الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب التونسي يقول بوضوح (لا) للإسلام السياسي

التهامي صفاح

2014 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كما كان متوقعا جاء الحزب الليبرالي التونسي بزعامة الباجي قايد السبسي في المركز الأول في إنتخابات 2014 التشريعية متقدما على حزب النهضة الإسلامي بأكثر من عشرين نقطة .وهو ما يشكل مفاجأة بالنسبة لحزب "نداء تونس" الذي لم يتأسس إلا منذ سنتين وعلى رأسه رجل صقلته التجارب و المناصب التي تولاها طيلة حياته لحد الآن بحكم سنه المتقدم 88 سنة وهو المحامي الباجي قائد السبسي .وليس مستبعدا أن يتقدم هذا الأخير للإنتخابات الرئاسية أيضا في نوفمبر القادم ويفوز بها نظرا لطول إنتظارات التونسيين لأناس في الحكم متمرسين على حل المشاكل الإجتماعية وتلبية مطالب الطبقات المسحوقة بالسرعة الملائمة .والحال أن الأحزاب التي حكمت تونس طيلة هذه الفترة الإنتقالية بعد الثورة أغلب زعمائها كانوا منفيين في الخارج كمعارضة بعيدة عن داخل تونس وما يجري فيها ولم يمارسوا أية وظائف طيلة عقود من المنع السياسي إضافة للمشاكل الأمنية .
حزب النهضة يعترف بالهزيمة و يهنئ منافسه "نداء تونس" الليبرالي بالفوز.
إذن الإسلام السياسي ينهزم ظاهريا في تونس البلد الذي بدأ الثورة وعاشها معه كثيرون عبر العالم وعاش الفترة الإنتقالية وهو الآن يؤسس لمجتمع ديقراطي حداثي بهذه الإنتخابات .
سيهنئ الشعب التونسي على نزاهتها و شفافيتها كثيرون من الخارج و من "الأشقاء العرب"و "المسلمين" .خصوصا هؤلاء الأخيرين إن فعلوا وهم المتخصصون في تزوير الإنتخابات لا ندري ماذا سيقولون لشعوبهم و تونس ليست من دول أوروبا الديموقراطية ولا من دول أمريكا المتقدمة بسنوات ضوئية في التجربة الديموقراطية الناجحة و سيادة القانون عوض سيادة الإستبداد والعبودية . وبالتالي فالمقارنة جائزة بين تونس ودول شمال إفريقيا والشرق الأوسط. هزيمة الإسلام السياسي في تونس وفوز الديموقراطيين ضربة مدوية للإسلاميين و مستغلي الدين في السياسة وسيكون لها تأثير كبير على إنحسار الإسلام السياسي في المنطقة برمتها و خصوصا دول شمال إفريقيا القريبة من تونس كالجزائر و المغرب و ليبيا و مصر والسودان و غيرها .
و إذاكان ما حصل في المنطقة في 2011 من صعود للإسلاميين له أياد خارجية أكيدة تتعلق بأمن أروبا و خصوصا أمريكا ودول أخرى تخشى الإرهاب و تريد للإرهابيين القادمين من شمال إفريقيا و الشرق الأوسط الإنخراط في العمل السياسي و إلقاء السلاح بهذا الصعود للإسلاميين المعتدلين رغم كون الوقت ليس وقت إسلاميين، فعلى الأقل في تونس تمكن القطار أخيرا من العودة للزمن الحقيقي بعد هذه الانتخابات و إنطلاق زمن النظريات السياسية والإقتصادية التي يجب أن تحدث داخل مؤسسات الدولة .دولة كل التونسسين دولة المساواة والعدالة التي تنكب على حل الملفات التي تنتظر الطبقة السياسية المنتخبة ديموقراطيا والتي لها الشرعية الديموقراطية كأي دولة ديموقراطية فيها تنافس وإعتراف بالفشل لمن تثبت التجارب تخلف أطره عن الإستجابة لمتطلبات المرحلة التاريخية و إنتظارات الشعب..و بالتالي تقبل معاقبة الشعب له بعدم التصويت له .
فهل تعتبر الدول الأخرى بدرس تونس ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هنيئا للشعب التونسي بعودة الفلول
عبد الله اغونان ( 2014 / 10 / 28 - 08:50 )

فازت النهضة ولم يدعوها تشتغل وتنازلت كي لاتكون فتنة وكثيرون من انصارها غاضهم هذا التنازل
وأعيدت الانتخابات وفاز الفلول تعرفونهم بأسمائهم وبرامجهم وتاريخهم وسترون منهم
ماترون
ومع ذلك فالنهضة في الرتبة الثانية
أما الأحزاب العلمانية اليسارية فرلبها مخجلة

تونس على خطى مصر


2 - هنيئا
جابر بن حيان ( 2014 / 10 / 28 - 10:34 )
هنيئا للشعب التونسي المجيد المثقف الذي قطع الطريق على الدجالين والمتاجرون في الدين والحالمون باليوم الاخر وحور العين


3 - حسنا. .
عمر ( 2014 / 10 / 28 - 11:06 )
هذا التصور الشامت لا يؤسس لديمقراطية حقيقية مهما كانت أطرها. .

عندما يعترف حزبا ما بالهزيمة في عالمنا العربي أو الدول النامية بشكل عام. .يفترض أن نقول له شكرا. .لقد بذلت مساعيك وما أعترافك بالهزيمة إلا دليل نيتك الصادقة في خدمة المجتمع. .


لذلك نبارك لحزب النهضة أنتصاره لمجتمعه التونسي. .كما نبارك لجميع المتقدمين في هذه الإنتخبات. .



اخر الافلام

.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو


.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف




.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد


.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي




.. نتنياهو: دمرنا 20 من 24 كتيبة لحماس حتى الآن