـزفُّ بكارتَها
مرغمةً للاهوتي الوافدِ من أزمةِ
الديناصورات الأولى
لن ادخلَ بابَ التوبةِ أبداً
مادامتْ أسرابُ جنودُ الربِ
تعيثُ فساداً في الأرجاءْ.
سأبيتُ الليلةَ في هذا
المرجِ المشتعلِ رصاصاً وشظاياً
وأغادرُ عندَ الصبحِ إلى وطنٍ آخرَ
يعصمُني
من أسرابِ جنودِ الربِ التكفيريين
.......................................
الشمسُ وجهتُـنا سنمضي هاربينْ.
تلدُ المسافةُ أخـتَها
وخطى الضياعِ تظلُّ تمشي
ربما حشدٌ من الأمواتِ نمشي
ضائعينْ.
والطريقُ تمـدُّ اذرعَها الطويلةَ
خيمةً تنأى وتتبعُها الجموعُ
وراءَ ظهري ظل منسيا بها
عمراً من الخيباتِ خلفني حـطاماً
في العراق
سأظلُّ منفياً أنا
وأمـوتُ يقتلني التسكـعُ
فـي المنافي
لـن تـرى قـدميَّ بعـدَ الآنَ
يا وطنَ العمائمِ والغباء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر