الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تأثرت الثقافة في مصر عقب أحداث 11 سبتمبر 2001؟؟

أحمد عبد الرازق أبو العلا

2002 / 12 / 16
الادب والفن


 

 

   الثقافة - بشكل عام - تتأثر تبعا للعوامل والظروف المحيطة ، وتبعا للمتغيرات المتعاقبة والمتواترة ، وفي ظل فكر العولمة ، والقرية الكونية ، وثورة الاتصالات ، أصبح التأثر والتأثير بالغا ، وسريعا جدا .. وعقب أحداث 11 سبتمبر وجدنا أفكارا تم طرحها من جديد ، وكنا نظن أننا قد انتهينا منها منذ فترة ، ومنها قضية : صراع الحضارات وحوار الثقافات ؟؟ وطرحت قضية الإرهاب نفسها من جديد ، من منظور يري أن الإرهاب مقترن بالإنسان العربي ، والإنسان المسلم ، وبات الفكر العربي لبعض من يعيشون خارج المنطقة العربية ، فكرا يكرس للإرهاب وتلك مسألة عجيبة ، روجت لها الآلة الصهيونية ، علي مستوي العالم ، ومن ثم اختلطت مفاهيم وأفكار ، وما كان لها أن تختلط ، منها فكرة المقاومة ، والمواجهة ، وفكرة الانتحار ، وفكرة الاستشهاد .. الخ  .. بعد أحداث 11 سبتمبر ، تمت مناقشة تلك الأفكار من جديد ، وكأنها تناقش للمرة الأولي وهذا بالطبع له تأثير بالغ علي إنتاجنا الثقافي والفكري ، لا يستهان به ، ولكن علي المستوي البعيد وليس القريب .. لماذا ؟؟ لأن المثقف العربي ، والمصري – بشكل خاص – ظل - لفترة طويلة - مستلبا للأفكار الغربية ، لأنه كان يظن أنه باقترابه من أفكار وثقافة الغرب سوف يحقق تقدما ، يجعله يقف جنبا إلى جنب الثقافة الغربية ، التي أوهمتنا أنها قادرة علي الفعل ، وقادرة علي تبني قضايا العصر !! وتلك مسألة أثبتت الأحداث التي حدثت في نهاية القرن ، أنها مجرد أوهام . ضحينا من أجلها بفكرة الهوية التي كان ينبغي التأكيد عليها دائما لمواجهة ، فكر العولمة ، الذي يوهمك أن العالم صار قرية كونية واحدة ، و الأحداث التي نراها الآن تكشف زيف هذه الرؤية ، أنظر إلى ما يحدث في فلسطين ، وأنظر إلى موقف أمريكا وبعض الدول الأوربية من العراق ، أو السودان ، أو ليبيا ، أو - حتى - مصر .. انهم يعتبرون تلك الدول وغيرها من الدول الحاضنة لفكر الإرهاب ؟؟ وكأن الدفاع عن الأرض والعرض والشرف ، صار نوعا من الإرهاب !! لك أن تتخيلين شكل الثقافة المصرية والعربية ، في ظل كل هذا .. دعك من أن معظم المثقفين العرب والمصريين ، ظلوا لسنوات طويلة ، منكفئين علي ذواتهم ، لا يهمهم من أمر القضايا القومية الكبرى شيئا ، ومن ثم أصبح دورهم في الحياة بشكل عام دورا ، لا يعكس الإيجابية المرجوة ، الإيجابية التي نستطيع بها أن نواجه تلك الأفكار التي تريد منا أن نكون تابعين ، أن نفقد استقلالنا : الثقافي والفكري ، والسياسي ، والاقتصادي .. إن موقفا  واحدا – بسيطا – حدث في مصر في عام 2000 ، وهو ما عرف بأزمة ( وليمة لأعشاب البحر ) الرواية التي كتبها الكاتب السوري
 ( حيدر حيدر ) ، واتهمها التيار الديني في مصر بأنها أساء ت للدين ، ودخلت إلى أماكن محظورة ، ما كان ينبغي لها أن تدخل ، هذه الأحداث التي أعقبت صدور الرواية ، أثرت بشكل مباشر ، وبشكل غير مباشر علي الثقافة المصرية ، تأثيرا – سلبيا – بالطبع – حيث ، صارت المعايير الرقابية، باسم المحافظة علي الأخلاق ، هي المسيطرة وهي الغالبة ، هذا الأمر أدي إلى مجموعة من التراجعات التي تؤثر علي الثقافة والفكر ، فما بالك بمتغيرات ما بعد أحداث 11 سبتمبر ؟؟ في العالم أيضا تأثرت الحياة الثقافية والفكرية ، بهذه الأحداث ، لكن تأثيرها علينا هنا في المنطقة العربية كان  شديدا ، لأننا أصلا مستهدفون ، ومستلبون من الغرب قبل الأحداث ، وعلي رأي المثل العامي المصري ( علينا العين ) ، ينبغي علي المثقف العربي – بشكل عام – والمثقف المصري – بشكل خاص – أن يكون واعيا لما يحدث من حولنا ، وساعيا للتأكيد علي فكرة الهوية التي أرادوا لها الذوبان ، ليصب الأمر في النهاية لصالح الصهيونية العالمية التي تسعي الآن للتأكيد علي فكرة أن العرب مجرد أغنام ، أو رعاة أغنام، لا ينبغي لها العيش في عالم الأقوياء ، الثقافة الملتزمة هي التي ستغير من هذه النظرة ، وهي خط الدفاع الأول عن هويتنا التي بدونها سوف نتلاشي ونذوب في الآخر الذي يري أن مصالحة تتعارض مع مصالحنا ، وحياته لا تقوم معنا ؟؟ وهكذا ..

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي