الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من حنّ أنّ

وئام الشاهر

2014 / 10 / 28
الادب والفن


نتعلم عند اغترافنا من القراءة أسماها أن الإنسانَ ما خلقَ إلا ليتماهى بين العلوم , وليغرق في عمقٍ من لا نهائية النهل
لا يمكن لنا ألّا تسكننا رهبة عند وقوفنا أمام الكلمة المنحوتة نحتاً يثير في داخلنا سيولاً عن الإنسان وكيف يكون بمقدوره أن يسطر شيئاً شبيهاً بالخمرة !
على مدى كل ما مضى من أزمانٍ كان الكل راحلاً دون إياب .. وتخلد دوماً تلك الكلمات التي تنتقل كي تشفّ واقعاً وتنبئ عن آخر
محالٌ أن يكتب المرء ما لم يتلبسه ..

تقف العقول لحظةً لما ترى كيف يكون للكلمة قدرةٌ على ارتداء صاحبها , وتفتح له سجلاً بين سجلات ملأت كل إطار ضمن هذه الحياة ..
عابثٌ من ينغمس في ظنه أنّ الكلمات عابرة , تلك التي ترتدي أهلها لا يمكن إلا أن تثبت قدميها لتصل في عمقٍ لصخور الجبالِ الأولى ..
إن من أشد ما يفتك سلاحاً يتجلى في الكلمات فهي لا يمكن أن تكون رزم أوراق مبثوثة فوق الرفوف كشيءٍ من عبث الإنسانية أو كضربٍ من ضروب ابتعادها عن الحياة العادية , لأن الأيدي عندما تخط بأقلامها أحرفها هي تخط أقدارها , وتخط عنّا أولاً ما لم نستطعه ولم نبُحْه , وتحمل في المنصب الأولِ عناويننا التي تاهت من أيدينا ومرت عبرنا ولم تخرج من خلالنا في لحظة انغمارنا بفيضانِ الإبتعاد عن النزعة داخلنا نحو حبّ رزم الأوراق المتصاعدة فوق الرفوف ..
نجدنا منذ صغرنا نحمل الأقلام نملأ بخطوطها أيدينا . تلك المعيشة التي باعدتنا عنها أشباه الحياة التي اعتقدناها في ضياعنا أنها الأسس الأولى والأَوْلَى ..
ولسبيل الإتساعِ لما أن نرى تلازم أفئدتنا في الخوص والنحت وثوران داخلنا .. أن كيف خطر لإنسانٍ ما أن يكتب مع رؤيته كل هذا الذي يحيط بنا من موت وموت وموت ؟! بل كيف استطعنا على مرور الوقت أن نجد لأنفسنا متنفساً خارج الكتب والأقلام ؟! بل والأكثر رهبة .. أن كيف كان بمقدور العقل أن يصل نحو تلك المسالكِ التي ما خطرت إلا في نادر استغراقنا في الفكر فيحكي عنها ويقلِّبها ويخرقها ويعبر من خلالها ولا يتركها حتى يتأكد ويُشفى في عمقه أنه قضى على نزعته لمعرفة الماهية وتحطيم جهله وضعفه لأجل هذا الجهل ..
تخط الأمم كلها حين تخط عن شوقٍ أصيلٍ داخلها لنيل ما تقوله , وتغوص الأنفس حين غوصها في مبنى الكلمات لحب عميقٍ فيها أن تنال ما ينقصها وإن كان ذاكَ في لجوءها لدفع ذاتها ومن حولها لتخيل الأفضل ولو خيالا ..
وحول شوق الذات في ذاتها ونحو رأب الصدوع فيها دارت أفلاك تجر جراً نحو خوض حمام الكلمة لتحمل ذاكَ الشوق فتسطره كلقاءٍ وتشفي مواجعها وإن كان كمحض تخيلٍ يقبل الهبوط عند حال واقع أفضلٍ في آن قريبٍ مع كل بعده








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم


.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24




.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو